جزي الله خيراً الباحث النحرير أبن غنيم الجهني فقد أفدتنا بمداخلاتك ، وأنعشتنا بكلماتك ، ما أكّـد لنا تمكناً واضحاً في بسط القول أياً كان موضوعه ، والإلمام في كثير من أفانين شجرة العلم ، وهذه لعمري مزيـّـة لا تحصّل إلا بالعكوف على أمّات الكتب ومدارستها والبحث والنقب فيها والصبر والجلد والهمام ، وإنا نحفظ لك الود فيما سكبته علينا من علمك فأرويتنا في بما لم تواره عنا ، بل أعطشتنا لرؤية تمام ما أنت ما عاكف على صنعه نسأل الله لنا ولكم التيسير .
وما كنت أقصد يا صاح تحّصين شيئاً مما وقعنا عليه ، أو إلجام ما يسر الله لنا أن نصل إليه ، وحاشا لله إن كان يحمل كلامي مقصداً على أنك لا تحيل الحق لأصحابه أو منحى كهذا ، ولكنها الإجابة على تساؤلك حيال توقفنا ،فمن الأسباب أن ملكيته ليست لي وحدي ،كما تغير موقفنا تبعاً لتغير الحال ، فلكل حاله موقف ، يقول الشافعي رحمه الله وهو نفسه الذي استشهدت بقوله ( والله لوددت أن الناس . .. .. )
سأكتم علمي عن ذوى الجهل طاقتي . . . ولا أنثرُ الدر النفيس على الغنم
فإن يسر الله الكريم بفضلهِ . . . وصادفت أهلاً للعلوم وللحِكم
بثثت مفيداً واستفدت ودادهـُم . . . وإلا فمخزون لديّ ومُكتتم
فمن منح الجُهَّال علماَ أضاعه . . . ومن منع المستوجبين فقد ظلم
ولست من الظالمين إن شاء الله تعالى ! ، وأرجو أن تكون الفائدة أعم حينما يتمخض ما نعكف حالياً على دراسته و لملمته في كتاب يحمل التجديد ويهتم بالتشويق وينهج المختصر المفيد ، فأسأل الله لنا التيسير ، وأما ابن نبيه الذي سائلت عنه فقد حفر أسمه في مواضع على أصفح الجبال يطلب المغفرة ويسأل الله الجنة شاركه ابنه عبد الله ينقش على الصخر معه ، يظهر أنهما على جانب من التدين إذ قرنا أسمائهما بعبارات التوبة وطلب المغفرة وغفران الذنب ومنها
( شهد محمد بن نبيه أن الله يحي العظام وهي رميم وأن الله يحي الأرض بعد موتها وأن الله على كل شئ قدير)
ومنها ( اللهم إغفر لعبدالرحمن بن نبيه ما تقدم من ذنبه وما تأخر)
بقي أن أذكر صاحب الفضل حتى لا نكون من زمرة المجحفين ، على أن ذكره يثير الحزن في قلبي ويعتصر الألم نفسي ، فلولاه بعد الله ما كنت لأصل إليها ، فصحبني ليوقفني عليها يقرأها ويتهجاها ويحاول فك ما استغلق علىّ فهمه، اللهم أرحم والدي رحمة واسعة وأسكنه بفضلك ورحمتك فسيح جناتك ، اللهم لا تعامله بعدلك وعامله برحمتك وعفوك يا رحيم اللهم واجعل قبره روضه من رياض الجنة ثم أجعله في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين تكرماً وفضلاً منك يا أرحم الراحمين واجمعنا به في دار كرامتك.
المفضلات