درب الحاج المصري من نبط إلى ينبع ( تحقيق مصور )

[أبو ثامر]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]صورة توضيحية لدرب الحاج تقع شرق وادي عويص[/ALIGN]

- وصف الرحلة من أحد الحجاج الذين سلكوا الطريق :-

هذا هو محمد بن عبدالله الحسيني الموسوي يصف ما يعانيه الحاج المصري في رحلة العودة من الديار المقدسة فيقول في وصف الرحلة :-

(( وما زلنا كذلك نجوب الفيافي والمسالك ، إلى أن وصلنا ينبع النخل ، وروينا من مياهه التي هي كمجاج النحل ، ولكن بعد أن تجرعنا المرامر ، وكادت تنشق منّا المرائر ، مما قاسيناه في النقب من ضيق الطريق ، فأقمنا في ينبع المحروسة ، ومرابعها البهية المأنوسة ، ثلاثة أيام ، نهارنا تحت ظل النخيل ، وليلنا في مسامرة الصديق والخليل ، ولما كان وقت العصر من اليوم الثالث ، الذي هو آخر العهد بأيام الثالث ، وأوله بالليالي العوابث ، زعق نفير الحاج ، وأخذ الركب في الحركة والهياج ، فلحق العشاق من ألم النوى لمفارقة الحجاز .
فارتحلنا في تلك الساعة البهية ، متوجهين نحو الديار المصرية ، فقاسينا في السفر مالا يطاق ، واحتملنا من نخع النعم ما أزورته حمل المشاق .
ثم تمادى بنا السفر من بعد العصر إلى أن أسفر الفجر ، ورق ّ جلد من معنا من الدواب ، وتفرق شمل رفاقنا بين تلك الروابي والشعاب ، ثم أنخنا الركاب ، بقفر خلا من المياه والأعشاب ، فقِلنا به ذلك اليوم ، وقُلنا نأخذ فيه راحة ما بالنوم ، ومن أين يجد الخاطر به القرار ، وهو المعروف بوادي النار
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ماطاب عيشي بروضٍ زاهر خضرٍ=حتى يبيت بقفر لانبات به
[/poet]ولما هبت الطوارف ، نفر الركب متطايراً كالوجل الخائف ، فاقتحمنا تلك القفار ، وانطوى بنا في السير الليل والنهار ، حتى أسفر الفجر ولاح ، وتشعشع بضيائه الصباح ، فأنخنا بواد يقال له نبط ، خال من الأثل والخمط )) ( 7 )


- آثار الطريق بين نبط وينبع النخل :-
1- مجموعة من الوحدات المعمارية المبنية بالحجر في موقع المقارح الشمالي والجنوبي ( 20 كيلومتر جنوب شرق نبط )
2- بركة صغيرة وقناة في موقع الخاروط ( 50 كيلومتر جنوب شرق نبط )
3- بركة دائرية ومجموعة من الوحدات المعمارية عند مسيل وادي الأسلة ( نحو 60 كيلومتر جنوب شرق نبط )
4- ثلاث آبار مطوية ومبنى من الحجر وممر على مسار طريق الحج محصور بين جدارين متوازيين ، وتقع هذه الآثار في وادي عويص ( 8 )


[ALIGN=CENTER]صورة لأحد الآبار المبنية من العهد العثماني في نبط[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]قرية المبارك في نفس المكان قديماً وحديثاً[/ALIGN]

-آخر قافلة سارت في هذا الطريق :-
ظل الطريق البري في خدمة قوافل الحجاج المصريين ومن رافقهم حتى سنة 1301هـ تاريخ مرور آخر قافلة رسمية للحج على الطريق البري ، وبعد هذا التاريخ عاد الحجاج المصريون مرة أخرى إلى السفر بحراً من السويس إلى جدة على ظهر السفن البخارية والسفن الشراعية . ( 9 )


[ALIGN=CENTER]بداية أحد الوعرات السبع[/ALIGN]



[ALIGN=CENTER]ــــــــــــــــــــــــــــ[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]المراجع [/ALIGN]

( 1 )دراسة للأستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد ، طرق الحج الرئيسية ، بحث منشور في جريدة الجزيرة ، العدد:10382 ، الجمعة 7 ,ذو الحجة 1421
( 2 ) كتاب صبح الأعشى ، الجزء الرابع ، ص 115
( 3 ) سيد عبدالمجيد بكر ، الملامح الجغرافية لدروب الحجيج ، الطبعة الأولى ، 1401هـ ، تهامة ، ص 138
( 4 ) الدكتور علي بن إبراهيم غبان ، الآثار الإسلامية في شمال غرب المملكة ، الجزء الثاني ، الطبعة الأولى ، 1414هـ ، ص 254
( 5 ) الملامح الجغرافية لدروب الحجيج ، مرجع سابق ، ص 140
( 6 ) الآثار الإسلامية في شمال غرب المملكة ، مرجع سابق ، ص 255
( 7 ) محمد بن عبدالله الحسيني الموسوي ، رحلة الشتاء والصيف ، حققها وقدمها وفهرسها الأستاذ محمد سعيد الطنطاوي ، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ، ص 10 ، 11 ، 12
( 8 ) الآثار الإسلامية في شمال غرب المملكة ، مرجع سابق ، ص 255
( 9 ) الآثار الإسلامية في شمال غرب المملكة ، مرجع سابق ، ص 215

[ALIGN=CENTER]حقوق الطبع محفوظة لمنتدى المجالس الينبعاوية [/ALIGN]