الأولى
اشارة ابو لبابة لبني قريضة بالقتل

فأرسلوا إلى أبي لبابة بن عبد المنذر رضي اللّه عنه وكانوا حلفاءه ، فاستشاروه في النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم . فقالوا : يا أبا لبابة ماذا ترى ؟ وماذا تأمرنا ؟ فإنه لا طاقة لنا بالقتال ، فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه ، وأمر عليه أصابعه يريهم إنما يراد بهم القتل . فلما انصرف أبو لبابة سقط في يده ورأى أنه قد أصابته فتنة عظيمة فقال : واللّه ، لا أنظر في وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى أحدث للّه توبة نصوحاً يعلمها اللّه من نفسي . فرجع إلى المدينة فربط يديه إلى جذع من جذوع المسجد فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين غاب عليه أبو لبابة : أما فرغ أبو لبابة من حلفائه ، فذكر له ما فعل . فقال صلى الله عليه وسلم : لقد أصابته بعدي فتنة ولو جاءني لأستغفرت له وإذ قد فعل هذا فلن أحركه من مكانه حتى يقضي اللّه فيه ما يشاء . فمكث كذلك حتى تاب الله عليه