أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 12 من 2889

مشاهدة المواضيع

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي

    الرمعة الاولى ...
    لقد خلقنا الإنسان " هذا جواب القسم , وأراد بالإنسان : الكافر . قيل : هو الوليد بن المغيرة . وقيل : كلدة بن أسيد . فعلى هذا نزلت في منكري البعث . وقيل : المراد بالإنسان آدم وذريته . "
    في أحسن تقويم " وهو اعتداله واستواء شبابه كذا قال عامة المفسرين . وهو أحسن ما يكون ; لأنه خلق كل شيء منكبا على وجهه , وخلقه هو مستويا , وله لسان ذلق , ويد وأصابع يقبض بها . وقال أبو بكر بن طاهر : مزينا بالعقل , مؤديا للأمر , مهديا بالتمييز , مديد القامة يتناول مأكوله بيده . ابن العربي : ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان , فإن الله خلقه حيا عالما , قادرا مريدا متكلما , سميعا بصيرا , مدبرا حكيما .
    وقد أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الأزدي قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن أبي علي القاضي المحسن عن أبيه قال :
    كان عيسى بن موسى الهاشمي يحب زوجته حبا شديدا فقال لها يوما : أنت طالق ثلاثا إن لم تكوني أحسن من القمر فنهضت واحتجبت عنه , وقالت : طلقتني . وبات بليلة عظيمة , فلما أصبح غدا إلى دار المنصور , فأخبره الخبر , وأظهر للمنصور جزعا عظيما فاستحضر الفقهاء واستفتاهم . فقال جميع من حضر : قد طلقت إلا رجلا واحدا من أصحاب أبي حنيفة , فإنه كان ساكتا . فقال له المنصور : ما لك لا تتكلم ؟ فقال له الرجل : بسم الله الرحمن الرحيم : "
    {والتين والزيتون . وطور سينين . وهذا البلد الأمين }
    . لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " . يا أمير المؤمنين , فالإنسان أحسن الأشياء , ولا شيء أحسن منه . فقال المنصور لعيسى ابن موسى : الأمر كما قال الرجل , فأقبل على زوجتك . وأرسل أبو جعفر المنصور إلى زوجة الرجل : أن أطيعي زوجك ولا تعصيه , فما طلقك .
    فهذا يدلك على أن الإنسان أحسن خلق الله باطنا وظاهرا , جمال هيئة , وبديع تركيب الرأس بما فيه , والصدر بما جمعه , والبطن بما حواه , والفرج وما طواه , واليدان وما بطشتاه , والرجلان وما احتملتاه . ولذلك قالت الفلاسفة : إنه العالم الأصغر إذ كل ما في المخلوقات جمع فيه .


    {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}

    أي إلى أرذل العمر , وهو الهرم بعد الشباب , والضعف بعد القوة , حتى يصير كالصبي في الحال الأول قاله الضحاك والكلبي وغيرهما .
    وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد : " ثم رددناه أسفل سافلين " إلى النار , يعني الكافر , وقاله أبو العالية . وقيل : لما وصفه الله بتلك الصفات الجليلة التي ركب الإنسان عليها , طغى وعلا , حتى قال : " أنا ربكم الأعلى " [ النازعات : 24 ] وحين علم الله هذا من عبده , وقضاؤه صادر من عنده , رده أسفل سافلين بأن جعله مملوءا قذرا , مشحونا نجاسة , وأخرجها على ظاهره إخراجا منكرا , على وجه الاختيار تارة , وعلى وجه الغلبة أخرى , حتى , إذا شاهد ذلك من أمره , رجع إلى قدره . وقرأ عبد الله " أسفل السافلين " .
    وقال : " أسفل سافلين " على الجمع ; لأن الإنسان في معنى جمع , ولو قال : أسفل سافل جاز ; لأن لفظ الإنسان واحد . وتقول : هذا أفضل قائم . ولا تقول أفضل قائمين ; لأنك تضمر لواحد , فإن كان الواحد غير مضمر له , رجع اسمه بالتوحيد والجمع كقوله تعالى : " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " . وقوله تعالى :
    " وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة " . وقد قيل : إن معنى " رددناه أسفل سافلين " أي رددناه إلي الضلال كما قال تعالى :
    " إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي إلا هؤلاء , فلا يردون إلى ذلك . والاستثناء على قول من قال " أسفل سافلين " النار ,
    وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسل
    التعديل الأخير تم بواسطة السوسي ; 06-09-2009 الساعة 10:23 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •