[poet font="Arial,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يكاد في لفظة منه مشرَّفةٍ = يوصيك بالحق والتقوى وبالرحم
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبةً= حديثك الشهدُ عند الذائقِ الفهِم
حلَّيت من عَطَلٍ جيد البيان به = في كلِّ مُنتثر في حسن مُنتظم
بكل قول كريمٍ أنت قائلُه = تُحيي القلوب وتحيي ميت الهمم
سرت بشائر بالهادي ومولده = في الشرق والغرب مسرى النورفي الظلم
تخطفت مهج الطاغين من عربٍ = وطيرت أنفُسَ الباغين من عجم
ريعت لها شُرَفُ الإيران فانصدعت = من صدمة الحق لا من صدمة القُدم
أتيت والناس فوضى لا تمرُّ بهم= إلا على صنم قد هام في صنم
والأرض مملوءةٌ جوراً مُسخرةٌ = لكل طاغيةٍ في الخلق مُحتكِم
مُسيطرُ الفرس يبغي في رعيَّته = وقيصرُ الروم من كِبرٍ أصمُّ عَمِ
يُعذِّبان عباد الله في شُبهٍ = ويذبحان كما ضحَّيتَ بالغنم
والخلقُ يفتك أقواهم بأضعفهم = كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكُه = والرُّسلُ في المسجد الأقصىعلى قدم
لما خطرت به التفُّوا بسيدهم= كالشُّهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كل ذي خطرٍ = ومن يفُز بحبيب الله يأتمم
جُبت السماوات أو ما فوقهن بهم = على منوّرةٍ دُرِّيةٍ اللُّجُم
ركوبة لك من عزٍّ ومن شرفٍ = لا في الجياد ولا في الأينُق الرسُم
مشئةُ الخالق الباري وصنعته = وقدرةُ الله فوق الشك والتُّهَم
حتى بلغت سماءً لا يطارُ لها = على جناحٍ ولا يُسعى على قدم
وقيل : كلُّ نبيٍّ عند رتبته= ويا محمدٌ هذا العرشُ فاستلم
خططت للدين والدنيا علومهما = يا قارئ اللوح بل يا لا مس القلم
أحطت بينهما بالسر وانكشفت = لك الخزائنُ من علم ومن حكم
وضاعف القُرب ما قلِّدت من منن = بلا عدادٍ وما طوِّقتَ من نعم
سل عصبة الشرك حول الغار سائمةً = لولا مطاردةُ المختار لم تُسم
هل أبصروا الأثر الوضَّاءَأم سمعوا = همسَ التسابيح والقرآن من أَمَم ؟
وهل تمثّل نسجُ العنكبوت لهم= كالغاب والحائماتُ الزُّغبُ كالرخم؟
فأدبروا ووجوهُ الأرض تلعنُهم = كباطلٍ من جلالِ الحق منهزم
لولا يدُ الله بالجارين ما سلما = وعينُه حول ركن الدين ؛ لم يقم
تواريا بجناح الله واستترا = ومن يضُمُّ جناحُ الله لا يُضَم
يا أحمد الخير لي جاهٌ بتسميتي = وكيف لا يتسامى بالرسول سمِى ؟
المادحون وأربابُ الهوى تبعٌ = لصاحب البُردة الفيحاء ذي القدم
مديحهُ فيك حب خالصٌ وهوًى= وصادقُ الحبِّ يُملي صادق الكلم
الله يشهدُ أني لا أعارضُه = من ذا يعارضُ صوب العارض العرم؟
وإنما أنا بعض الغابطين ومن = يغبط وليِّك لا يُذمَم ولا يُلم
هذا مقامٌ من الرحمن مقتبسٌ = ترمي مهابته سبحان بالبكم
البدرُ دونك في حسنٍ وفي شرفٍ = والبحرُ دونك في خيرٍ وفي كرم
شُمُّ الجبال إذا طاولتها انخفضت = والأنجُم الزُّهرُ ما واسمتها تسم
والليثُ دونك بأساً عند وثبته = إذا مشيت إلى شاكي السلاح كمى
تهفو إليك - وإن أدميتَ حبَّتَها = في الحربِ - أفئدةُ الأبطال والبُهَم
محبةُ الله ألقاها وهيبته = على ابن آمنةٍ في كلِّ مصطدَم
