وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً أبا غنيم الجهني وغفر الله لك ولوالديك على هذه التهنئة الكاملة والوافية والتي لا نعلم لها نظيراً للرد ، ولا غرابه أن تكون ، فهذا مما يكون من أبناء الشيوخ حينما يسيرون سير أسلافهم . . . أعاده الله علينا وعليكم باليمن والإيمان ، وكل يوم وأنتم بالصحه والسلامه والعافيه تنعمون فتشكرون المنعم.

وأما العتاب فهو مقبول جملةً ، ولعل الجهني الباحث الأريب يلتمس العذر لأخيه بعد أن يضح له التفصيل .
مقدماً أرجوا أن لا تؤاخني أن ذكرت حقيقة فيها مدح لنفسي ! فأنا أعلم علم اليقين أن مما تمجه آذان السامع لثقله هو أن يثني المتكلم على نفسه ، بيد أني في هذه السطور أملى حقائق موثقه لا أبتدعها ولا أدعيها ، يشهد عليها أفذاذاً من الرجال بعضهم لهم حقوق لأنهم شاركوا معي فيها .
إن الذي جال على حفافي ينبع ، وساح في أوديتها ، ورقى كثيراً من جبالها، واعتلى آكامها ، وهبط إلي رياضها ، وسأل سؤال السائل عن كل ما يتعلق بها ، وأتعب معه أعزاء خرجوا معه حياءً أحياناً ، وأحياناً تقديراً ووفاءً ، ليوقفوه على بعض المواضع ، فعل لأنه يراها _ اعني ينبع _الحسناء فلم يغله المهر ، فأمهرها وقته وجهده وماله ، يدون عنها ويكتب ما فيها ويصور جمالها ، جمالها بآثارها القديمة ومحاسن ما رُسم على أصفح بعض جبالها ، فأخذ ينظم ما جمعه في العِقد ، والتزم أمام كل عـقِـيد يذكر له شيئاً من حسنها أن يوثقه في العَقَد ، فبث بعضه بدون قيود ليبرز شيئاً من مفاتنها ويطلب العون فيما علا عليه من أمرها، فكان مما كان أن الذي نظمه قد انفرط في المنتديات وفي المواقع وفي الكتب وبعض الدوريات التي تصدرها بعض الجهات ، وكل من ينقل ينسب لذاته وهكذا خُطبت الحسناء بالزيف !! ولا أبالغ أن قلت : بأن الإصدارات التي جاءت بعد عام 1423هـ غالب ما ورد فيها من آثار ينبع هو مما جمعه صاحبك !! فأصبحت – وأقول الحق على نفسي – موطناً للتندر والفكاهه بين الأصدقاء والأقارب ، وأوقع علىّ المتعاونين أثقل كلمات العتاب لتفريطي في حقوقهم ، وهذا ما آلمني بقطع النظر عما ضاع من جهدي ، فحمدت الله أنه بقى معي ما يعينني على محاوله إعادة النظم من جديد ولعلي بهذا أستطيع أن أُتم العِقد .
صفوة القول : أروم أن تمنح صاحبك قليلاً من الوقت ، وتهبه الكثير من الدعاء فهو يكاد ينتهي نسأل الله التمام على حسن القول والعمل .
منى لك الشكر ، شكراً كثيرا أن شجعتني بوصمك لي أني باحث وللتصحيح ولئلا تُلصق هذه الكلمة بغير أهلها ، فما أنا إلا هاوي يجوس خلال الديار ، فيدون مشاهداته ويكتب مرئياته، ولعلها تنهض رواكد الهمة وتزول دواعي الكسل فأرتقي بنفسي لأصبح باحثاً في يوم من الأيام .


الرابطين ذات صله بالموضوع