الرمية الثالثة
كان شعراء المدينة قد أسلموا قبل الهجرة ، وكان في مكة شعراء مسلمون من الذين هاجروا إلى الحبشة أيضا كما ذكر ابن عاشور
-أما ما روى الحاكم من أن عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكيان حين نزلت (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمَ الْغَاوُونَ) فنزلت (إلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ؛ فالحق أن هولاء قد شكوا ذم القرآن للشعراء وهم منهم ؛ فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدليل السياقي في الآيات ليثبت لهم إخراجهم من دائرة الذم ، وتؤيد رواية ابن أبي شيبة لهذا الحديث ما ذهبنا إليه :(عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمَ الْغَاوُونَ) جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَبْكُونَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّا شُعَرَاءُ ، فَقَالَ : اقَرَؤُوا مَا بَعْدَهَا : (إلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) أَنْتُمْ (وَانْتَصَرُوا) أَنْتُمْ)