رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
الرابعة
والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب*
الذين يحسبون أنهم علي شئ من الأعمال والاعتقادات, وليسوا في نفس الأمر علي شئ فمثلهم في ذلك كالسراب الذي يري في القيعان من الأرض من بعد كأنه بحر طام; والقيعة جمع قاع كجار وجيرة,
وهي الأرض المستوية المتسعة المنبسطة وفيه يكون السراب,
يري كأنه ماء بين السماء والأرض, فإذا رأي السراب من هو محتاج إلي الماء يحسبه ماء قصده
ليشرب منه, فلما انتهي إليه( لم يجده شيئا),
فكذلك الكافر, يحسب أنه قد عمل عملا وأنه قد حصل شيئا, فإذا وافي الله يوم القيامة وحاسبه عليها ونوقش علي أفعاله لم يجد له شيئا بالكلية,
كما قال:( وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا), وقال ههنا:
( ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب,)
وفي الصحيحين: أنه يقال يوم القيامة لليهود ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن الله,
فيقال: كذبتم ما اتخذ الله من ولد ماذا تبغون؟
فيقولون: يارب عطشنا فاسقنا, فيقال: ألا ترون؟ فتمثل لهم النار كأنها سراب يحطم بعضه بعضا
فينطلقون فيتهافتون فيها. وهذا المثال مثال لذوي الجهل المركب.
فأما أصحاب الجهل البسيط, وهم الأغشام المقلدون لأئمة الكفر الصم البكم الذين لا يعقلون
والله اعلم
==================
| انتبه ::: السيل لا حدر |
==================
المفضلات