المؤاخاة بين العاطلين عن العمل وأصحاب الوظائف المتعددة في ينبع

[محمد عبد الله الذبياني]

مبدا العدالةلا يقوم بتجريد لاخرين مما أكتسبوه بكفاءتهم بغير الأضرار بحقوق الاخرين

صحيح . . . ولكن ومن هم الذين يقررون ذلك ؟!

كما أن موظفي الجمعيات الخيرية جلهم متبرعين بأقاتهم للخير وقليل منهم من يستوفي أجرا عن ذلك

تحدثت عن جانب التطوع في الموضوع ويمكنك - إن رغبت- أن تعود للقطعة لاستخراج ما يشير إلي ذلك ، لأنني لا أعرف كيف أفصّل في المفصّل وأوضّح الموضّح !! على أننا لم نخصص الجمعيات الخيرية في حديثنا وكان التركيز على أصحاب الوظيفتين في أي جهة كانت ، والعنوان يبرز هذا بجلاء وما ورد في الموضوع يؤكده ، فاربط عناصر الموضوع بارك الله فيك بعضها ببعض.

كما أن الوظيفة العامة أهم شروطها الكفاءة وليس العدالة التي تاتي بعد الكفاءة في حال التكافؤ علميا وإخلاقيا ومهنيا ..

كلام سليم . . . ولكن من هو بظنك العادل الذي يقرر بأن هذا هو أولى من ذاك ؟! صديقه مثلاً أو قريبة أو من بالضبط !!

ومع تقديرنا لرأيك ورأي محمد العباس
الحياة مدرسة تسجلى بالعبر لا بالتنظير

قول جيد سيضح للقراء الأعزاء و لك إن كنت ممن لا يلبس الحق بالباطل بأنك قد وقعت فيما حذرت منه عند إتمام قراءة هذه المداخلة بدون أن تدري !!

فهذا الوافد عندما أتى إلينا كان حافي القدمين ممزق الجيبين ..بعد أن باع كل مايملكه وتملكه عائلته من حطام الدنيا ..لا يملك قيمة فرشاة .. او عدة مفكات .. فبني نفسه من العدم..

في بضع سنين تجده كون مالا أو تجارة أو عملا مربحاً أغنى به نفسه لم يعتمد على واسطة او حكومة تلقمه ثديها حتى ولو كان خائبا , بل كل الضروف تعمل ضده ..

فالكفيل يلهف وموظفي بعض الإدارات الحكومية ممن لا يخاف الله يلهف من رزقه بغير وجه حق أو ضمير..

تحاول إسقاط مقارنة ظالمه بما يتفق وظروف معيشة الوافد مع ظروف معيشة شاب سعودي ، على أنك لا تتحدث عن فوارق العملات في مداخلاتك !! ولم تقتنع بالمضايقات والتي فندها آل عباس. فلسنا _بارك الله فيك _ ضد عمل الشاب السعودي في هذه المهن كما يزين لك عقلك ذلك ، المقصود تصحيح بعض الأوضاع لكي يكون المردود أفضل ومشجع للتوجه إليه كي تتحقق رغبتك ، مع عدم إغفال الموضوع الأساس مبدأ إتاحة الفرصة للجميع لوأد احتكار تعدد الوظائف للشخص الواحد دون ميزات تدعوا إلي الاستفراد بها على حساب الأحق ودون وضوح الرؤية حول من هو الذي يطبق المعايير المطلوبة لشغل الوظيفة المسائية!!

أما من أثر خد الوسادة ولا تعرف يديه إلا الضغط على الريموت كنترول ..فهذا حتى لو أعطيته عشرين وظيفة لا ينتج شئيا وإن أنتج فإنتاجته لا توازي تكاليف تشغيله .. (أغلب موظفي القطاع الحكومي من هذا النوع ) لهذا يرفضهم القطاع الخاص القائم على الانتاجية ..فأي رجل أعمال رشيد لا يفرط في من يزيد من أرباحه ... هذا قانون البزنس وألا خسرت التجارة ...

على أن هذا خارج موضوعنا إلا أنه لا يمنع من التعليق عليه تقديرًا لمداخلتك على الموضوع.

والذي تحدثت عنه صور واقعية حقيقية وملاحظة ، ولكن ما الذي يجعل بعض من الموظفين الحكومين كما قلت ؟ ولماذا موظف القطاع الخاص على النقيض منه؟ ألم تسأل نفسك عن الميزات والحوافز والترقيات الخ ؟! هل بنظرك متساوية بين الاثنين!! لعلك تعيد قراءة النظريات السبع لدوافع العمل فقد تزيل اللبس والدمج الحاصل لديك.