كأن وجهك تحت النقع بدرُ دُجًى = يضئُ ملتثماً أو غيرَ مُلتثم
بدرٌ تطلَّع في بدرٍ فغُرَّته = كغُرِّة النصر تجلو داجي الظلم
ذُكرت باليُتم في القرآن تكرمةً = وقيمةُ اللؤلؤ المكنون في اليُتم
الله قسّم بين الناس رزقهُمُ= وأنت خُيِّرتَ في الأرزاق والقِسم
إن قلتَ في لأمر:لاأوقلت فيه: نعم = فخيرةُ الله في " لا " منك أو " نعم "
أخوك عيسى دعا بيتاً فقام له= وأنت أحيت أجيالاً من الرّمم
والجهل موتٌ فإن أوتيت مُعجزةً = فابعث من الجهلأوفابعث من الرَّجم
قالوا: غزوت ورسلُ الله مابُعثوا = لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهلٌ وتضليلُ أحلامٍ وسفسطةٌ = فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
لما أتى لك عفواً كل ذي حسبٍ= تكفَّل السيفُ بالجهالِ والعَمَم
والشرُّ إن تلقهُ بالخيرضقت به = ذرعاً وإن تلقهُ بالشرِّ ينحسِم
سل المسيحية الغراء : كم شربت = بالصّاب من شهوات الظالم الغَلِم
طريدةُ الشرك يؤذيها ويوسعُها = في كل حينٍ قتالاً ساطع الحَدَم
لولا حُماةٌ لها هبُّوا لنصرتها = بالسيف ؛ ما انتفعت بالرفق والرُّحَم
لولا مكانٌ لعيسى عند مرسِلِه = وحرمةٌ وجبت للروح في القِدَم
لسُمِّرَ البدنُ الطُّهرُ الشريفُ على= لوحين لم يخش مؤذيه ولم يَجِم
جلَّ المسيحُ وذاق الصلبَ شائنهُ = إن العقاب بقدر الذنب والجُرُم
أخو النبي وروح الله في نُزُل = فوق السماء ودون العرش مُحترم
علَّمتهم كل شئٍ يجهلون به = حتى القتال وما فيه من الذِّمَم
دعوتهم لجهادٍ فيه سؤددُهُم = والحربُ أُسُّ نظام الكون والأمم
لولاه لم نر للدولات في زمن = ما طال من عمد أو قر من دُهُم
تلك الشواهد تترى كل آونةٍ= في الأعصرالغُرِّلا في لأعصُرالدُّهُم
بالأمس مالت عروشٌ واعتلت سُرُرٌ = لولا القذائفُ لم تثلم ولم تصم
أشياع عيسى أعدوا كل قاصمةٍ = ولم نُعدّ سوى حالات مُنقصِم
مهما دُعيت إلى الهيجاء قُمت لها = ترمي بأُسدٍ ويرمي الله بالرُّجُم
على لوائك منهم كل منتقمٍ= لله مُستقتلٍ في الله مُعتزِم
مُسبحٍ للقاءِ الله مضطرمٍ = شوقاً على سابخٍ كالبرق مضطرم
لو صادف الدهر يبغي نقلةً فرمى= بعزمه في رحال الدهر لم يرم
بيضٌ مفاليلُ من فعل الحروب بهم = من أسيُفِ الله لا الهندية الخُذُم
كم في التراب إذا فتشت عن رجلٍ = من مات بالعهد أو من مات بالقسم
لولا مواهبُ في بعض الأنام لما = تفاوت الناسُ في الأقدار والقيم
شريعةٌ لك فجرت العقول بها = عن زاخرٍ بصنوف العلم ملتطم
يلوح حول سنا التوحيد جوهرُها = كالحلى للسيف أو كالوشي للعلم
غرَّاءُ حامت عليها أنفسٌ ونُهًى= ومن يجد سلسلاً من حكمةٍ يحُم
نورُ السبيل يساس العالمون بها = تكفلت بشباب الدهر والهرم
يجري الزمان وأحكام الزمان على = حكم لها نافذ في الخلق مرتسم
لما اعتلت دولةُ الإسلام واتسعت = مشت ممالكه في نورها التمم
وعلَّمت أُمةً بالقفر نازلةً = رعي القياصر بعد الشاءِ والنَّعَم
كم شيَّد المصلحون العاملون بها = في الشرق والغرب مُلكاً باذخ العِظَم
للعلم والعدلِ والتمدين ما عزموا = من الأمور وما شدُّوا من الحُزُم
