[ALIGN=CENTER]أخي ياسر العرد
هذان البيتان من قصيدة طويلة للشاعر أحمد شوقي اسمها " نهج البردة " وقد كتبها معارضا قصيدة البوصيري الشهيرة التي اسمها " البردة " وقد حرصت على أن أنقل لك القصيدة كاملة التي غنت أم كلثوم بعض أبياتها بالفعل [/ALIGN]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ريمٌ على القـــاع بين البـان والعلــــم = أحل سفك دمي في الأشهـــر الحُــرُم
رمى القضــــاء بعيني جــؤذر أســداً = يا ســـاكن القاع ، أدرك سـاكن الأجم
لمـــا رنــــــا حدثتني النفــــس قائلــة= يا ويح جنبك ، بالسهم المصيب رُمِي
جحدتها ، وكتمت السهــم في كبـــدي = جُرحُ الأحبـــة عندي غيـــرُ ذي ألــم
رزقت أسمح ما في النـاس من خُلــق = إذا رُزقت التمــاس العذر في الشيـــم
يا لائمي في هــواه - والهـــوى قدر= لو شفك الوجــــد لم تعـــذل ولم تلـــم
لقـد أنلتــك أذنــاً غيــــر واعيــــــــةٍ = ورُب منتصــــتٍ والقلبُ في صمــــم
يا ناعس الطرف ، لاذقت الهوى أبداً = أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أفديك إلفــــاً ، ولا آلو الخيــــال فدًى = أغراك بالبخــل من أغـــراه بالكـــرم
سرى فصادف جُــرحاً دامياً ، فأســـا = ورُبَّ فضــــــلٍ على العشاق للحلـــم
من الموائـسُ بانــاُ بالرُّبــى وقنــــــاً = اللعباتُ برُوحي ، السافحــات دمي ؟
السافراتُ كأمثــال البــــدور ضُحى= يُغرن شمس الضحى بالحلي والعصم
القاتلاتُ بأجفـــــانٍ بهـــــا سقـــــــمٌ = وللمنيــــــة أسبــــابٌ مـــن السقــــــم
العاثـراتُ بألبــــاب الرجـــال ، ومــا = أُقلـن من عثـــرات الـدَّل في الرســـم
المضرماتُ خدوداً، أسفرت ، وجلت = عن فتنــةٍ ، تُسلـــم الأكبـــاد للضــرم
الحاملات لـــواء الحســـن مختلفــــاً = أشكالــه ، وهو فـــرد غيـــر منقســـم
من كل بيضـــاء أو سمـــراء زُينتــا = للعين ، والحُسنُ في الآرام كالعُصُــم
يُرعن للبصر السامي ، ومن عجـــب = إذا أَشَرن أســـرن الليــــــث بالعنـــم
وضعت خدّي ، وقسمت الفــؤاد ربي = يرتعـــن في كُنُـــس منـــه وفي أكـــم
يا بنت ذي اللبــــد المحمـــي جانبـُــه = ألقاك في الغاب ، أم ألقاك في الأطُم؟
ما كنــتُ أعلـــم حتى عـــن مسكنُـــه = أن المُنى والمنايــا مضـــربُ الخيـــم
من أنبت الغصـــن من صَمامة ذكــر؟ = وأخرج الريــم من ضرغامـــة قـــرم
بيني وبينك من سمـر القنـــا حُجُـــب = ومثلهـــا عفــــة عُذريــــةُ العصـــــم
لم أغش مغناك إلا في غصـون كِرَّى= مغناك أبعــــــدُ للمشتــــاق مـــن إرم
يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ = وإن بــــــدا لك منهـــا حُسنُ مُبتســـم
فُضِّي بتقواكِ فاهـــاً كلمــا ضحكـــت = كما يُفــضُّ أذى الرقشـــــاءِ بالثَّــــرم
مخطوبةٌ - منذ كان الناسُ - خاطبـــةٌ = من أول الدهر لم تُرمـــل ، ولم تئـــم
يفنى الزمــــانُ ، ويبقى من إساءتهــا = جـــرحٌ بـــآدم يبكــي منــــه في الأدم
لا تحفلـــي بجنـــاها ، أو جنـــايتهـــا = المــوتُ بالزَّهر مثلُ المــوت بالفَحَــم
كم نائــــمٍ لا يـــراها وهي ساهــــرةٌ= لـولا الأمـــانيُّ والأحــــــلامُ لم ينـــم
طــــوراً تمــدك في نُعمى وعافيــــــةٍ = وتارةً في قـــرار البـــؤس والوصـــم
كم ضلَّلتكَ ، ومن تُحجـب بصيرتــــه = إن يلق صاباً يرد ، أو علقمـــاً يسُـــم
يا ويلتــــاهُ لنفسي ! راعَــــها ودَهــــا = مُسودَّةُ الصُّحـــفِ في مُبيضَّـــةِ اللّمم
ركضتها في مريع المعصياتِ ، ومــا = أخذتُ من حميـــة الطاعـــات للتخــم
