الإخوة الكرام
جوال ينبع ـ تاجر الفل ـ وليد شبكشي ـ مهند صالح زمر
أشكر لكم هذا الحضور وهذه المتابعة .. كما أحب أن أعلق على تعليق أخي وليد وأقول لاأخفيك أنني أخشى على هذا الموضوع أن يحجب أيضا وأنصح بقراءته سريعا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحلقة الرابعة


ماذا وراء تشيع المجوس لآل البيت ؟!

[align=justify]في عام 35 هـ وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس فأعلنوا أنهم شيعة على ، والوقوف مع على رضى الله عنه حق لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين وأضعاف شوكتهم. والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجا لدى جميع الناس وخاصة عند العامة ،ومن ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووقف عبد الله بن سبا اليهودي وأنصاره في الصف الذي يقول بأحقية على في الخلافة ومنذ ذلك الحين التحمت المؤامرات اليهود يه مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين وأرد المجوس من وراء الدعوة لآل البيت تحقيق الأهداف التالية:

1ـــرأينا في الفصل السابق ــــ أيران قبل الإسلام ــــ انه لا بد من عائلة مقدسة تتولى أمور الدين ، ومن هذه العائلة الحكام وسدنة بيوت النار ، ومن أهم هذه العائلة :ميديا ،المغان ... وفى تشييعهم لآل البيت أحياء لعقائد زر دشت ومانو ومزدك وكل الذي فعلوه أنهم استبدلوا المغان بآل البيت ، وقالوا للناس بأن آل البيت رسول الله هم ظل الله في الأرض وأن أئمتهم معصمون ، وتتجلى فيهم الحكمة الألهية ....

2ـــ عندما أفتتح المسلمون بلاد فارس تزوج الحسين بن علي رضي الله عنهما ( شهربانوا ) ابنة يزد جرد ملك إيران بعد ما جاءت مع الأسرى ، وكان هذا الزواج من الأسباب التي ساعدت على وقوف الإيرانيين مع الحسين بالذات لأنهم رأوا أن الدم الذي يجري في عروق على بن الحسين وفي أولاده دم إيراني من قبل أمه (شهر بانوا) أبنة يزد جرد ملك أيران من سلالة الساسانيين المقدسين عندهم( 1).... وأذن ففي تشيعهم لآل البيت أحياء لعقيدة المجوس ، ووقوفهم مع الحسين بن على بن أبي طالب نابع من عصبيتهم الفارسية لأولاد شهر بانو الساسانية .. وبعد الحدث الأليم الذي أودى بحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، راح اليهود والمجوس يدفعون أنصار علي لقتال بني أميه ، ووجدت الدعوات الباطنية فراغا فأخذت تنشط حتى أستفحل أمرها ، وكان من أهمها:

السبئية:

نسبة لعبدالله بن سبأ اليهودي الذي نادى بألوهية علي بن أبي طالب وقد قال لعلي رضي الله عنه : أنت ، أنت ، يعني أنت الإله فنفاه إلى المدائن ، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون أنه وصى موسى عليهما السلام مثل ما قال في علي رضي الله عنه ، وهو أول من اظهر القول بالنص بإمامة علي رضي الله عنه ومنه تشعبت أصناف الغلاة . وزعم أن علياً لم يمت ، ففيه الجزء الإلهي ، ولا يجوز أن يستولى عليه ، وهو الذي يجيء بالسحاب ، والرعد صوته ، والبرق بسمته ، وأنه سنزل بعد ذلك إلى الأرض فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ... وقالت السبئية بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي رضي الله عنه .

الكيسانية :

أصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول أتباعه بأن الدين طاعة رجل ، وأولوا الأركان الشرعية ، وقالوا بالتناسخ والحلول ، والرجعة بعد الموت ، ويعتقدون أن كيسان قد أحاط بالعلوم كلها ، واقتباسه من السيدين – علي وابنه محمد بن الحنيفية - الأسرار بجملتها من علم التأويل والباطن ، وعلم الآفاق والأنفس (2) ثم كثرت الدعوات الباطنية فظهرت المختارية فيما بعد ، والهاشمية والبيانية والرازمية وجوهر هذه الحركات ومضمونها واحد وان اختلفت الاسماء .
وتراجعت هذه الحركات أمام تخطيط بني أمية الذين ضربوا بيد من حديد ، وظن الناس أنه لن تقوم قائمة للفرس بعد خلافة معاوية رضي الله عنه ، وللناس عذرهم فيما يظنون لأن معظمهم يجهل تاريخ أديان الفرس ، وقدرتها على التحول من العلنية إلى السرية . أما ناصر بن سيار – والي بني أمية على خراسان – فكان يبصر المؤامرات التي يدبرها الفرس في جنح الظلام ، وقد كتب إلى مروان آخر حكام بني أمية قائلاً :

[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أرى خلل الرماد وميض جمر = وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعيدان تذكي = وإن الحرب مبدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري = أ أيقاظ أمية أم نيــــــــــــام (3)[/poem]

ولم يكن بني أمية نياماً ، ولكن التنظيم أقوى من الفوضى ، وما كانت الفرقة والتناحر والترف قادرة على دحر التخطيط والعمل الجاد المستمر .. وهذه كانت حالة بني أمية مع خصومهم .

