تضارب حول سقوط سيارة في بحيرة الأربعين ووفاة ركابها
محمد حضاض، إبراهيم علوي ـ جدة
تواصل فرق حرس الحدود، فجر اليوم البحث عن سيارة يشتبه في سقوطها داخل بحيرة الأربعين، بعد أن أوقفت البحث البارحة، الذي استمر أكثر من 16 ساعة متواصلة، ولم تتأكد خلالها من وجود السيارة أو عدمه. واستعانت فرق الإنقاذ بجهاز البحث المغناطيسي الذي يمكنه البحث عن القطع الحديدية في مسافة الـ 40 مترا، والذي لم يتعرف على مكان وجود السيارة حتى ساعة إيقاف عملية البحث وانطلقت منه أكثر من مرة صافرات إنذار بوجود أجسام معدنية، تبين أنها لقطع حديدية عادية، ولأجزاء من سيارات لا علاقة لها بالحادث. وكانت الشكوك حول وجود سيارة من عدمه تصاعدت عصر أمس، بعد أن عجزت فرق الإنقاذ والغواصين من الوصول إلى أي حطام للسيارة مع تأكيد سائق السيارة (لكزس) الذي هرب من الموقع على عدم وجود طرف آخر في الحادث، إضافة إلى نفيه وجود عمود الدوران الخاص بسيارته (جيربوكس) واحتمالية سقوطه في المياه، إلا أن شاهد العيان المبلغ عن الحادث عاد مرة أخرى إلى الموقع برفقة مدير مرور جدة العقيد محمد القحطاني، وأكد رؤيته لسيارة أخرى كان يقودها شابان في متوسط العمر، سقطت من أعلى الجسر في قلب البحيرة بعد اصطدامها بالسيارة الأخرى.
من جهته، كشف لـ «عكاظ» مصدر مطلع في حرس الحدود أن «الشكوك تحوم حول الفوهة الموجودة في داخل البحيرة التي تتسع لسيارة كاملة، إذ لم يستطع الغواصون النزول إليها؛ نظرا للخطورة الشديدة، ويرجح أن تكون قد تكونت تلك الفوهة إثر سقوط السيارة». واوضحت الشرطة على لسان المتحدث الرسمي بالإنابة الملازم نواف البوق انه لا يمكن الجزم بسقوط السيارة حتى تنتهي التحقيقات. ورجحت مصادر طبية وفاة كل ركاب السيارة، وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن السيارة سقطت عقب مطاردة مثيرة بين سيارتين عند السادسة والنصف فجرا، بدأت من الكورنيش الجنوبي حتى جسر البحيرة، حيث اصطدمتا ببعضهما البعض، وهوت السيارة التي تقل النساء من فوق الجسر بشكل رأسي في البحيرة، ولم تتوقف إلا بعد أن اخترقت ستة أمتار من الطين المتراكم في القاع، وهرب سائق السيارة الأخرى من الموقع إلى منزله، ولكن الشرطة تعقبته، وتمكنت من القبض عليه عند العاشرة والنصف صباحا، وعادت به إلى الموقع، وشرح كيفية وقوع الحادث. واستنفرت وحدات حرس الحدود في جدة كافة أجهزتها لإخراج السيارة، وانتشرت في الموقع فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني، فرق الهلال الأحمر، الشرطة، الدوريات الأمنية، صحة جدة، والمرور.
وقال الناطق الإعلامي لحرس الحدود في جدة المقدم صالح الشهري: إن الحادث وقع فوق الجسر الذي يعلو البحيرة بين سيارتين، اصطدمت إحداهما بالأخرى في حدود السادسة والنصف صباحا، وتضررت إحداهما كثيرا فأوقفها صاحبها وغادر، فيما لم يتم العثور على السيارة الأخرى، وبعد البحث عن السائق المترجل عن سيارته، تم التوصل إليه في حدود العاشرة والنصف صباحاً، وأشار إلى أنه اصطدم بالسيارة الأخرى، وتسبب في إسقاطها من فوق الجسر نحو البحيرة، وهو ما استدعى استنفار الطاقات وإبلاغ غرفة العمليات التابعة لحرس الحدود.
وتوافدت الأجهزة الأمنية من كافة القطاعات إلى المكان، إذ تم إنزال الغواصين، جابت القطع البحرية الموقع بحثا عن السائق ومن معه ـ
وبذل رجال حرس الحدود جهودا في سبيل انتشال السيارة بالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني من الموقع الذي سبق أن شهد ثلاثة حوادث سقوط خلال السنتين الماضيتين. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا الجهات الأمنية تبحث عن السيارة، مشيرين إلى سقوط سيارة في الموقع نفسه منذ أشهر قليلة، وراح ضحيتها قائد المركبة.
وأوضح مدير إدارة الطوارئ والسلامة والأمن الدكتور محمد باجبير إلى أن هناك فريقا طبيا باشر الموقع يتكون من أطباء وفني إفاقة وتنفس وكادر تمريضي.
المفضلات