الرمية الثانية :

الشفع مزدوج معني الشفاعة لا يلتقي اثنان لا يلتقي اثنان لا يتنافسوا.. اثنان لا يؤذي واحد الآخر.. أي حركة نحو الآخر إيجابية أو سلبية نوع من الشفاعة.
لذلك الآية الأصل في هذا الموضوع قول الله -عز وجل- { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}..
أيها الإخوة هذه آية الكرسي، وهي أعظم آيات القرآن.. { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} يعني لا مسير في الكون إلا هو.. لا معطي، ولا مانع، ولا خافض، ولا رافع، ولا معز، ولا مذل هذا هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
{ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} عنده في ملكه.. يعني في ملك الله في السماوات والأرض.. في الكون لا يمكن أن يتصل كائن بكائن.. أن ينفع كائن كائن.. أن يؤذي كائن { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} هذه الآية تعد أصلا في قانون الشفاعة.. فكل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.
أيها الإخوة الأحباب كلنا يعلم أن لله أمر تكليفي، وأن لله أمر تكويني.. فالأمر التكويني { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} هذه الآية دقيقة جدا.. التي يمكن أن تنفي الحقد، والألم ،والألم الشديد كل وقع أراده الله؛ لأنه لا يليق أن يقع في ملكه ما لا يريد، ولا معنى أنه أراد أنه أمر أو رضي.. لكن سمح فقط لحكمة بالغة دامغة عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } كأمر تكويني { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
أما كأمر تكليفي متى يسمح لي أن أشفع لإنسان؟ متى يسمح لي أن ألتقي مع إنسان؟ متى يسمح لي أن أتعامل مع إنسان؟
هنا موضوع قانون الشفاعة كأمر تكليفي.
أما كأمر تكويني كل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.
الآن أيها الإخوة الأحباب الآية الأولى في الأمر التكليفي { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} يعني أنت وفقت بين زوجين ثمار هذا الزواج في صحيفتك.. عمل صالح.. وفقت بين شريكين أنت دلل إنسان على طريق الهدي أي علاقة مع الآخر أي علاقة مع الآخر من دون استثناء للذي سبب هذه العلاقة الإيجابية أجر عند الله كبير.