سلام الله عليكم ورحمته وبركاته :
أتقدم لكم بالدعوات الطيبة القلبية بقدوم شهر الخيرات ؛ والبركات ؛ والصيام ؛ والقيام ؛ شهر القرآن ذاك رمضان .
جعلني الله تعالى وإياكم فيه من المقبولين المخلَصين ؛ وجمعني وإياكم على طاعته ونصرة دينه ؛ في أنفسنا والناس أجمعين ؛ وألّف بين قلوبنا على قلب رجل واحد ؛ وأزال ما بين القلوب من الشحناء والبغضاء والخلاف ؛ وجمعنا على الوفاق والائتلاف في الدنيا ؛ وجمعنا بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه ؛ ولا يخيب من رجاه وتولاه ؛ وبذل الخضوع والإخبات والتضرع إليه بالدعاء .
والحمد لله الذي أعادَ جهينة الأخبار إلى الديار ؛ العيص مأوى المهاجرين وعرين الأنصار ؛ وقد أَلْفَيْت عِنْدَ الطَّبِيبِ الْحَذِقُ أَحْمَد بْن حَمْدَان الْمَرْوْانِيّ الْجُهَنِيَّ فِي كِتَابِهِ « هَمَسَاتُ عَاشِق فِي مَدِينَةِ النَّبِيِّ الصَّادِق » نُسْخَة الرَّايَةََ؛ مِنْ الصَّحِيفَةُ الثَّانِيَةَ وَالأَْرْبَعُونَ : بَابِ كَرَاهِيَةَ أَنْ تُعَرَّى الْمَدِينَةَ : مِنْ فَضَائِل الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَنَّ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ أَنْ تُعَرَّى أَطْرَافُهَا مِنْ السُّكَّانِ ؛ بِحَيْثُ يَتَجَمَّعُونَ جَمِيعًا فِي مِنْطَقَةٌ وَاحِدَةٍ ؛ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي اتِّسَاعِ ؛ الْمَدِينَةَ وَكِبَرِ حَجْمِهَا ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال : أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوّلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدَ ؛ فَكَرِهَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُعَرَّى الْمَدِينَةَ ؛ وَقَال :
« يا بَنِي سَلِمَةَ : دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَاركُمْ ؛ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَاركُمْ » فَقَالُوا : مَا كَانَ يَسُرُّنَا أَنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
والحمد لله أولاً واخراً ؛ وقد أصدقنا وعده .
كتب : في أواخر شهر شعبان .
المفضلات