اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسبح مشاهدة المشاركة
معنى هذا أن أهل تبوك يكرمون ابناءهم وأهل عسير كذلك وجازان والمدينة وجدة وصامطة والباحة فإذا كان عدد الذين شاركوا في هذه المهمة الوطنية بعشرات الآلاف كيف يكون الوضع نقلب البلد كلها تكريم واحتفالات .. يا أخي يكفي أن الله كرمهم إما بإحدى الحسنيين الشهادة أو النصر وتكريم رب العباد لا يقارنه تكريم وهؤلاء أبطال خدموا وطنهم ودافعوا عن بلدهم ودينهم وأهلهم وما جرت العادة بتكريم كهذا الذي تقترحه ويجب ألا ننظر للأمور بعواطفنا ولكن ننظر للنتائج حيث سيكون الوضع تنافس على التكريم بين المدن والمناطق وأيضا بين القبائل مثل مزايين الإبل ولا ننكر أن هؤلاء ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن ولكن هذا واجبهم المناط بهم ..أرجو أن تكون عقلانيين والتكريم يكون في غير هذه الأشياءوشكرا .

إليك أخي في الله مسبح :

استقبال المجاهدين والترحيب بهم
كان المجاهدون ينالون التكريم عند رجوعهم... فيستقبلون استقبالا حافلا، وترحيبا حارا.
وهو حق من حق المجاهدين في سبيل الله على من بقي من المسلمين في البلد، أن يستقبلوهم ويرحبوا بهم، ويشعروهم بالاحترام والتقدير، لما نالوه من مشقة في سبيل الله تعالى وما واجهوا من التعب والمشقة في الحروب، من الجوع والعطش ومفارقة المضاجع والظلال.

ولكونهم أدوا الفرض وأسقطوه عن غيرهم، وهكذا كان السلف يعملون وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بوب لذلك البخاري رحمه الله فقال: "باب استقبال الغزاة" وأورد فيه حديثين: أحدهما حديث السائب بن زيد رضي الله عنه، قال: (ذهبنا نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع) [صحيح البخاري رقم: 3083، فتح الباري (6/191)].
وبينت رواية الترمذي لنفس الحديث أن ذلك كان عند قدومه من غزوة تبوك، وفيه توضيح أكثر للمتلقين (الناس) وهو يدل على كثرتهم وهذا نصه: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك خرج الناس يتلقونه إلى ثنية الوداع، قال السائب: فخرجت مع الناس وأنا غلام) [الترمذي رقم الحديث: 2772، تحفة الأحوذي (5/281)].

وقال ابن القيم رحمه الله: فلمادنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة خرج الناس لتلقيه، وخرج النساء والصبيان والولدان يقلن:
طلع البـدر علينـا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعـا لله داع
وبعض الرواة يَهِمُ في هذا، ويقول: إنما كان عند مقدمه المدينة من مكة، وهو وهم ظاهر، لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام... [زاد المعاد (3/12)].

هكذا كان السلف الصالح يعاملون المجاهدين في سبيل الله، يودعونهم عند سفرهم داعين لهم بالنصر والشهادة، ويكرمونهم عند قدومهم بالاستقبال والترحيب، لأن المقياس عندهم هو سبيل الله.


لك مني كل المحبه والتقدير ،،،