والله يا منصف أنت عايش في الأوهام ...صدقني لا مشاريع استثمارية ولا يحزنون ولا حتى علاقة بين هذه الصور وما قلت إنه مشروع يستهدف حي القاد ..أبدا كل ما في الأمر أننا في لجنة أصدقاء التراث أصبحنا محط أنظار المسؤولين والمهتمين بالشأن العام وبخدمة الوطن وهذه الثقة لم تأت من فراغ كما تعرف فالاتصالات تأتينا في أي وقت لنكون جاهزين في خدمة سائح أو زائر أو ضيف من ضيوف ينبع يريد التعرف على بلدنا وتاريخها وأصالتها وتراثها ..

والغريب أن الصور الثلاث جاءت أحداثها متتابعة لا يفصل بينها إلا يوم أو يومين ؛؛

فالصورة الأولى :
مع المخرجة وصاحبة شركة إنتاج تلفزيوني وثائقي الأستاذة / دانيا الحمراني كانت في وسط حي ( الصور ) وكانت تسأل : أين سكان الحي ؟ وأين أصحاب هذه البيوت ؟ ومتى هجروها ؟
فأجبتها على تساؤلاتها عن الماضي وعما تختزنه الذاكرة عن المكان والزمان وكيف أصبح يشكو من الهجر والنسيان ..!! وقلت لها لو أتى زائر في الليل هنا فلن يستطيع المرور من الظلام الدامس وما يتخيله من وجود أشباح تسكن وتعشعش في هذه المنازل ؛ قياسا بالحركة الدائبة في هذا الممر الذي كان يؤدي لسوق ينبع ذهابا وإيابا وما كانت تحفل به هذه الساحة من تزاحم الأقدام وكثرة الحركة وتعدد النشاطات .

أما الصورة الثانية :
فهي مع سعادة محافظ ينبع / إبراهيم السلطان ومن رافقنا في زيارته الناجحة لتفقد مشروع سوق الليل بعد انتهاء ترميمه وكان الكلام عن المباني المحيطة بالسوق وكيف نتفادى خطر تهدمها مستقبلا فقلتُ له لقد خاطبنا هيئة السياحة والآثار بهذا الخصوص ولعلنا نسمع أخبارا طيبة عن مشروع آخر بجانب سوق الليل .

والصورة الثالثة والأخيرة :
فكانت ظهر يوم الخميس الماضي وهي لزيارة أصحاب الفضيلة قضاة التمييز والمشايخ لينبع الذين حلوا ضيوفا على الشيخ / عبد الله الحبيشي ورغبوا في التعرف على شيء من تاريخ ينبع فتوقفوا عند ( برج الشونة) يسألون عنه فقلنا لهم بأن هذا البرج المخروطي الشكل في بنائه هو جزء من الشونة ؛ والشونة هي مخازن أمر ببنائها السلطان سليمان القانوني عام 926هـ حينما جاءت الصدقات والتبرعات للحرمين الشريفين وكانت تنزل بميناء ينبع وتخزن في الشونة ، أما البرج فهو مستودع خاص بالحكومة .

شكرا على استفسارك الذي أتاح لنا فرصة الإيضاح ودمت في رعاية الله .