[align=center]
( أَضْحَى التَّنَائِـي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنـا )- نونية ابن زيدون

والتي قالها في ولادة بنت المستكفي
[/align]


[poem=font="Arabic Transparent,6,#009FFF,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أَضْحَى التَّنَائِـي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنـا= وَنَـابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـا

ألا وقد حانَ صُبـح البَيْـنِ صَبَّحنـا= حِيـنٌ فقـام بنـا للحِيـن ناعِيـنـا

مَـن مُبلـغ المُبْلِسينـا بانتزاحِـهـم= حُزنًا مـع الدهـر لا يَبلـى ويُبلينـا

أن الزمان الـذي مـا زال يُضحكنـا= أنسًـا بقربهـم قـد عـاد يُبكيـنـا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا= بـأن نَغُـصَّ فقـال الدهـر آميـنـا

فانحـلَّ مـا كـان معقـودًا بأنفسنـا= وانبتَّ مـا كـان موصـولاً بأيدينـا

لـم نعتقـد بعدكـم إلا الوفـاءَ لكـم= رأيًـا ولـم نتقلـد غـيـرَه ديـنـا

ما حقنا أن تُقـروا عيـنَ ذي حسـد= بنـا، ولا أن تسـروا كاشحًـا فينـا

كنا نرى اليـأس تُسلينـا عوارضُـه= وقـد يئسنـا فمـا لليـأس يُغرينـا

بِنتـم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحُنـا= شوقًـا إليكـم ولا جـفـت مآقيـنـا

نكـاد حيـن تُناجيـكـم ضمائـرُنـا= يَقضي علينا الأسـى لـولا تأسِّينـا

حالـت لفقـدكـم أيامـنـا فَـغَـدَتْ= سُـودًا وكانـت بكـم بيضًـا ليالينـا

إذ جانب العيـش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـا= وموردُ اللهو صـافٍ مـن تصافينـا

وإذ هَصَرْنا غُصون الوصـل دانيـة= قطوفُهـا فجنينـا منـه مـا شِيـنـا

ليسقِ عهدكـم عهـد السـرور فمـا= كنـتـم لأرواحـنـا إلا رياحـيـنـا

لا تحسبـوا نَأْيكـم عـنـا يُغيِّـرنـا= أن طالمـا غيَّـر النـأي المحبيـنـا

والله مـا طلبـت أهـواؤنـا بــدلاً= منكـم ولا انصرفـت عنكـم أمانينـا

يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به= من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينـا

واسـأل هنـاك هـل عنَّـي تذكرنـا= إلفًـا، تـذكـره أمـسـى يُعنِّيـنـا

ويـا نسيـمَ الصِّبـا بلـغ تحيتـنـا= من لو على البعد حيًّـا كـان يُحيينـا

فهل أرى الدهـر يَقصينـا مُساعَفـةً= منـه ولـم يكـن غِبًّـا تقاضيـنـا

ربيـب مـلـك كــأن الله أنـشـأه= مسكًا وقـدَّر إنشـاء الـورى طينـا

أو صاغـه ورِقًـا محضًـا وتَوَّجَـه= مِن ناصع التبـر إبداعًـا وتحسينـا

إذا تَـــأَوَّد آدتـــه رفـاهـيَـة= تُومُ العُقُـود وأَدْمَتـه البُـرى لِينـا

كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـه= بـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنـا

كأنمـا أثبتـت فـي صحـن وجنتـه= زُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنـا

ما ضَرَّ أن لم نكـن أكفـاءَه شرفًـا= وفـي المـودة كـافٍ مـن تَكَافينـا

يا روضـةً طالمـا أجْنَـتْ لَوَاحِظَنـا= وردًا أجلاه الصبـا غَضًّـا ونَسْرينـا

ويـا حـيـاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهـا= مُنًـى ضُرُوبًـا ولــذَّاتٍ أفانِيـنـا

ويا نعيمًـا خَطَرْنـا مـن غَضَارتـه= في وَشْي نُعمى سَحَبْنـا ذَيْلَـه حِينـا

لسنـا نُسَمِّيـك إجــلالاً وتَكْـرِمَـة= وقـدرك المعتلـى عـن ذاك يُغنينـا

إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ فـي صفـةٍ= فحسبنا الوصـف إيضاحًـا وتَبيينـا

يـا جنـةَ الخلـد أُبدلنـا بسَلْسِلهـا= والكوثـر العـذب زَقُّومًـا وغِسلينـا

كأننـا لـم نَبِـت والوصـل ثالثـنـا= والسعد قد غَضَّ من أجفـان واشينـا

سِرَّانِ فـي خاطـرِ الظَّلْمـاء يَكتُمُنـا= حتى يكـاد لسـان الصبـح يُفشينـا

لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ= عنه النُّهَى وتَركْنـا الصبـر ناسِينـا

إذا قرأنا الأسى يومَ النَّـوى سُـوَرًا= مكتوبـة وأخذنـا الصبـر تَلْقِيـنـا

أمَّـا هـواكِ فلـم نعـدل بمنهـلـه= شِرْبًـا وإن كـان يروينـا فيُظمينـا

لم نَجْفُ أفـق جمـال أنـت كوكبـه= ساليـن عنـه ولـم نهجـره قالينـا

ولا اختيـارًا تجنبنـاه عـن كَـثَـبٍ= لكـن عدتنـا علـى كـره عوادينـا

نأسـى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْشَعـةً= فينـا الشَّمُـول وغنَّـانـا مُغَنِّيـنـا

لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى مـن شمائلنـا= سِيمَـا ارتيـاحٍ ولا الأوتـارُ تُلهينـا

دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظـةً= فالحُرُّ مَـنْ دان إنصافًـا كمـا دِينَـا

فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبسنـا= ولا استفدنـا حبيبًـا عنـك يُثْنيـنـا

ولو صَبَا نَحْوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـه= بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشـاكِ يُصْبِينـا

أَوْلِي وفـاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِلَـةً= فالطيـفُ يُقْنِعُنـا والذِّكْـرُ يَكْفِيـنـا

وفي الجوابِ متاعٌ لـو شفعـتِ بـه= بِيْضَ الأيادي التي ما زلْـتِ تُولِينـا

عليـكِ مِنـي سـلامُ اللهِ مـا بَقِيَـتْ= صَبَابـةٌ منـكِ نُخْفِيـهـا فَتُخفيـنـا[/poem]


[align=center]لأبن زيدون[/align]