الحلقة الثانية


الفصل الأول

[align=justify] تمهيد
كانت بلاد فارس مهد الحضارات ممتدة في شعاب الزمن إلى قرون مضت قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، ولقد بالغ الفرس في تمجيد تاريخهم ، والتعصب لعرقهم فأعتقد بعضهم أن ملكهم الأول كيومرث هو ابن آدم الأول ، وأنهم أصل النسل ، وينبوع الذرء . وطائفة ثانية قالت أن كيومرث هو أميم بن لاوذ – بن ارم بن سام بن نوح
[align=left] (مروج الذهب ومعادن الجوهر ،المسعودى،جـ1،ص220)[/align]

وطائفة ثالثة كانت تعتقد أن كيومرث نبت من نبات الأرض وهو (الريباس) وتحول هذا الرأي إلى مذهب اعتقادي اسمه (الكيومرثية) خلاصته الصراع مابين النور والظلمة
[align=left] (الملل والنحل للشهرستاني جـ1 ، ص572 ) [/align]

واهتم الفرس منذ القديم بالدين ، وأحلوه المرتبة الأولى في حياتهم ، ويدلنا على ذلك تسلسل الطبقات الاجتماعية عندهم :

1- طبقة رجال الدين .
2- طبقة رجال الحرب .
3- طبقة كتاب الدواوين .
4- طبقة الشعب من الفلاحين والصناع .

ومن طبقة رجال الدين : الحكام والعباد والزهاد والسدنة والمعلمون . ولما كان الدين أهم إنتاج حضاري ابتكره الفرس –كما يزعمون – وكانت الفرق الباطنية التي تهدد المسلمين اليوم مرتبطة أشد الارتباط بعقائد الفرس القديمة .. لهذا وذاك نشتعرض أهم أديان الفرس تلك :

المبحث الأول :

[align=center]مزدا[/align]

يتفق معظم العلماء أن مزدا (الحكيم) هو آله القبائل المستقرة والمتمدنة في إيران ، بل يعتقدون أنه آله العالم والناس جميعاً . وجوهر المزدية يقوم على ركنين : الصفاء أولاً والعموم ثانياً . ومن الصفاء الدعوة إلى الأخلاق والعمران ، وتقف المزدية على طرف نقيض مع عقيدة الشياطين التي يؤمن بها اللصوص والمحابون والقبائل الرحل . ومنذ ذلك الوقت الذي دخل في الإيرانيون التاريخ و"مزدا أهورا " هو الإله الأعلى عندهم ، وهو الذي يتولى إرسال الأنبياء إلى أهل الأرض ومن رسله : "كيومرث" و"زرا دشت" . ومزدا أهورا أو "أورمزد" هو الذي رفع السماء وبسط الأرض وخلق الملائكة وأول من أبدع من الملائكة بهمن (1) وعلمه الدين ، وخصه بموضع النور مكانا (2) .

المبحث الثاني

[align=center]الزرادشتية [/align]

في القرن السابع قبل الميلاد ادعى زرا دشت أنه نبي أرسله مزدا ، ومن عقيدة زرا دشت : - الصراع بين الروحيين: روح الخير ، وروح الشر . - النور والظلمة أصلان متضادان وهما مبدأ وجود العالم،وحصلت التركيب من امتزاجهما ، كما أن الصور حصلت من التراكيب المختلفة. - الباري تعالى هو خالق النور والظلمة ومبدعهما وهو واحد لا شريك ولا ضد ولا ند له ،ولا يجوز أن ينسب إليه وجود الظلمة كما قالت الزروانية (3) . - انبثق عن امتزاج النور مع الظلمة : الخير ، والشر ، والصلاح ،والفساد، والطهارة ،والخبث ،ولولا هذا الامتزاج لما وجد العالم .. ولسوف يستمر الصراع بينهما حتى يغلب النور الظلمة ، ويغلب الخير الشر ، ثم يتخلص الخير إلى عالمه ،وينحط الشر إلى عالمه وذلك هو سبب الخلاص (4) . والزردشيون يقدسون الماء إلى درجة أنهم لا يغسلون به وجوههم ، وهو عندهم لا يستعمل ألا للشرب أو ري الزرع .

وللإنسان عندهم حياتان : حياة أولى تحصى فيها أعمال الإنسان ، وحياة أخرى ينعم الإنسان أو يشفى فيها ، وفى الحياة الثانية يتحدثون عن جهنم والصراط المستقيم (5) .

والزردشتيون ينسبون إلى قبيلة المغان وقبل اكتساح الزردشتية منطقتي ميديا وفارس كان رجال الدين ينتسبون إلى قبيلة ميديا .

ولقبيلة المغان حق الإشراف على بيوت النار التي يقيمون فيها شعائرهم الدينية، ومن أهم معابد الزرد شتية أو بيوت نارهم: معبديزد ، وقد حول إلى مسجد كبير بعد الفتح السلامي (6) .

والشمس اله من آلهة الزردشتين لأنها مصدر النور ، كما أن الجدب عندهم مصدر من مصادر الظلمة . وزر دشت الحكيم هو زر دشت بن يورشب ولد في أذربيجان أمه من الري،ويعتقد الفرس بأن روح زر دشت كانت في شجرة أنشأها الله في أعلى عليين وأحف بها سبعين من الملائكة المقربين ، وغرسها في قلة جبل من جبال أذربيجان. ولزرادشت كتاب اسمه زند أوستا يقسم العالم في إلى قسمين:مينة ، وكيتي ، يعني الروحاني والجسماني وبلغة أخري:اللاهوت والناسون .والزرادشتية جماعة منظمة ولها درجات ومراتب ، وتطور أمرها بعد أن آمن بها أزد شير الأول وابنه سابور واتخذ منها دينا لدولتهم(7) [/align]




الهوامش
[align=right]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/align]
[align=justify]
(1)إن الجدير بالذكر أن اسم (بهمن) تحمله عائلة كبية في إيران وتمكنت هذه العائلة الفارسية من الوصول إلى بلاد الخليج العربي وحصل بعض افرادها على الجنسية أليس في احتفاظ هذه العائلة باسم (بهمن ) دليل على التعصب للمجوسية رغم زعمهم بأنهم مسلمون .
(2)انظر الملل والنحل جـ1 ص238 – وإيران في عهد الساسانيين ص19 .
(3)الزروانية مذهب من مذاهب المجوس ، ويعتقد أتباع هذا المذهب أن الشيطان من مصدر رديء وأنه كان مع الله .
(4) الملل والنحل للشهرستاني جـ1،ص236 طباعة دار المعرفة .
(5) فجر الإسلام لأحمد أمين جـ1 ، ص 124
(6) قادة فتح بلاد فارس عن معجم البلدان جـ8 ، ص 506
(7) الملل والنحل للشهرستاني جـ1،ص236 طباعة دار المعرفة . [/align]




يتبع