سياسة سابك لخفض سعر الحديد كانت لعبةً نُفذت بحبكة سياسية مُتقنه
وبعد أن نجحت في نيل مُرادها عادت لرفع الأسعار من جديد والقادم مُذهل .

كلامي ليس مجرد قذف تُهم باطلة بدون أدلة ولكم أحبتي شرحٌ بسيط يُفسّر هذا الإنخفاض
والإرتفاع الغير مُستغرب .

السبب في خفض سعر الحديد سابقاً ليس حُباً بالمستهلكين الضعفاء طبعاً بل هو تجاريٌ بحت
فقد خفضّّت سعر الحديد لدفع المصانع الخارجيه مثل التركية والصينية للإفلاس وقد يكون كلامي
غريباً ويسألني سائلٌ مادخل سابك في إفلاسها فلا بد لي من التوضيح .

صناعة الحديد تعتمد على عنصرين أساسيين يحددان تكلفة المنتج :
الأول هو الطاقة التي تُستخدم لصهر الحديد وتشكيله والثاني هو المواد الخام أو الخردة
وهذا الأخير إنخفض سعره في السوق بشكل كبير نظراً لإنخفاض الطلب العالمي.

وبهذا بقيت الطاقة كعامل مُهم لتحديد كلفة الإنتاج ، وقد لايعلم المستهلك الضعيف بأن شركات
سابك كُلها تحصل على الغاز كمصدر أساسي للطاقة من شركة أرامكو بسعر لايكاد يصدق
وهو ثلاث أرباع الدولار لكل مليون وحدة طاقة قياسية.
وبهذا تحصل سابك على ميزة الربحية حتى عندما أسعار البيع متدنية جداً، ويقابلها
في الجهة الأخرى الشركات الخارجية التي تشتري الغاز بأضعاف هذا السعر وتُحدد سعر
إنتاجها بهذا السعر مما يتركها أمام خيارين :
إما البيع بخسارة أو بهامش ربحيّ متدني جداً مثل مصانع الصين ذات اليد العاملة الرخيصة
أو إعلان إفلاسها وإغلاق المصانع .

وبهذا تكون سابك مُتحكمةً بسعر الحديد عالمياً على المدى الطويل ومن ثم تستطيع
التحكم بسعر الحديد من جديد وهانحن نراها ترفع السعر بـ 155 ريال للطن ولا أخفيكم
تخوفي من زيادات متتالية تُعيدنا للأسعار المجنونة للحديد .

لماذا لايكون لسابك أسعارٌ موحدة داخلياً كما تفعل أرامكو بأسعار البنزين والديزل ..؟؟
أليس جشعاً أن تأخذ الغاز بسعرٍ زهيد من هذا الوطن وتعود وتسلخ ظهور المواطنين
بهذه الأسعار الجنونية .

أتمنى أن تصل هذه اللعبة للمجتمع ونرى حملةً شعبية لمقاطعة سابك نظيراً لشجعها
وإستغلالها لمُقدرات الوطن بطريقةٍ سلبية وجشعة .