[align=center]فتوى شاملة لكل الأقوال وأدلتها
بسم الله الرّحمن الرّحيم
شيخنا الفاضل – زاده الرّحمن فضلاً على فضل -
السّلام عليكُم ورحمة الله تعالى وبركاته
أسأل الله العليّ العظيم ربّ العرش العظيم؛ أن يبلغكم هذا الخطاب وأنتم بخير منه تعالى ومنّة وفضل.
وأستسمحكم في بعضٍ وقتكُم؛ لهذا الاستفتاء. كتب الرّحمن – بمنّه – أجركُم وزادكم من فضله وإحسانه. والواقع؛ هو سؤال طَرحه أحد الإخوان؛ في إحدى السّاحات؛ يعرض لذات ( حَيوان ) – أجلّكُمُ الرّحمن – وما أدري أهو الضّبُع بعينه، أم خلاف ذلك!
بيْد؛ لعلّ إذا كان بذات الصّفات ( ذات ناب )؛ فحُكمُه سواء؛ والله تعالى أعلى وأعلم. لذا؛ بارك الله تعالى بكُم شيخنا الفاضل، وأحسن إليكم؛ جعلت السّؤال الذي أورد الأخ، مع تعقيبات إخوته التي تلته؛ فعلّ احتوت هي الأخرى تآويل تستدعي الدّليل.
السّؤال: حفظكم المولى تبارك وتعالى ورفع قدركم في عليين - هل يجوز أكل هذا الحيوان المفترس؟
السؤال؛ كما أورِد: هل يجوز أكل لحم الضّبع؟ المقصود بالضباع: هي الحيوانات المُفترسة أكلة اللحوم، وهي صاحبه أقوى فك بين الحيوانات حتى أن فكها أقوى من فك الأسد!
وقد رأيت بعضها حيا ورأيت الكثير منه ميتا ومعلقا بصورة غريبة! حتى إنني كنت اجهل أن هذا الحيوان المفترس موجود في داخل مملكتنا الحبيبة وإذا بي أراه كثيراً.
جواب من أحد الإخوة ( مُعقّباً ):اختلف العلماء في الأقوال فمنهم من حلله و منهم من حرمه نقلا عن أحد مشايخنا لم أخذ الأدلة و الأقوال و ذلك لانشغالي و الله أعلم.
تعقيبٌ للسّائل:باركـ الله فيك أخوي، بس ودي أعرف هل يوجد حديث صحيح، استند عليه بعض العلماء في جواز أكل هذا الحيوان؟ إن كان هنالك حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا جواب نهائي كافي وشافي .
وإذا ما فيه حديث صحيح؛ فـــ : كيف لبعض العلماء ان يبيحوا أكل حيوان مفترس بقوة الضبع؟ إضافة إلى كون هذا الحيوان يصنف من ضمن قائمة القماميات ، وأغلب أكله هو الحمير -أكرمُكم الله - في الحقيقة قبل أسبوعين دار نقاش بيني وبين أحد الزملاء؛
بعدما ذكرت له مشاهدتي لهذا الحيوان بكثرة وذكر لي فيما بعد بأن أكل هذا الحيوان جائز! جادلته كثيرا كيف يجوز أكل هذا الحيوان، وكان في اعتقادي أن جواز أكل هذا الحيوان، سينطبق على معظم الحيوانات المفترسة؛ وهذا ينافي الحديث الذي نص بتحريم أكل ذوات المخالب والأنياب .
رجعت لمكتبتي المتواضعة فيما بعد وتحديدا كتاب منهاج المسلم: .كتاب عقائد و آداب وأخلاق وعبادات ومعاملات للكاتب أبو بكر جابر الجزائري وتحديدا عند الرجوع إلى ما أشير ستجدونه في صفحة 431
هذا النص :3 و 4 __ كل ذي ناب من السباع كالأسد والنمر والدب والفهد والفيل والذئب، .والكلب وابن آوى وابن عرس والثعلب والسنجاب وغيرها؛ .مما له ناب يفترس به وذي مخلب من الطيور كالصقر والبازي والعقاب،.والشاهين والحدأة والباشق والبومة وغيرها مما له مخلب يصيد به؛. لقول ابن عباس رضي الله عنهما :
' نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطيور . رواه مسلم .