مؤامرة أبي مسلم الخراساني :

في عام 129هـ ظهر أبو مسلم الخراساني قرب (مرو) واحتلها عام 130هـ ثم سقطت خراسان كلها بأيدي العباسيين ...... وبعد سقوط خراسان وجه أبو مسلم جيوشه إلى العراق فاحتلها وأظهرت أبا العباس السفاح من مخبئه وبويع بالخلافة عام 132هـ ومنذ هذا التاريخ بدأ حكم الفرس فعلاً وكان خلفاء بني العباس أشبه بالضيوف في بيت أبي مسلم الخراساني أو في بيت جعفر البرمكي باستثناء طيبة جريئة من خلفاء بني العباس وتكاد لا تذكر من ندرتها (4)

وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب المسلمين فأشبعهم قتلاً وتنكيلاً وبطشاً منذ قيام الدولة العباسية وحتى عام 137هـ وشق عليه عصا الطاعة وحاول أن يستقل بخراسان لولا أن المنصور استدرجه بحنكته ودهائه وفرق معظم أتباعه ثم قتله عام 137هـ .

ولم يكن مقتل أبي مسلم الخراساني أمراً سهلاً ففي عام 138هـ خرج سنباذ يطالب بدم أبي مسلم ، وسنباذ هذا مجوسي استطاع أن يجمع تحت لوائه جيشا من الفرس تغلب بهم على قوس واصبهان فبعث إليه أبو جعفر المنصور جيشاً هزمه في همذان والري .

وفي عام 141هـ ظهرت جماعة من الخراسانيين من جماعة أبي مسلم الخراساني في قرية رواندا قرب أصفهان وعرفوا بالراوندية وكانوا يقولون بتناسخ الأرواح ، ونادوا بألوهية المنصور وأرادوا من وراء ذلك قتله ثأراً لزعيمهم أبي مسلم لكن المنصور قاومهم بنفسه وانتصر عليهم غير أنهم تمكنوا من قتل عثمان بن نهيك قاتل أبي مسلم .

وفي عام 161هـ ظهر رجل فارسي أطلق عليه اسم المقنع وادعى أن الله سبحانه وتعالى قد حل بآدم عليه السلام ثم نوح ثم في أبي مسلم الخراساني ثم حل فيه بعد ابي مسلم واجتمع عليه خلق كثير تغلب بهم على بلاد ما وراء النهر واحتمى بقلعة كش فأرسل إليه المهدي جيشاً بقيادة سعيد الجرشي فحاصره وهزمه وقتل كثير من أصحابه ، فلما أحس بالهلكة شرب سماً وسقاه نساءه وأهله فمات وماتوا جميعاً ودخل المسلمون قلعته واحتزوا رأسه وأرسلوه إلى المهدي سنة 163هـ .

والمهدي كان شديداً في حرب الملاحدة ، وأنشأ هيئة مهمتها التنقيب والبحث عن الزنادقة ، وجعل لها رئيسا أطلق عليه أسم صاحب الزنادقة..

قال المسعودى في المهدى :
إنه أمعن في قتل الملحدين والمداهنين عن الدين لظهورهم في أيامه ، وإعلانهم عن معتقاداتهم في خلافته لما أنتشر من كتب مانى ، وابن د يصان ومرقيون، مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره وترجمه من الفارسية والفهلوية إلى العربية ، وما صنفه في ذلك أبن أبي العوجاء وحماد عجرد ، ويحيى بن زياد ومطيع بن إياس من تأييد المذاهب المانوية والديصانية والمرقونية فكثر بذلك الزنادقة وظهرت آراؤهم في الناس .

وكان المهدي أول من أمر الجدليين من اهل البحث من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين ممن ذكرنا من الجاحدين وغيرهم ، وأقاموا البراهين على المعاندين وأزالوا شبه الملحدين فأوضحوا الحق للشاكين (5)

ولقد أوصى المهدي ابنه (الهادي) بتتبع الزنادقة والبطش بهم ورغم قيام هيئة مختصة مهمتها تتبع الزنادقة استطاعوا أن يحتفظوا بأنشطتهم بصورة سرية وعن هذا الطريق تمكنوا من احتلال أغلب المناصب في دولة بني العباس وبلغ أحدهم الأفشين قائد جيوش المعتصم .[/align]

[align=center]الهوامش [/align]
[align=center]ـــــــــــــــــــــــ[/align]

[align=right]1- انظر سبب انتشار التشيع في إيران من كتاب الشيعة والسنة لإحسان إلهي ظهير ص 49
2- الملل والنحل للشهرستاني : 174-147/1 دار المعرفة .
3- البداية والنهاية جـ 10 ، ص 32
4- أبو مسلم الخراساني يقال له عبدالرحمن بن شيرون – ابن اسفنديار أبو مسلم المروزي وقيل كان اسمه ابراهيم بن عثمان بن يسار بن سندوس بن حوذون من ولد بزر جمهر ، ولما بعثه ابراهيم بن محمد الإمام إلىلخراسان قال له : غير اسمك وكنيتك فتسمى عبدالرحمن بن مسلم عن البداية والنهاية فهو فارسي الأصل وكان أتباعه من الفلاحين الفرس ودعايته كانت قائمة على أساس من المعتقدات المجوسية خافه المنصور بعد أن شق عصا الطاعة وقتله عام 137هـ .
5- ضحى الإسلام ، جـ1 ، ص140 ، عن المسعودي ، جـ 2 ، ص 401 .
[/align]


يتبع