الإخوة الكرام : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أما بعد
[ALIGN=JUSTIFY]بعد طرح هذا الموضوع المهم بادرت بالإتصال على الأستاذ / صالح بن عبداللطيف السيد ( أبو عمار ) والذي بشرني بموافقة وزارة الثقافة والإعلام لطباعة كتابة ( ملامح من تاريخ ينبع ) الجزئين الأول والثاني وعبر هذا المنتدي أزف البشرى لجميع محبي ينبع بقرب صدور هذا المرجع القيم والذي إطلعت على مقتطفات منه والذي هو نتاج أكثر من خمس سنوات جمع أبو عمار كل شئ يمكن جمعه ولعلنا في شوق لقرائة هذا المرجع حال صدورة . مبروك أبا عمار ونحن بانتظار المزيد منك .
وبمناسبة طرح موضوع درب الحاج للاستاذين الفاضلين ( أبو ثامر + أبو تركي )
طلبت منه الإفادة فكتب ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أود أن أشكر الأخوين الفاضلين أبو ثامر وأبو تركي على جهودهما في هذا المجال والتي هي محل تقديري وإحترامي للعمل على إبراز تراث المنطقة .
أما بخصوص طريق الحاج وحسب رصدي الشخصي له بعد الإستعانة بأهل الخبرة فهو حسب الآتي :[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]– طريق ( درب ) الحـاج :[/ALIGN]وهو الطريق الذي يسلكه الحجاج والقوافل إلى الحرمين الشريفين وقد عمل بعض الحكام في أزمنة مختلفة على تحديد مساره في بعض المناطق حتى يسهل سلوكه وتحديد الاتجاه وبذلك تتابع قطر الجمال في ليل أو نهار ، ويظهر في الصورة بعض الأجزاء المتبقية منـه .
وسنتطرق لدرب الحاج داخل منطقة ينبع فعند وصوله من الشمال ينـزل هجرة نبط وبالتحديد في منطقة فسيحة تقع جنوب الآبار تسمى المناخة نظراً لإناخة الجمال بها وإقامة قوافل الحجاج هناك ، ويليها دبة التصدير وهي مكان تجمع القوافل وانطلاقها عندصدورها من نبط .يتجه الطريق إلى الجنوب الشرقي حيث يقطع وادي وُِسِد ، ويسيل وادي وسد من جبل الجرف ، تقابله تلعة هلمان حيث يقطعها متجهاً إلى الجنوب الغربي فيقطع وادي المرتجة ( المرتج ) ومنه ترى رؤوس جبال الطوال البيض في الجنوب الغربي ، وعلى يمين الطريق ترى ضلعان السلسلة ويليها جبل عونان حيث تظهر آثار الدرب مرصوفة بالحجارة وجنوب غرب جبل عونان تقع جبال الفرع وكذلك شعيب الفرع ، ويقابلها من الجهة اليسرى جبال تويم .
ثم يقطع الطريق وادي السدرات وترى ضلعان السيح شرقاً ، ويسيل وادي السيح في وادي أجل ، كما أن وادي أجل ينحدر من جبال باسمه حتى يصب في وادي الحنو ، وقبل أن يقطع الطريق وادي أجل تستريح القوافل في الخضيراء وهي إحدى المحطات التي يـمر عليها الطريق ، ثم ينـحدر الطريق إلى وادي أجل ويسير فيه حيث يوجد هناك العديد من الآبار وينحدر الوادي غرباً وترى ضلعان أم القرضي شرقاً وبعدها جبل خرَّة ، ثم يقطع الطريق وادي العضروطة ، ويصب وادي العضروطة في وادي الحسنة ، كما أن وادي الحسنة يصب في خمال من الشمال .
بعدها يسير الطريق حتى يقطع وادي الحسنة ويجتاز تلعة زاهرة ويصب شعيب زاهرة في وادي الحسنة ، ثم يهبط الطريق إلى وادي المستبق وهناك وادي صغير يسمى وادي العضيريط ، ويصب وادي العضيريط في وادي الجفير ، والجفير يصب في وادي ضاحك الجنوبي ، وهذا الأخير يصب في وادي خمال ، وينحدر الطريق إلى شعيب الخضراء ، ويصب شعيب الخضراء في وادي خمال ، وتظهر في الخضراء آثار قلعتين قديمتين بينهما مسافة 500 م تقريباً ، والقلعتين قرب جبل عيان وقد تكون هي المحطة المقصودة باستراحة الركب وليست الخضراء التي سبق ذكرها لوجودها في منتصف المسافة تقريباً بين نبط والقرية بينبع النخل .