واعتقدت بأنني كسبت النقاش مع زميلي لعدم وجود دليل لديه .ثم سألت - للتأكد - من أن إجابتي كانت صحيحة أحد أعيان و كبار المنطقة المشهورة، بتواجد هذا الحيوان وصدمتني إجابته كثيرا عندما قال لي بكل ثقة : نعم يجوز!
سألته عن الدليل؛ فلم يعطني أي دليل سوى بعض التلميحات، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا في الاستطلاع أرغب في معرفة الإجابة؛
رغم اعتقادي التام حتى الآن بعدم جواز أكل هذا الحيوان والله عز وجل أعلى وأعلم.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا، وزادك الله من فضله . اخْتُلِف في أكل الضبع على ثلاثة أقوال :
القول الأول : التحريم ، وبه يقول وهو مذهب أبي حنيفة ، واسْتَدَلُّوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع . كما في الصحيحين .
القول الثاني : الكراهة ، وهو مروي عن سعيد بن المسيب وابن المبارك .
القول الثالث : جواز أكل الضبع ، وهو قول جمهور أهل العلم ، واستدلُّوا بأدلة منها : ما رواه ابن أبي عمار قال : سألت جابر بن عبد الله عن الضبع ، فأمرني بأكلها . قلت : أصيد هي ؟ قال : نعم . قلت : أسَمِعْتَه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ، والنسائي وابن ماجه . وصححه الألباني .
قال الترمذي عقب روايته للحديث : وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا ، ولم يَرَوا بِأكل الضبع بأسا ، وهو قول أحمد وإسحاق . ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في كراهية أكل الضبع ، وليس إسناده بالقوي . اهـ .
وروى ابن أبي عمار عن جابر بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضبع . فقال : هو صيد ، ويُجْعَل فيه كبش إذا صَادَه الْمُحْرِم . وقال الألباني : صحيح .
قال الإمام مالك : ما كان مِن السباع لا يَعْدُو مثل الضبع والثعلب والْهر وما أشبههن مِن السباع فلا يَقتلهن الْمُحْرِم ، فإن قَتَلَه فَدَاه . اهـ .
ومَا جَرى عليه عَمَل الناس مِن غير نكير مِن أهل العلم . قال الإمام الشافعي : وَمَا زَالَ النَّاسُ يَأْكُلُونَهَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ . اهـ .
وأجابوا عن استدلال أصحاب القول الأول ، بأنّ الضبع ليست مِن عَوادِي السِّبَاع ، أي : أنها لا تَفْتَرِس ابْتداء . قال الخطيب الشربيني في " مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج " : وَلأَنَّ نَابَهَا ضَعِيفٌ لا تَتَقَوَّى وَلا تَعِيشُ بِهِ . اهـ .
وما حَرُم مِن السِّبَاع فهو متضمّن لِوصْفَين:
الأول : أن يكون له ناب .
الثاني : أن يكون عادِيًا ، أي : مُفْتَرِسًا .
والضبع ليس كذلك .
قال ابن القيم : إنما حَرُم ما اشْتمل على الوَصْفين : أن يكون له ناب ، وأن يكون مِن السباع العادية بِطَبْعها كالأسد والذئب والنمر والفهد ، وأما الضبع فإنما فيها أحد الوَصفين ، وهو كونها ذات ناب ، وليست من السباع العادية . اهـ .
والقول بالجواز هو القول الراجح ، لِصراحة الأدلة فيها ، ولِكونها ليست مِن السباع العادِيَة . ولو كانت مِن السِّبَاع العادية وجصَحّ الدليل باستثنائها لَوَجب القول به .
والله تعالى أعلم
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/.../l77-small.jpg
http://www.ashkra.com/news/photos/ashkra_cook110.jpg
الخاتمة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح قلبي وقلوب عباده المؤمنين
وأسأله أن يجازينا على الإحسان إحساناً وعلى السيئات مغفرة وعفواً ويحل علينا رضوانه إنه غفورً رحيم
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
.......................[/align]..
المفضلات