أخي بحر .. أهلا بحضورك البهي وإطلالتك المميزة ولا أخفيك أنني أجهل الكثير من تاريخ الفرس وأجهل الكثير عن عقيدة الشيعة ولكن المصطلحات التي أوردتها وحيدة السعودية شاعرتنا عيدة العروي دفعتني إلى البحث والتنقيب حتى تكشفت لي هذه المعرفة التي أعطتنا مفاتيحها .. عن طريق كتاب ( وجاء دور المجوس ) للشيخ عبد الله بن محمد الغريب الذي يتحدث عن الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية وهو الكتاب الذي نقلت لكم منه هذا البحث .
ولكني أعود الآن إلى موقف اللجنة من الشاعرة وأبدي استغرابي الشديد مما انتقدوا به النص ... قالوا أنه لا يخاطب المتلقي العادي بينما القصيدة موجهة للنخبة وليس للمتلقي العادي كما كانوا ينادون دائما والأشد غرابة أن يقول أحدهم أننا نحتاج إلى مترجم للغة الفارسية حتى نفهمها وآخر قال إنني لا أدري كيف يستطيع المترجم أن ينقلها إلى لغة الإشارة وكأن هذه هي المعضلة وتناسوا أن كل هذه الدلالات لأعلام وشخصيات ولا تحتاج إلى ترجمة فنحن عندما نقول ( برنارد شو ) و ( هتلر ) و ( سومرست موم ) و ( إينشتاين ) و ( وتولستوي ) و( تشرشل ) وغيرهم من رموز التاريخ وأعلام الحضارة لا نحتاج إلى مترجم لأي لغة لأنها دلالات تؤدي إلى ما نرمي إليه دون عناء .. وأنا أزعم أنهم جميعا أدركوا ما ترمي إليه ولكنهم أجبن من أن يناصبوا إيران العداء فلجؤوا إلى التهرب من المسؤولية بدعوى أنهم لم يفهموا النص .. ونحن لا نلومهم على ذلك ولكن نلومهم على توجيه اللوم للشاعرة وإيعازهم للمتابعين بأن الشاعرة تتعالى عليهم وتعبر بفوقية لا يفهمونها
نسأل الله لشاعرتنا التوفيق وندعو إلى الوقفة الصادقة التي تحق الحق أما شاعرتنا فيكفيها فخرا أنها صدعت بالحق وجاهدت بلسانها ووقفت بكل شجاعة في وجه المد الفارسي في هذا المحفل الكبير
وما عليها إذا لم تفهم اللجنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الأخيرة


الكتاب الذي نقلت لكم منه هذه الحلقات هو كتاب ( و جاء دور المجوس) وهو كتاب قيم يقع في ثلاثة أجزاء كتبه الشيخ عبد الله محمد الغريب .. أتمنى من كل مسلم أن يقتنيه ويسرني الآن أن أنقل لكم مقدمة الكتاب
[align=justify]

مقدمة

أما بعد ، فمنذ أكثر من عشرين عاماً وأنا أتابع أنشطة الرافضة ومخططاتهم في عالمنا الإسلامي :
• اتبع ما يصدر عنهم من كتب وصحف ومجلات وما تحويه من دس وافتراء على رجال خير القرون .
• أتتبع ما يلجأ ون إليه من وسائل وطرق في نشر دعوتهم في المناطق الآهلة بالسنة ، وأجمع الأرقام والإحصائيات عن عدد القبائل والأفراد الذين تشيعوا خلال قرن من الزمن في كل من إيران والخليج والعراق ولبنان .
• أتتبع فرقهم المتطرفة وكيف تمكنت من ركوب كثير من الأحزاب والوصول إلى السلطة في بعض البلدان العربية ، كنت وما زلت أحترق ألماً من تخاذل أهل السنة ، وغفلتهم عما يدبره أهل الرفض لهم ، وأتمثل قول الشاعر:
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أرى خلل الرماد وميض جمر = وأخشى أن يكون لها ضرام
فان النار بالعودين تذكي = وان الحرب مبدؤها كلام [/poem]