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]صورة لإحدى قلاع محطة الخضراء[/ALIGN]
ثم يقطع الدرب وادي خمال وفي الاتجاه الجنوبي توجد علامة من الجبس على رأس ضلع هناك قرب بئر سلطان وهذه العلامة وضعت لتحدد للقوافل اتجاه الطريق عند اجتياز وادي خمال حتى لا يتم الاتجاه شرقاً أو غرباً بل تجعل القوافل العلامة شرقاً عندما يسلك الطريق وادي الصَّراف ، ويصب وادي الصَّراف في خمال من الجنوب .
[ALIGN=CENTER] [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]علامة الجبس لتحديد إتجاه الطريق[/ALIGN]
ومن وادي الصَّراف يهبط الطريق إلى أم الحدج ، ومنه إلى وادي المليخة ، ووادي المليخة يصب في الأبطح ، ويسير الطريق في الأبطح ، والأبطح هو الذي يطلق عليه بعض الرحالة وادي النار نظراً للحرارة المرتفعة فيه خلاف المناطق الأخرى حوله ، يقطع الطريق وادي المصيقرة ، وهو يصب في الأبطح ، ثم يجتاز الطريق المتنة الحمراء ، وكانت تعرف عند الرحالة بالجبل الأحمر ، ويقطع الطريق وادي المصنع ، ويصب وادي المصنع في اليسلــة ( العسلـة ) ، يصل الطريق إلى وادي العسلـة .
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
يصل الطريق إلى وادي اليسلة ويتجه من اليسلة إلى متان الرصاصية ، وتسمى كذلك حديبة الرصوصية ، وهي متان متتابعة يسيل ماءها حتى يصب شمالاً في العسلة وجنوباً في وادي عويص ، ثم يقطع الطريق شعيب ندياء وبه عدة آبار ، ويظهر الطريق مرصوف بالحجارة في ندياء ، ثم يهبط الطريق إلى وادي عويص ، وبه آبار مشهورة بعذوبة ماءها وكانت أحد موارد ينبع البحر قديماً عند نفاد الماء من الصهاريج ، ثم يتجه الطريق إلى الجنوب الشرقي حيث يصعد ويسلك تلاع الوعرة ، وتعرف عند الرحالة بالسبع الوعرات لصعوبة مسلكها للقوافل خاصة البغال والعربات لكثرة انحداراتها عند الصعود والنزول وكثرة الحجارة بهـا .
[ALIGN=CENTER] [/ALIGN]
ثم يهبط الطريق إلى وادي غرة ويقطعه إلى المحرقات أو سيح المحرقات وهي أرض منسبطة تظهر فيها آثار الدرب مرصوفة وكأنها تحدد اتجاه الطريق إلى وادي ثما ، وهي المنطقة التي يذكرها الرحالة باسم دارين البقر ، ثم يتجه الطريق بعد سيح المحرقات إلى وادي ثما وهنا يواجه الطريق جبال العاقر الجنوبي ، وهي الجبال التي على يمين المتجه إلى ينبع النخل دون العقدة ، ومن الجهة الشرقية جبال العاقر الشمالي ، ثم يسير حتى يواجه دبة المختلع ومنها يهبط إلى الفايضة ومنها إلى قرية الأشراف ، وعند دبة المختلع كان أمير ينبع يستقبل أميـر الحاج ويعرف بجبل الزينة حيث يكون أمير ينبع في رجاله
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
وخيوله وأعلامه في هيئة حسنة ، ولذلك سمي جبل الزينة ، ثم يحضر قاضي ينبع ، ثم يتقدم أمير الحج ويلبس أمير ينبع وبحضور الجميع التشريف السلطاني المجهر من الديوان السلطاني ، وهو عبارة عن وشاح أو عباءة يفيد استمراره في الإمارة ، ثم يركب أمير ينبع فرسه ويساير أمير الحاج حتى يصل إلى مخيم أمير الحاج وهناك يترجل عن فرسه ومن معه ويجلسون في المخيم لسماع الحكم المجهز إليه على يد أمير الحاج ، وهذا الحكم يـمثل الصلاحيات الإدارية والمهام المطلوبة ومنها : حسن القيام بتلقي أمير الحاج وأهل الركب ، والاجتهاد في حراستهم .... الخ ، ويتوزع نزول القوافل بين قرية الأشراف وقرية البركة وقرية السانية حسب توفر المياه ، وهي المنطقة التي كانت تعرف قديماً بالعشيرة .