سرعان ما فتحوا الدنيا لملَّتهم = وأنهلوا الناس من سلسالها الشَّبِم
ساروا عليها هُداة الناس فهي بهم = إلى الفلاح طريقٌ واضحُ العَظَم
لا يهدِمُ الدَّهرُ رُكناً شاد عدلُهُمُ = وحائط البغي إن تلمسهُ ينهدِم
نالوا السعادةَ في الدَّارين واجتمعوا = على عميم من الرضوان مقتسم
دع عنك روما وآثينا وما حَوَتا = كلُّ اليواقيت في بغداد والتوَم
وخلِّ كِسرى وإيواناً يدلُّ به = هوى على أَثَر النيران والأيُم
واترُك رعمسيس إن الملك مظهره = في نعضة العدل لا في نهضة الهرم
دارُ الشرائع روما كلما ذُكرت = دار السلام لها ألقت يد السًّلًم
ما ضارعتها بياناً عند مُلتأَم = ولا حكتها قضاءً عند مُختصم
ولا احتوت في طرازٍ من قياصرها = على رشيد ومأمونٍ ومُعتصم
من الذين إذا سارت كتائبُهم = تصرّفوا بحدود الأرض والتُخم
ويجلسون إلى علم ومعرفةٍ = فلا يُدانون في عقل ولا فهم
يُطاطئُ العلماءُ الهام إن نبسوا = من هيبة العلم لا من هيبة الحُكم
ويمطرون فما بالأرض من محل = ولا بمن بات فوق الأرض من عُدُم
خلائفُ الله جلُّوا عن موازنةٍ = فلا تقيسنَّ أملاك الورى بهم
من في البرية كالفاروق معدَلَةً ؟ = وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم ؟
وكالإمام إذا ما فضَّ مزدحماً = بمدمع في مآقي القوم مزدحم
الزاخر العذب في علم وفي أدبٍ = والناصر النَّدب في حرب وفي سلم ؟
أو كابن عفَّانَ والقرآنُ في يده = يحنو عليه كما تحنو على الفُطُم
ويجمع الآي ترتيباً وينظمُها = عقداً بجيد الليالي غير منفصِم ؟
جُرحان في كبد الإسلام ما التأما = جُرحُ الشهيد وجُرحٌ بالكتاب دمى
وما بلاءُ أبي بكر بمتَّهم = بعد الجلائل في الأفعال والخِدم
بالحزم والعزم حاط الدين في محنٍ = أضلت الحلم من كهلٍ ومحتلم
وحدنَ بالراشد الفاروق عن رشدٍ= في الموت وهو يقينٌ غير منبهم
يجادلُ القوم مستهلاً مهنَّده = في أعظم الرسل قدراً كيف لم يدم؟
لا تعذلوه إذا طاف الذهول به = مات الحبيبُ فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَم
يا رب صل وسلم ما أردت على = نزيل عرشك خير الرسل كلهم
محيي الليالي صلاةً لا يقطعُها = إلا بدمع من الإشفاق مُنسجم
مسبحاً لك جُنحَ الليل محتملاً = ضُرًّا من السُّهد أو ضُّرًا من الورم
رضيةُ نفسُه لا تشتكي سأماً= وما مع الحبِّ إن أخلصت من سأم
وصل ربي على آلٍ لهُ نُخبٍ = جعلتَ فيهم لواء البيت والحرم
بيض الوجوه ووجه الدهر ذو حلكٍ = شُمُّ الأنوف وأُنفُ الحادثات حمي
واهد خيرَ صلاةٍ منك أربعةً = في الصحب صُحبتُهم مرعيَّةُ الحُرَم
الراكبين إذا نادى النبيُّ بهم = ما هال من جللٍ واشتد من عَمَم
الصابرين ونفسُ الأرض واجفةٌ = الضاحكين إلى الأخطار والقُحَم
يا ربِّ هبت شعوب من منيّتها = واستيقظت أُمَمٌ من رقدة العدم
سعدٌ ونحسٌ وملكٌ أنت مالكه = تُديلُ من نعم فيه ومن نِقَم
رأى قضاؤك فينا رأي حكمته = أكرم بوجهك من قاضٍ ومنتقم
فالطُف لأجل رسول العالمين بنا = ولا تزد قومه خسفاً ولا تُسم
يا ربِّ أحسنت بدء المسلمين به= فتمِّم الفضلَ وامنح حُسنَ مُختَتَم
[/poet]