[dci]
الحلقة الثانية

القطيرة

[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أمن تذكر أكل الحوت بالرطب = أعرضت عن لذة العناب والعنب
أم شوق نفسك " للمعدوس" أورثها =كراهة التين والرمان والقصب
أما ترى النيل في تلك البطاح جرى = فجاء من رؤية الأزهار بالعجب
فكيف تحزن بالأرياف من أسف = على ديار شراء الماء والحطب
نعم أميل لهاتيك الديار ولو = أصبحت فيها عديم المال والنسب
أحبها وأحب القاطنين بها = وإن جفوني بلا ذنب ولا سبب
أما وحرمة ما في البحر من سمك = وما حوى الحوت من رأس ومن ذنب
ما النيل عندي سوى نيل الترشف من = ماء " العصيلي " إذا ما صب في القرب
شوقي إلى "القاد " في الأحشاء يوقد من = نار اشتياقي إلى " منجارة " العرب
ومهجتي في رصيف " البنط " ما برحت = رهينة لم تحل عنه ولم تغب
وصورة " الصور " في الأحشاء صورها = قلبي و " حلة عبس " غاية الطلب
وفي " الخريق " فؤادي ضاع وآسفي =على الخريق بذاك الحي في لهب
قد شاب رأسي ولو إني نظرت إلى = " باب الشبيبي " لكان الرأس لم يشب
أهوى الوقوف لدى " باب الحديد " لكي = أرى مصابيح " سوق الليل " كالشهب
في " رقعة السمن " لي قصد ولي غرض= وعند "سوق الفواتي " منتهى أربي
يا فوز من كان موجودا هناك إذا = قام الحراج وصار البيع في الرطب
والمشترون له حازوه وانقلبوا = بنعمة في الفواتي خير منقلب
ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى= قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
من ذا يلوم على شوقي إلى بلد =العيش في غيره للقلب لم يطب
ما عاقني عن رجوعي في أماكنها= إلا تراكم أحزاني بموت أبي
ما بال دهري إذا ما رمت نجدته = في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
من لي برد أويقات لنا سلفت = في ينبع الخير والآمال والأدب
خير البلاد وأرجاها وأقربها = نفعا وأرجحها كسبا لمكتسب
وكيف لا وهي من دون البلاد غدت = بابا لبلدة طه المصطفى العربي
أرجو وآمل أن الله يجعلني = فيها مقيما مدى الأيام والحقب[/poem]

[align=right]العصيلي ماء خارج ينبع أما الآن فإنه من أكبرأحياء ينبع
القاد ، والمنجارة ، الصور ، حلة عبس ، الخريق كلها أحياء قديمة في ينبع
رصيف البنط : الميناء
باب الشبيبي : صهريج قديم لخزن مياه المطر في ينبع
باب الحديد : شارع قديم بينبع
رقعة السمن : موضع في السوق يباع فيه السمن والعسل
سوق الفواتي : موضع في السوق يباع فيه الرطب[/align]

المجاديف

المجداف الأول
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

لي بجرعاء " ينبع البحر " قلب = فارق الجسم يوم حان الرحيل
اسألوا أهل " ينبع البحر " عنه= هو حي بأرضهم أم قتيل[/poem]

المجداف الثاني
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

لا رعى الله مركبا حملتني = من ربا " ينبع " لأرض الصعيد
لو تملكتها لقلت ذروها = إنها مستحقة للوقود[/poem]

المجداف الثالث
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

ياغزالا بات يوقدني = في لظى هجري وإبعادي
كيف تسعى في هلاك فتى = وهو محسوب " ابن عواد "[/poem]

المجداف الرابع
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
مد من أرض الصعيد يدا = تبتغي من " ينبع " رطبا
فاجتنى من حيث ما طلبت = نفسه واستدرك الطلبا[/poem]

المجداف الخامس
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
خرجنا نبتغي التمرة = بذاك الحي والوادي
ولما أن نظرناها = أكلنا ألف مجلاد[/poem]

المجداف السادس
[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
من عاش في كنف " ابن عواد " رقى = أوج الكمال وعاش في عيش الهنا
ما في الورى شخص فقير أمه = إلا وبعد الفقر أصبح في غنى [/poem]


[align=right]ابن عواد : هو إبراهيم عواد باشا والي ينبع في عهد العثمانيين[/align]


[align=justify]هذه القصائد (السفينة والقطيرة والمجاديف ) تعمدت أن أضعها في المقدمة لأن لها قصة سيأتي ذكرها لاحقا ولكن الملاحظ أن الشوق إلى ينبع والرغبة في العودة إليها هي المشاعر المسيطرة على هذه القصائد ويظهر الشوق جارفا يهز كيان الشاعر في كل أبيات القصائد تقريبا وهو يصف ويتذكر ويتحسر ويقول بحرارة وصدق :[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
هي البلدة المشتاق قلبي لمن بها= ويحلو لسمعي ذكرها طيب النشر
أميل لمن فيها بقلب تقلبت= حشاشته من لوعة الشـوق في الجمر
وإن ذكرت يومًا أهيم بذكرها= وأسقى وهاد الأرض بالأدمع الحمر
وقد لامني قومي إذا قمت في الدجى= أئـن كما أنّ الأسيرُ من الأسر[/poem]

[align=justify]و حتى عندما يرد على من يقول له استبدل بينبع مصر بلد العناب والعنب والتين والرمان والقصب .. تصل به المبالغة في الحب مداها ويدعوهم إلى الاستغفار وكأنهم يدعونه إلى الكفر !![/align]

[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
يقولون أقطار الحجاز بعيدة = فإن شئت فاستبدل بها قطرنا المصري
فقلت أما تستغفرون إلهكم = أمن بعد إيماني أميل إلى الكفر؟[/poem]

[align=justify]بل أنه في المجداف الثاني بدا حانقا على المركب التي حملته من ينبع إلى مصر وتمنى أن تحترق قبل أن تغادر أرض ينبع[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
لا رعى الله مركبا حملتني = من ربا " ينبع " لأرض الصعيد
لو تملكتها لقلت ذروها = إنها مستحقة للوقود[/poem]


[align=justify]أخي مهندس شكري حجازي / شكرا لك على التفاعل والإثراء .. ولكن الشاعر لم يعد إلى ينبع بعد خروجه منها وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا [/align]



في الحلقة القادمة نماذج أخرى
[/dci]