وهذا إمبراطور الاقتصاد السعودي الذي بدأ من الصفر يستطيع الأن أن يهز إقتصاد دول بحالها

وقتا ممتعاً وجميلا يا ريس..

(أكد سليمان بن عبدالعزيز الراجحي أن سر نجاحه يرجع لأدائه للحقوق وللعصامية والكفاح الذين سار عليهما منذ صباه.

واستعرض الراجحي مسيرته نحو الثراء والتي بدأت من الصفر ومرتب (الريالين)، وعمله كحمال وطباخ والعديد من المهن حتى وصل إلى ما وصل إليه حاليا من مكانة مرموقة في المصرفية المحلية والعالمية، لافتا إلى أنه رغم ما وصل إليه من ثراء وبلوغه من العمر الثالثة والثمانين وتقدمه في السن إلا أنه ما زال يعمل بمعدل ثماني عشرة ساعة في اليوم، داعيا الشباب إلى العصامية والعمل بجد وتفان وإخلاص وعدم التذمر من ساعات العمل الطويلة، وحثهم على الاتجاه إلى الأعمال الخاصة التي يجدها أكثر جدوى من العمل العام وفرصها أكثر سيما في بلد مثل المملكة تتوفر فيه الكثير الفرص

يمكنك أن تقضى وقتًا أجمل وأمتع من قراءتك لعصامية الراجحي ، ألست القائل لتوك الحياة تستجلى بالعبر لا بالتنظير ، أنا أدلك على استجلاء العبر من أرض الواقع ومن بيئتك التي تعيش فيها لا من بيئة الراجحي البعيدة عنك التي تقرأها نظرياً !!

إن شاهدت أي تجمع لشياب ينبع ( الشياب هذه المرة لا الشباب ) الله يطرح فيهم البركة ، تجدهم في الأحياء الشعبية أو على مركاز في بعض الطرقات العامة يلعبون ضومنه أو ورقه أو في بعض الدكاكين الشعبية الصغيرة أو في الحراج ( السمك أو الغنم ) ، أو على الكورنيش صباحًا يتجمع بعض سائقي الباصات المدرسية من كبار السن، اذهب إليهم وأسألهم عن أعمالهم في السابق ، وما وجدوه من متاعب ، ستجدهم قد عملوا في أعمال أشق وأصعب مما عمله صاحبك الراجحي ، فمنهم من قاوم أمواج البحر وآخر عصفت به الرياح إلي حيث لا يدرى ، ولا تعدم فيمن يخبرك أنه ذهب إلي فلسطين وذاك إلي السودان وآخر إلي الأردن وغيرها ، أسّتألم لألمهم وأستمتع في مواضع المتعة ، لقد عملوا في أعمال لا يعلمها إلا الله ، لا تساوى نصف ما عمله صاحبك الراجحي _ زادك الله وإياه من فضله _انتهى ببعضهم المطاف كما ستشاهد إلي أعمال لا تتوافق وسنهم ويعملون لساعات طوال في هذه الباصات او في الحراج أو نحوها والبعض الآخر يترددون على مكائن صراف صاحبك لأخذ الضمان الاجتماعي !!

إذن ليس بالضرورة أن يصل كل مكافح إلي الدرجة التي تتوهمها وتحلم بها من أعمال بسيطة وتحاول إسقاطها نظريًا إلينا ، وليس صحيحًا قياس ذلك على كل حال ، فالراجحي ومثله يا عزيزي حالات محدودة اجتهدوا وساعدتهم الظروف ، على أنها تبقى من الأمثلة الرائعة التي يقتدى بها لمن لم يستكين إلي اليأس وخرج للعمل بيديه وكافح وتحمل وصبر ليقيت نفسه وأولاده فلم يخيب الله رجاءه ففتح عليه فتحًا عظيما. هذا كله دون أن ننس في المقام الأول تقوى الله والاستغفار هي التي تجلب الرزق قال الله عز وجل: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) والآيات الدالة على هذا كثيرة فلا تتوهم أنها كلها شطاره وذكاء وكفاح وتعب !! ، وإن كنت تقول بأن شبابنا لا يعملون فاذهب إلي البنوك واسأل رجال الأمن كم ساعة يعمل وكم هو راتبه واذهب إلي سوق الخضار واسأل الشباب هناك عن التكتلات العمالية ضد الشاب السعودي حتى يخرج خاسراً الخ تلك الضروب والأمثلة ..

شكرًا على تواصلك حتى وإن كان أغلب ما قلناه لا يخص الموضوع الأساس ولكنه نزولاً عند رغبتك بالخروج المستمر عن الموضوع الأساس على أننا نعتبره في الآن من الاستطراد المحمود.

نقدر وجه نظرك في الموضوع ونتمنى لك جولة مع الشياب أمتع من القراءات النظرية يا امبراطور.