[align=center]( أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر )[/align]

[poem=font="Arabic Transparent,6,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/19.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر= أما للهوى نهـي عليـك ولا أمـر

بلى أنا مشتـاق وعنـدي لوعـة= ولكـن مثلـي لايـذاع لـه سـر

إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى= وأذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر

تكاد تضيء النار بيـن جوانحـي= إذا هي أذكتهـا الصبابـة والفكـر

معللتي بالوصـل والمـوت دونـه= إذا مت ظمآنـا فـلا نـزل القطـر

حفظـت وضيعـت المـودة بيننـا= وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر

ومـا هـذه الأيـام إلاّ صحـائـف= لأحرفها مـن كـف كاتبهـا بشـر

بنفسي من الغادين في الحي غـادة= هواي لها ذنـب وبهجتهـا عـذر

تروغ إلى الواشين فـي وإن لـي= لأذنا بها عـن كـل واشيـة وقـر

بدوت وأهلـي حاضـرون لأننـي= أرى أن دارا لست من أهلهـا قفـر

وحاربت قومي في هـواك وإنهـم= وإياي لولا حبـك المـاء والخمـر

فان يك ماقال الوشـاة ولـم يكـن= فقد يهدم الإيمـان ماشيـد الكفـر

وفيت وفي بعـض الوفـاء مذلـة= لإنسانة في الحي شيمتهـا الغـدر

وقور وريعـان الصبـا يستفزهـا= فتـأرن أحيانـا كمـا أرن المهـر

تسائلني من أنـت وهـي عليمـة= وهل بفتى مثلي على حالـه نكـر

فقلت كما شاءت وشاء لها الهـوى= قتيلـك قالـت أيهـم فهـم كثـر

فقلت لها لو شئـت لـم تتعنتـي= ولم تسألي عني وعندك بي خبـر

فقالت لقد أزرى بك الدهـر بعدنـا= فقلت معاذ الله بل أنـت لا الدهـر

وما كان للأحـزان لـولاك مسلـك= إلى القلب لكن الهوى للبلى جسـر

وتهلك بين الهزل والجـد مهجـة= إذا ماعداها البين عذبهـا الهجـر

فأيقنت أن لاعـز بعـدي لعاشـق= وأن يدي مما علقـت بـه صفـر

وقلبت أمـري لا أرى لـي راحـة= إذا البين أنساني ألح بـي الهجـر

فعدت إلى حكم الزمـان وحكمهـا= لها الذنب لاتجزى به ولـي العـذر

كأنـي أنـادي دون ميثـاء ظبيـة= على شرف ظميـاء جللها الذعـر

تجفـل حينـا ثـم ترنـو كأنهـا= تنادي طلا بالواد أعجـزه الخضـر

فلا تنكريني يـا ابنـة العـم إنـه= ليعرف من أنكرته البدو والحضـر

ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر= إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر

وإنـي لـجـرار لـكـل كتيـبـة= معـودة أن لايخـل بهـا النصـر

وإنـي لنـزال بـكـل مخـوفـة= كثير إلى نزالهـا النظـر الشـزر

فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنـا= وأسغب حتى يشبع الذئب والنسـر

ولا أصبح الحي الخلـوف بغـارة= ولا الجيش مالم تأته قبلـي النـذر

ويـارب دار لـم تخفنـي منيعـة= طلعت عليها بالردى أنـا والفجـر

وحي رددت الخيـل حتـى ملكتـه= هزيما وردتنـي البراقـع والخمـر

وساحبة الأذيـال نحـوي لقيتهـا= فلم يلقها جافي اللقـاء ولا وعـر

وهبت لها ما حازه الجيـش كلـه= ورحت ولم يكشف لأبياتهـا ستـر

ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى= ولا بات يثنيني عن الكـرم الفقـر

وما حاجتي بالمال أبغـي وفـوره= إذا لم أفر عرضي فلا وفـر الوفـر

أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى= ولا فرسي مهـر ولا ربـه غمـر

ولكن إذا حم القضاء علـى امـرئ= فليـس لـه بـر يقيـه ولا بحـر

وقال أصيحابي الفـرار أو الـردى= فقلت همـا أمـران أحلاهمـا مـر

ولكننـي أمضـي لمـا لا يعيبنـي= وحسبك من أمرين خيرهما الأسـر

يقولون لي بعت السلامة بالـردى= فقلـت أمـا والله مانالنـي خسـر

وهل يتجافى عني المـوت ساعـة= إذا ماتجافى عني الأسـر والضـر

هو الموت فاختر ماعلا لـك ذكـره= فلم يمت الإنسـان ماحيـي الذكـر

ولا خير في دفـع الـردى بمذلـة= كما ردها يومـا بسوءتـه عمـرو

يمنـون أن خلـوا ثيابـي وانمـا= علي ثيـاب مـن دمائهـم حمـر

وقائم سيف فيهـم أنـدق نصلـه= وأعقاب رمح فيهم حطـم الصـدر

سيذكرني قومـي إذا جـد جدهـم= وفي الليلة الظلمـاء يفتقـد البـدر

فإن عشت فالطعن الذي يعرفونـه= وتلك القنا والبيض والضمر الشقر

وإن مـت فالإنسـان لابـد ميـت= وإن طالت الأيام وانفسـح العمـر

ولو سد غيري ماسددت اكتفوا بـه= وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر

ونحـن أنـاس لا توسـط عندنـا= لنا الصدر دون العالمين أو القبـر

تهون علينا في المعالـي نفوسنـا= ومن خطب الحسناء لم يغله المهر

أعز بني الدنيا، وأعلى ذوي العـلا= وأكرم من فوق التـراب ولا فخـر[/poem]

[align=center]
لأبي فراس الحمداني

من شعراء العصر العباسي
[/align]