ثم يتجه الطريق جنوباً ليقطع وادي ينبع ( الفرعة ) وعلى يمينه قرية السانية ويليها قرية برمة ثم جبل السميراء ويليه شعيب مريخ ومن هنا من شرق قرية برمة تبدأ منطقة الدهناء ويليها مقرح الدهناء ، ثم مع نهاية مقرح الدهنا ينـزل الطريق وادي الفقير ، ثم يتجه الطريق إلى الجنوب الشرقي ينـزل ضليـع المشيـط .
ومن المشيط يفترق الطريق إلى اتجاهين أحدهما يتخذ اتجاه الجنوب الشرقي حيث يسلك وادي مبرك ويفضي الطريق إلى ريع مبرك وبعد عبور الريع ينحدر الطريق إلى وادي طاشا بوادي الصفراء ، وهذا الطريق لا تسلكه إلا الجمال ، أما قوافل الحج فلا تستطيع عبوره لوعورته وصعوبة اجتيازه بالعربات ، حيث يتجه الطريق من المشيط إلى مصك الضلعين ثم يسلك وادي مبـرك ومن شرق الطريق يصب وادي أبو قرن عنك مصك الضلعين ثم بعدها ينحدر من الشرق وادي البحيـر وصلة ويصب في مبرك عند بئـر عتيِّـق ، وبعد السير في وادي مبرك يقابلك بئـر بِرَيْوِشْ ( الباحث ) ويستمر الطريق بوادي مبرك حتى يواجه الريع وترى جبل طيطان في يمينـك وبعد طيطان جبل التيس و التويس ومن ريع مبـرك ينحدر الطريق إلى وادي طاشا ومنه إلى خشم الحمـة قبل قرية أم ديان .
أما الطريق الآخر وهو الذي تسلكه قوافل الحج فينطلق من المشيط إلى وادي محلـة ويسير فيه حتى يتجاوز الطريق جبل أم رقيبـة من جهـة الغرب وبعد أم رقيبـة يقع بئـر السيب ، ويسير الطريق في وادي محلة حتى تظهر جبال الحمر شرق الطريق وجبل نصـع غرباً ، ثم يسلك الطريق دبة محلة وبها تظهر ىثار الطريق مرصوفة بالحجـارة ، ومن الدبة ينـزل الطريق إلى حَلَقْ واسط ومنه إلى بئـر السلطنـي وهو بئر كبير جداً ينزله الركب للتزود بالماء ، وفي الجهة الغربية قلعة قديمة مقامة على ضلع يشرف على البئر ، ومن واسط إلى خطيبـة وبعدها اتجه الطريق إلى وادي شبيـرم ومنه إلى ريـع دفـران (1) إلى الحمراء .
(1) ذكره ابن اسحاق فقال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ترك الصفراء على يساره وسلك ذات اليمين على وادٍ يقال له دفران فجزع فيه ثم نزل ، وكان نزوله فيه صلى الله عليه وسلم عندما استشاره الناس في ملاقاة قريش ، ثم ارتحل من دفران فسلك ثنايا يقال لها الأصافـر ثم انحط إلى بلــدٍ يقال له : الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم ثم نزل قريباً من بدر . انظر السيرة النبوية 3 / 187 – 188 .
وريع دفران يصل بين واسط غرباً ووادي الصفيراء شرقاً وهو يدفع في وادي الصفراء تحت قرية الحمراء
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أما الحجاج والقوافل التي تنطلق من ينبع البحر فعند خروجها من ينبع تتجه جنوباً إلى أن تصل إلى المعيزلة على بعد 14كم عن ينبع ومنها ينقسم الطريق إلى قسمين : قسم يتجه إلى المحلة حيث يسلك السباعية ومنها إلى الفجيج ثم ينـزل إلى بئـر سعيد بوادي الرشا وهناك سوق للقوافل آثاره قائمة إلى اليوم ، ثومن بئـر سعيـد إلى واسط ثم إلى بئـر المرأة ومنـه إلى ريـع دفران .
هذا هو الطريق الأثرى للحجاج والمسمى بدرب الحاج حسب أسماء المواضع في يومنـا الحاضر .
أشكر الأستاذ القدير أبو عمار على هذة الإضافة والإلتفاته الكريمة وهذا الوصف الهائل والدقة المتناهية علما بأن هذة المعلومة جزء بسيط من كتابه المنتظر .
الإعصار
المفضلات