الرمية الأولى : النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فقد روى البخاري رحمه الله قال : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ، وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر ، قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ..ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزناً غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل ، تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك ) .
وفي صحيح ابن حبان :
ذكر صفة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان ثنا ابن أبي السري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت : أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة يراها في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ـ و هو التعبد الليالي ذوات العدد ـ و يتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق ، و هو في غار حراء ، فجاءه الملك فيه فقال : اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : ما أنا بقارئ ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال لي اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم قال فرجع بها ترجف فؤاده حتى دخل على خديجة فقال : زملوني زملوني ! فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، ثم قال : يا خديجة ! ما لي ؟ و أخبرها الخبر و قال : خشيت علي ، فقالت : كلا ! أبشر فو الله لا يخشيك الله أبداً ! إنك لتصل الرحم و تصدق الحديث و تمل الكل و تقري الضعيف و تعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن قصي و هو عم خديجة أخو أبيها ، و كان امرأ تنصر في الجاهلية ، و كان يكتب الكتاب العربي يكتبه بالعربية من الإنجيل ما شاء أن يكتب ، و كان شيخاً كبيراً قد عمر فقالت له خديجة : أي عم ! اسمع من أخيك ، فقال ورقة : يا ابن أخي : ما ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم بما رأى ، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى ! يا ليتني أكون فيها جذعاً ! يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك ! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي و أوذي، و إن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، و فتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه و سلم حزناً غدا منه مراراً لكي يتردى من روؤس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه منها فيرى له جبريل فقال له يا محمد! إنك رسول الله حقاً ! فيسكن لذلك جأشه و تقر نفسه فيرجع ، فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فيقول له مثل ذلك .
المفضلات