غابة من النخل المتشابك وجدٌ يلتحف البياض ويلم حوله الأحفاد بيتٌ أبيض بشرفة مثخنة بالمواويل وامرأة جاءها المخاض فآوت إلى شبه حلم لاشيء أشبه بالليل إلا فحيح ذكريات تأتي من جهة امرأة راحلة ، من نقطة النخل حتى سور المقبرة يمتدُّ ( مطراق الجنائز ) وحشة لاتعرف الشبيه ، وريحًا سكرى تدوخ برائحتها الرمال الناعمة ، أول الموت رجل رث الثياب يحمل مسحاه ولايرد السلام ...!
وقف الجد يردد كسرته الينبعية الشهيرة :
( قفا الحبيِّبْ وصكَّ البابْ
.......... واليوم بان الِيِتم فيَّه
وأشكي على جملة الأصحاب
.......... وأحوالي اللي جرت ليه )
الشعر فاكهة الحكايا وأغنية الضحى حين يتطاول النخل على الحنَّاء وتفرالعصافير خائفة من الخطوات الغريبة ... كان المعزُّون يتعاطون قهوةَ الموت ورائحة ( المرق ) تخترق أسراب النخيل .
الموتُ هناكَ ذاكرة مفتوحة للحزن والفرح ، للجوع وانتظار الفقراء للقمة منزوعة من أفواه الموتى ، هناك حيث يمتدُّ الليل بحزن الجد وتغور النجوم في زرقة السماء يصرخ حفيدٌ أخير من تحت ركام الفقد ، فيؤتى به للجد كي يسكبَ في أذنيه آذان فجره الأول ، كان الصوت مترهِّلا من الفقد فقد كانت الراحلة وطنًا مترفًا بالأحداث الشهرزادية ... كانت بيضاء طويلة العنق ذات شعر يمتد حتى ظلالها ، بينما ( حسن ) ذلك الجد الذي تحاك حوله الأساطير فقد كان كثير الرؤيا ذا علم بالنجوم والأبراج وذا نبوءة شفيفة ، أنهى أذانه الحزين ثم قال : لعله ( إبراهيم ) ...
الأسماء صوت الودع .. المتكوِّم في ظل جدار جارتنا التي ماتت قبل أن تكشف سره ...!
بعد انتهاء الآذان كانت الصرخة الأولى كما يشتهي الشعر فهي ليست صرخة الحياة كما كان الجميع يعتقد ...إنها صرخة البحث عن ( أوكسجين ) بين دخان النبوءات ...!
حين يتحدثون عن قصص الأسماء ، لن يتساءل إبراهيم عن سر تسميته ...
لتحميل بقية الرواية من هُنا ..
إبراهيم_الوافي.doc - 468.0 Kb
وأعتذر عن رداءة التنسيق لأني قُمت بنقلها لملف word ورفعها إلى موقع عرب شير ..
أتمنى لكم قرآءةً مُمتعة ..
المفضلات