الميه الثالثه \

وعلى رغم هذه المعاهدة غيب ابنا أبي الحقيق مالاً كثيراً، غيباً مَسْكاً فيه مال وحُلُي لحيي بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ وأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكِنَانة الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتي رجل من اليهود فقال‏:‏ إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكنانة‏:‏ " أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك‏؟ " تاريخ الطبري(2/138). قال‏:‏ نعم، فأمر بالخربة، فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي، فأبي أن يؤديه‏.‏

فدفعه إلى الزبير، وقال‏:‏ عذبه حتى نستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بمحمود بن مسلمة - وكان محمود قتل تحت جدار حصن ناعم، ألقي عليه الرحي، وهو يستظل بالجدار فمات -.‏ وذكر ابن القيم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل ابني أبي الحقيق، وكان الذي اعترف عليهما بإخفاء المال هو ابن عم كنانة‏.‏ وسبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت تحت كنانة بن أبي الحقيق، وكانت عروساً حديثة عهد بالدخول‏.‏