وعندما أنقل آلامي وأشجاني لأخواني الدعاة ، كانوا يستغربون ما أقوله لهم مع أنه بينهم قادة لبعض الجماعات ، وأسمعهم يردون علي قائلين :
- إنك في اهتماماتك هذه تقدم خدمات جلى للقوميين !! .
- نحن في واد وأنت في واد ، نحن نشكو من الخطر الشيوعي والصليبي والقومي والعلماني ... وأنت تتحدث عن حركات ومذاهب أكل الدهر عليها وشرب !! .
نعم والله إنني في واد وهم في واد آخر ، انني ألمح منذ سنين رآيات سوداء تتحرك من المشرق ، ويسعى حملتها لابتلاع العالم الإسلامي ...... ومن أجل هذا كتبت بعض فصول هذا الكتاب قبل ثورة إيران بأكثر من ثلاث سنين. وأشد ما كان يؤلمني تنظيم الرافضة الحزبي ، وأن أول حلقاتهم العلمية في الحسينيات والحوزات العلمية نقد أصول السنة وتجريح أمهات كتبهم ، فترى شاباً يافعاً من شبابهم يتدسس لأبناء السنة كالشيطان فيحدثه عن قضية علمية ، ويقنعه بما فيها من أخطاء – كما يزعم الرافضي - ، وبعد الانتهاء من إقناعه يأتيه بصحيح البخاري ويقول له : انظر كيف وردت هذه القضية في صحيح البخاري في حديث روته عائشة أو أبو هريرة رضي الله عنهما . وصاحبنا لايعرف أصول دينه ، ولا صلة له بالبخاري أو مسلم ، ولا يعلم شيئاً عن أكاذيب الرافضة وما عندهم من مغالطات وأباطيل .

وفي الصورة المقابلة يحدثك المنسوبون إلى العلم من السنة قائلين : إن خلافنـا مع الشيعة خلاف تاريخي لا يمس أصول الاسلام ، وكل ما في الأمر أن إخواننا الشيعة يعتقدون أن علياً أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان ... والذين يقولون هذا الكلام لا يعرفون عقيدة الرافضة ، ولم يطلعوا على أمهات كتبهم .

ثم جاءت ثورة الخميني التي شارك كارتر في تصميمها ، وساهم جنراله هويزر في تنفيذها عندما نجح في تحييد الجيش ... جاءت هذه الثورة فافتتن بها معظم الإسلاميين ، وظنوا أنها ستعيد لهم عهد الخلفاء الراشدين ،وبطولات صلاح الدين . وبالغت المجلات الإسلامية في تضخيم شخصية الخميني وثورته ، وفي أحدى هذه المجلات لم يعد القاريء قادراً على التمييز بين السني والرافضي في كتاب هذه المجلة ، وفتحت هذه بابها على مصراعيه فنشرت كل ما يريده الرافضة ، وأقل ما نشر قصائد تدعو إلى تقبيل ترب قم والنجف وكربلاء ، وشد الرحال إلى تلك المزارات والطواف حولها والركوع والسجود لها . وتنافست معظم الجماعات الإسلامية في تأييد الثورة الإيرانية ، وهذه الجماعات التي تنتسب إلى مذهب اهل السنة متناحرة فيما بينها متخاصمة ومن الصعوبة جداً أن توحد صفها لكنهم جميعاً متفقون على ضرورة تأييد الثورة الإيرانية والتعاون والتنسيق مع البطل الإسلامي الخميني – كما يقولون - .

إن واحداً من الذين نكب بهم العمل الإسلامي وصار من البارزين فيه .. زار الخميني ثم عاد إلى بلده يخطب ويحاضر مشيداً بمآثر قائد الثورة وزهده وتواضعه وأنه جلس في بيته على الحصير يأكل معه الزيتون والبيض . من البيض والزيتون كان صاحبنا يستمد الهاماته وخواطره أما عقيدة الخميني وكتبه ومخططاته فلا يعرف عنها شيء . ما أسهل مهمة الأعور الدجال بين هؤلاء الناس ، لقد ضللت المجلات وغيرها عقول الناس وزعزعت أفكارهم . ويحار المرء عندما يلمس سطحية الدعاة وغفلتهم ، ثم يلمس مخططات الرافضة ، وتصريحاتهم عن تصدير الثورة ، ووقوفهم على أهبة الاستعداد للانقضاض على الخليج والعراق وسورية ليعيدوا ذكريات العبيديين والقرامطة . الرافضة يحيكون المؤامرات ضد المسلمين ، وجمهور أبناء السنة يصفقون لهم ، هؤلاء الذين وصفهم أحمد شوقي فقال :
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أثر البهتان فيه =وانطلى الزور عليه
ملأ الجو صراخاً =بحياة قاتليه
ياله من ببغاء عقله في أذنيه =[/poem]

ومن أجل كشف الحقيقة وهتك أسرار الباطل وأهله قمت بتأليف هذا الكتاب وقسمته إلى أبواب ثلاثة :
الباب الأول : عن تاريخ الباطنيين الرافضة ، وبينت أن دعوتهم هي نفسها دعوة المجوس ، وتحدثت عن القائمين على هذه الدعوة وكيدهم للإسلام والمسلمين ، وكيف كانوا يوالون أعداء الله ، ويتعاونون مع كل كافر ضد الإسلام والمسلمين .