هامــــت على أثــــر اللذات تطلبهـــا = والنفـــس إن يدعها داعي الصبـا تهم
صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه= فقــــوِّم النفـــس بالأخـــلاق تستقــــم
والنفسُ من خيـرها في خير عافيـةٍ = والنفـــسُ من شـرها في مرتعٍ وَخِـــم
تطغى إذا مُكِّنَت من لذَّةٍ وهــــــوىً = طَغىَ الجيـــادِ إذا عضَّـت على الشُّكُم
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ = في الله يجعلني في خيـــــر مُعتصـــم
أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على = مُفرِّج الكرب في الداريــــن والغمـــم
إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه = عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســــأل سوى أَمـَم
وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ = قـــدّمـــتُ بين يديـــه عبـــرَةَ النــــدم
لزمتُ باب أمير الأنبيـــاءِ ، ومـــن = يُمســـــــك بمفتـــاح باب الله يغتنــــم
فكلُّ فضلٍ ، وإحســانٍ ، وعارفــــةٍ = مـــا بيـــــــن مستلــــم منه ومُلتــــزم
علقتُ من مدحه حبـــلاً أعــزُّ بـــــه = في يـــوم لا عز بالأنساب واللُّحَــــــمِ
يُزري قريضي زُهيراً حين أمدحُــه= ولا يقـــاسُ إلى جـــودي لدى هَــــرِم
محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه= وبغيــــــةُ الله من خلـــقٍ ومن نَسَــــم
وصاحبُ الحوض يوم الرُّسلُ سائلةٌ = متى الورود ؟ وجبريــلُ الأمين ظمى
سنـــــاؤه وسنـــاهُ الشمــسُ طالعـــةَ = فالجِرمُ في فلكٍ ، والضوءُ في عَلَم
قد أخطـــأ النجـــمَ ما نالـــت أُبوتُـــه = من سـؤددٍ بــــاذخ في مظهــرٍ سَنِم
نُمُوا إليه ، فزادوا في الورى شرفــاً = ورُبَّ أصلٍ لفرع في الفخـارِ نُمى
حواه في سُبُحــــات الطُّهـــر قبلهــم = نوران قاما مقام الصُّلـب والرَّحــم
لمــــا رآه بَحيـــرا قــــال : نعرفُـــه = بمـــا حفظنا من الأسمــاء والسَِّيـم
سائل حِراءَ، روحَ القدس: هل عَلما= مصــونَ سِرَّ عن الإدراك مُنكَتِم ؟
كم جيئةٍ وذهــــاب شُرِّفـــت بهمـــا = بطحــاءُ مكة في الإصباح والغَسَم
ووحشـــةٍ لابــن عبـــد الله بينهمـــا = أشهى من الأُنس بالحباب والحشَم
يُسامر الوحي فيهــــا قبل مهبطـــــه = ومن يبــشِّ بسيمى الخيـر يتَّسِـــم
لما دعا الصَّحبُ يستسقون من ظمأٍ = فاضت يداه من التسنيـــم بالسَّنِـــم
وظللَّـتــه ، فصــارت تستظــلُّ بــه = غمامـــــةٌ جذبتها خيــــرةُ الديَـــــم
محبــــةٌ لرســـــول الله أُشــــربَهـــا= قعائــــدُ الدَّيرِ ، والرهبانُ في القمم
إن الشمائـل إن رقَّـــت يكـــاد بهـــا = يُغــرى الجمادُ ، ويُغرى كل ذي نسم
ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا = لم تتصل قبـــــل من قيلت له بفـــــم
هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت = أسمـــاعُ مكـــة من قدسيــــة النَّغـــــم
فلا تسل عن قريش كيف حيرتُها ؟ = وكيـــف نُفرتها في السهــل والعلـم ؟
تساءلـــوا عن عظيـــم قد ألمَّ بهــــم = رمَى المشايــــــخ والولــدان باللَّمــــم
يا جاهليــــن على الهادي ودعوتـــه= هل تجهلون مكان الصــادق العلــــم؟
لقبتمــوهُ أميـــن القــــوم في صغـــرٍ = وما الأميــــن على قـــــولٍ بمتَّهـــــم
فــاق البـــدور ، وفـاق الأنبياء . فكم = بالخُلق والخَلق من حسنٍ ومن عظـم
جـاء النبيــون بالآيات ، فانصرمـت = وجئتنــــا بحكيـــــم غير منصــــــرم
آياتــــه كلمـــا طــال المدى جُــــــدُدٌ = يزينُهنَّ جــــــلالُ العــتــق والقـــــدم
[/poet]