[ALIGN=CENTER]( 2 ) [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

عرفت أملج قديما بالحوراء، أي البيضاء . وقد وصفها أحد الرحالة بأنها واحة على مقربة من البحر الأحمر بها عين ماء عذب وتحيطها النخيل والأشجار الملتفة ويكثر بها شجر الأراك وطيور بحرية متنوعة فهي تعتبر واحة في وسط هذه الصحراء . وتقع الحوراء علي بعد عشرة كيلومترات شمال محافظة أملج وهي من مدن جهينة قبل الإسلام . وكانت الحوراء في القرون الهجرية الأولي ميناء للمدن الداخلية الواقعة خلفها في منطقة وادي القرى وفي حرة خيبر ولذلك عرفت في المصادر ساحل وادي القرى وكان لها في القرن الرابع عشر الهجري عشرة حصون وربض عامر فيه سوق من جهة البحر. أما الإدريسي وهو من علماء القرن السادس فقد وصفها بقولة قرية عامرة وأهلها أشراف كما وصفها الحميرى في الروض المعطاء وهو ينقل عمن سبقه وذكر أنها مدينة على ساحل وادي القرى بها مسجد جامع وثماني آبار عذبة وبها ثمار ونخل وأهلها عرب من جهينة وبلي وكانت الحوراء تشتهر بصناعة أواني الحجر الصابوني الذي كان يصدر منها إلى سائر الأقطار ويبدو أن الحوراء قد اندثرت في نهاية القرن السادس الهجري فقد أشار ياقوت الحموي إلى شخص شاهدها سنة 676هـ، وأخبره بأن ماءها مالح ، بها قصر أثري مبنى بعظام الجمال . وقد قامت الإدارة العامة للآثار بوضع سياج حول الموقع الأثري للحوراء مؤخراً ، حيث يوجد مجموعة من المنازل المطمورة تحت الأرض تحاط بالبساتين والنخيل الواقعة على ساحل البحر إلى الجنوب من موقع الحوراء الأثري وكانت به حفائر مياه سطحية تنزل عليها قوافل الحجاج . وقد أنشأت بلدية محافظة أملج مؤخراً منتزهاً عاماً في هذا المكان . وقد عُثر بموقع الحوراء على مساحة كبيرة تضم كثير من البقايا الأثرية . وعند معاينة هذه الآثار وجد أنها تضم مجسمات أثرية كشفت عن جزء مبني بالحجر الجيري يعود تاريخه إلى القرن الرابع الهجري وبداية الخامس . وفي إحدى الغرف من هذا الموقع عُثر على أرضية رصفت ببلاط من الأحجار على زخارف جميلة كتابية ونباتية تزين باب غرفه نوافذها من الداخل ، كما عُثر على رحى لطحن الحبوب في موضعه الأصلي الذي كانت فيه . علاوة على هذا تم العثور على نوع آخر من النقوش في الموقع وهي عبارة عن آية الكرسي نقشت على شريط من الجص بخط كوفي مورق وكانت هذه الكتابة تزين العتب العلوي للغرفة ، يعود تاريخ هذه الكتابات المزينة إلى القرن الهجري الرابع وما بعده ، إعتماداً على نوع الخط ومحتوي المحيط الأثري الذي وجدت فيه ويلاحظ أن مضمونها يقتصر على الآيات القرآنية المأثورة في مجال الحفظ والتحريز كآية الكرسي وسورة الإخلاص .
كما عُرفت محافظة أملج قديما باسم "اليكي كومي" وتعني الأرض البيضاء وهي ما يغلب على رمالها الساحلية على شاطئ البحر وقد أطلق عليها هذا الاسم الرومان ، وهي مدينة قديمة معروفة قبل الميلاد ، وهي من أقدم المدن على ساحل البحر الأحمر . وقد وصفت محافظة أُملج من قبل العديد من العلماء العرب المسلمون ومنهم أحمد بن أنيس العذري صاحب "نظام المرجان" بأنها مدينة مسورة بها ثمار وأبار وجامع كما تحدث عنها الأدريسي ووصفها الحميدي في "الروض المعطاء" وكتب عنها الشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة يرحمه الله وورد ذكرها في مقدمة ابن خلدون وقد أطلق عليها الحجاج العابرون بها من بلاد الشام وتركيا وغيرهـا اسم "ام لج" لما كانت تحدثه الأمواج من لجة عند ارتطامها بالصخور وبقي هذا اسمها لفترة طويلة إلى أن دمج في كلمة واحدة هي "أملج" وهذا هو اسمها الحديث الذي تعرف به حاليا .
وأملج هي "الماسة" على الساحل الغربي لما تتميز به أرضها من بياض ناصع على شاطئ البحر وما تحتويه من تعدد ثري للمناطق الخلابة حيث تتميز بأنها مدينة ساحلية وفي نفس الوقت مدينة زراعية خصبة تنتج العديد من المحاصيل الزراعية .
وكانت أُملج أشهر ميناء على ساحل البحر الأحمر بالحجاز ولكنها هجرت قبل القرن السابع الهجري وامتد العمران إلى الجهة الجنوبية منها مقتربا إلى شاطئ البحر فأصبحت على شريط ساحلي ضيق منحصر ما بين سلسلة جبال السروات والبحر الأحمر

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]يتبع >>>>[/ALIGN]