الباب الثاني : تحدثت عن عقائدهم الفاسدة ، وشهادة أعلام المسلمين بهم في القديم والحديث ، وكشفت الستار عن الشيعة الذين نعاصرهم وانهم أسوأ من شيعة الأمس .
وأفردت فصلاً خاصاً عن هذا الخميني من خلال كتبه وتصريحاته فكانت النتائج أنه رافضي متعصب ، وفارسي متزمت وأوضحت أن للشيعة أصولاً خاصة بهم وأن لنا أصولاً خاصة بنا ، وليس هناك أي مجال للالتقاء بهم .

الباب الثالث : وهو أوسع أبواب الكتاب وفيه الفصول التالية :
- الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الإيرانية .
- مؤامرتهم على الخليج والعراق .
- ماذا وراء تقارب الرافضة مع النصيرية .
- أوكارهم في العالم الإسلامي .
- الأوضاع الداخلية في إيران .

وإذن جمعت في كتابي بين العقيدة والسياسة والتاريخ ، وأحسب أن هذه الطريقة قد غفل عنها معظم الكتاب المحدثين فهم أما أن يكتبوا في العقيدة أو في التاريخ وقلما يتطرقون إلى الجانب السياسي أما سلفنا الصالح رضوان الله عليهم فكانوا إذا طرقوا موضوعا أعطوه حقه من مختلف جوانبه . وحرصت على ذكر المصادر في كل ما كتبت ، وكنت أناقش الخبر وأمحصه وأربطه بأخبار أخرى . وأنا أعلم أن الرافضة سيستقبلون هذا الكتاب ابشع استقبال ، وسيكتبون عنه وعن مؤلفه ، ولن يتركوا كلمة في قاموسهم الهابط إلا ويلصقونها بي ، وسيشترون ذمم بعض المنسوبين للسنة ليردوا علي . ويعلم الله أني لا أنتظر منهم إلا مثل هذه المواقف ، وكيف أنشد السلامة ممن لا يسلم منهم أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .

وكل الذي أرجوه أن يثيبني الله على جهدي هذا يوم لا ينفع مال ولا بنون أما المسلمون – أهل السنة والجماعة- وسائر الجماعات الإسلامية فكل الذي أرجوه أن يقرأوا كتابي بإمعان وأن يفتحوا قلوبهم له . فإن قالوا ليس من المصلحة إثارة مثل هذه القضية . قلت : المصلحة ما وافق الشرع وليس ما وافق الأهواء والأمزجة ، بل ليس من الخلق والمرؤة أن نصادق من يشكك بكتاب الله وينكر سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويشتم الصحابة رضوان الله عليهم . إن المصلحة أن نكشف صفحات كالحة سوداء من تاريخ هؤلاء الذين يسعون لإعادة مجد كسرى ونار مزدا . وأرجو من الشباب أن يتعصبوا للدليل ، ويرجحوا المصلحة الإسلامية ، ولا يتعصبوا لقول فلان ورأي فلان . ولقد تتبعت آراء الذين أيدوا الخميني فما وجدت دليلاً عندهم يعتد به ، وإنما عواطف هوجاء لا أول لها من آخر .

أما عن وحدة الصف الإسلامي فنحن أهل السنة فطرنا على الوحدة وعدم الفرقة ، وإزالة أسباب الشحناء والبغضاء ، ولكننا ننظر إلى هذه الوحدة من خلال الأصول الإسلامية ، ويسرنا علم الله أن يتوسط معظم قادة الجماعات الإسلامية عند صديقهم الخميني ليتراجع عن كتبه وما بها من دس وشرك وتضليل .
وأخيراً أطالب هؤلاء الذين يتباكون على ضرورة التقائنا مع الرافضة أن يقوموا بإحصائية لعدد الكتب الحديثة التي ألفها كبار علمائهم ، وسيجدون أنها تزيد على الألف كلها تشكيك بأصولنا وعقيدتنا ، وعندئذ سيعلمون – لو أنصفوا – أن إمكانية الالتقاء معهم غير ممكنة . وعلى أي حال لقد جاء هذا الكتاب غضباً لله ودفاعاً عن دينه اللهم تقبله مني ، واجعله في صحائف أعمالي إنك سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين . [/align]





تمت
وسأعود بإذن الله إلى الربط بين قصيدة شاعرتنا
وما جاء في تاريخ الفرس