قَالَ الْمُؤَلِف ابْنُ غُنَيْم الْمَرْوَانِيُّ الجُهَنِيّ :
وَقَدْ نَظَّمَتُ قَصِيدَةٍ طَوِيلَه؛ جَمَعْتُ فِيهَا تَارِيخ جُهَيْنَةَ وَفَضَائِلِهَا فِي جُيُوشُ الْفُتُوحَاتِ الْإِسْلَامِيّةِ وَتَحْقِيق الِانْتِصَارَاتِ الْبَاهِرَةِ؛ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ اِخْتِصَار مَا يَقْرُبُ مِنْ ثَلَاثَة آلَاف سَنَةٍ مِنْ عُمّر هَذِهِ الْقَبِيلَة الْعَرِيْقَةِ؛ وَهِيَ لِمَنْ رَامَ التَّطَلُّعَ عَلَى نَسَبِ وَحَسَبَ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ مُنْذُ أَيّامِهَا فِي الْجَاهِلِيّةِ فََالْإِسْلَامِ حَتّى يَوْمِنَا الْحَاضِر؛ وَهِيَ كَامِلَةً فِي كِتَابِي « أَشْعَارُ جُهَيْنَةَ وَأَيَّامِهَا » وَأَنَا لَا أَقْرِضُ الشّعْر إلّا هَيّنا؛ وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ مِنْ أَبْيَاتٍ جَاءَتْ مِنْ فَرْطِ حُزْنِي إلَى مَا صَارَ إلَيْهِ حَال الْمُسْلِمُونَ وَالْعَرَبُ مِنْ هَوَانٍ؛ وَذَلِكَ عِنْدَمَا اِنْغَمَسُوا فِي اللّهْوُ وَتَنَكَبُوا جَادّةِ أَسْلَافِهِمْ الْأَوَائِلِ؛ فَأَصْبَحُوا بَعْدَ السِّيَادَةِ وَالرّيَاسَةِ عَالَةٌ عَلَى الْأُمَمِ يَتَدَاعَوْنَ عَلَيْهَا مِنْ كُلّ حَدَبٍ وَصَوب؛ فَمِمّا قُلْنَاهُ وَنَظَمْنَاه :
قَالَ ابْنُ الْغُنَيْم :
لَقَدْ عَلِمَتْ شُوْسُ جُهَيْنَةَ بِأَنّنِي ........ حَمِيْداً لَدَى النّائِبَاتِ لاَ ارْتَاعْ
فَإِنْ كُنْت مُسَائِلاً عَنْ نَسَبِي ......... فَدُونَك التّارِيخُ وَالْأَيّام بِغَيْرِ نِزَاعْ
بِأَنّا سَقَيْنَا أَرْضَ بَدْرًا بِدِمَانَا ........ إذْ الْكُمَاةُ تَفْرِي تِلْكَ الْبِقَاعْ
فَكَمْ مِنْ مُجَدّلٍ وَصَرِيعٌ بَيْنَنَا ........ بِحَرْبٍ سَعِيرُهَا يَهُولُ اللُكَاعْ
فَنَحْنُ لَعَمْرُك قَوْمَاً بَنَى اللّهُ مَجْدَنَا ...... فَفِي الصَّحَائِفُ آيَاتِنَا تَقْرَعُ الْأَسْمَاعْ
وَنَحْنُ أَنْصَارُ النّبِيّ مُحَمّداً......... بِأَسْيَافِنَا نُخَضِبَهَا بِالْهَامَ وَالأَجْزَاعْ
فَلِلّهِ دَرُنَا إذَا مَا الْخَيْلُ تَجَاوَلَت ....... أَلْفَيْتَ رَايَاتِنَا بِالْعَجَاجَةِ فَوْقَ الشّعَاعْ
لُيُوث هَيْجَاء مِنْ أَرُومَةِ حِمْيَرَ ....... طِوَالُ الرّمَاحِ مَدَاعِيْسٌ جِيَاعْ
إذَا مَا أَرْعَدْت الْكَتَائِبُ حَسَبْتَنَا ....... شِوَاضُ نَارٍ بَارِقَةً تَقَصّفُ بِقَعْقَاعْ
فَمَنْ مُبَلّغٌ عَنّي بَنِي الْجَهَالَةِ بِأَنّنَا ........ قَوْمًا تَشْهَدُ لَهُمْ الْأَبَاطِحُ وَالْتِلاَعْ
فَسَائِلْ عَنّا عُلُوجَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ...... وَكَيْفَ رَقَصَتْ خَيْلُنَا بِتِلْكَ الأًصْقَاعْ
جَلَبْنَاهَا مُضْمَرَةً بِأَرْسَانِهَا ........ يَقُودُهَا مَسَاعِيرُ الْوَغَى بِالْمِرِبَاعْ
حَمَيْنَا بِهَا الْإِسْلَامُ وَدِيَارَنَا ........ وَنَحِزُ بِصَهِيْلِهَا الْأَعَادِي يَوْمَ الْقِرَاعْ


[/QUOTE]