وَمِمّا جَاءَ عِنْدَ الْنّسّابَةُ اللُّغَوِيّ أَبُو عَلِيّ زَكَرِيّا بْن هَارُون الْهَجَرِيُّ؛ فِي كِتَابِهِ « التَّعْلِيقَات وَالنَّوَادِر » :
الْعَلَاء بْن مُوسَى اَلْجُهَنِيَّ:
أَنْشَدَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الْكَرِيم كَعْبيٌ؛ وَالنَّهْدِيُّ؛ وَالْفَزَارِيُّ؛ لِلْعَلَاءِ بْن مُوسَى اَلْجُهَنِيَّ :

أَتَعْرِفُ دَاراً بَيْنَ رَضْمٍ وَأَمْهُدٍ ..... لَمِيٍّ تعَفَّتْ غَيْرَ نَيٍّ وَمَسْجِدِ
وَغَيْرَ ثَلاَثٍ يَصْطَلْنَ كَأَنَّمَا ....... عَلَيْهِنَّ رَدْعٌ مِنْ خِضَابٍ مُرَدَّدِ
وَقَفَتْ عَلَيْهَا الَّنضْوَ أَنْشُدُ أَهْلَهَا ..... مَنَازِلَ قَفْرٍ لَيْسَ مِنْهَا بِمَنْشَدِ
بِهَا عَاجَ عُوَّادِيْ عَلَيَّ وَعَادَنِي ..... على النَّايِ مِنْ ذكْرَاكِ يَامَيَّ عُوَّدِي
فَهَلْ لَيْلَةُ الْقَوَّيْنِ رَاجِعَةٌ لَنَا ..... وَأًنْتِ لأُخْرَى مِثْلِهَا الْدَّهْرَ تَهْتَدِي
بِهَا رُمْتُ نَفْسِي أَنْ أُجَاهِرَ مُعْلِناً ..... عُيُونَ اَلْعُدَى لَمَّا حَوَوا كُلَّ مَرْصَدِ
فَلَمَّا هَدَا جَرْسُ الأَنِيْسِ وَلَمْ يَكَدْ ..... وَأَفَنَيْتُ بَاقِي لَيْلَتِي بِالتَّكَيُّدِ
بَدَرْتُ انْسِلاَلَ السَّيْدِ مِنْ تَحْتِ غَابَةٍ ..... هَدَا الْجَرْسُ عَنْهُ فَانْبَرَى نَحْوَ مَوْرِدِ
وَأَحْلِفُ مَاأَدْرِي مَعَ الْخَوْفِ وَالْعُدَا ..... أَتَنْجَحُ أَمْ لاَحَاجَةُ الْمُتَكَيَّدِ
وَإِلاَّ هُجُودَ الأمِنِيْنَ لِغِرَّةٍ ..... يُصَادِفُ سَارِي اللَّيْلِ أَمْ غَيْرَ هُجَّدِ
فَلَمَّا دَنَا مِنَّي الرَّوَاقُ وَدُوْنَهُ ..... سُتُورٌ وَفَوْدَا ذِيْ كُسُوْرٍ مُمَدَّدِ
إِلَى مِثْلِ قَرْنِ الشَّمْسِ يَوْمَ دُجُنَّةٍ ..... بَدَتْ بَدْوَةً مِنْ فَرْجَةٍ لم تَرَبَّدِ
هَدَانِيْ إِلَيْهَا رِيْحُ مِسْكٍ تَلَبَّخَتْ ..... بِهِ فِي دُخَانِ المَنْدِليَّ المُقَصَّدِ
فَلَمَّا رَأَتْنِي مُخْطِراً شَوْكَةَ الْعُدَى ..... رَدَى النَّفْسِ مُجْتَاباً إِلَى غَيْرِ مَوْعِدِ
جَلَتْ دَاجِيَ الظَلْمَاءِ مِنْهَا بِسُنَّةٍ ..... وَنَحْرٍ مَشِيْبٍ لَوْنُهُ بِالزَّبَرْجَدِ
وَبِالشَّذْرِ مَسْبُوكاًَ كَأَنَّ الْتِهَابَهُ ..... تَلْهُّبَ حُمْرِ الْفَرْقَدِ الْمُتَوَقّدِ
وَقَالَتْ أَجْرَنَا مِنْكَ وَالعِرْضُ وَافِرٌ ..... مَقَالةَ مَغْصُوْبِ الْمَقَالَةِ مُوْحَدِ
فَقُلْتُ نَعَمْ إِلاَّ لِمَاماً بِمَبْسَمٍ ..... نَقِيّ وَأَنَّي لا أُبَرَّيْكِ مِنْ يَدِي
وَقُلْتُ اجْعَلِيْهَا لَيْلَةً غَابَ شَرُّهَا ..... عَلَيْنَا وَلَوْ أَيْقَنْتِ بِالْمَوْتِ مِنْ غَدِ
فَقَالَتْ علَى اسْمِ اللهِ أَمْرُكَ طَاعَةٌ ..... وإِن كُنْتُ قَدْ عُوَّدْتُّ مَالَمْ أُعَوَّدِ
وَجَاءَتْ كَسَلَّ السَّيْفِ لَومَرَّ مَشْيُهَا ..... عَلَى الْبَيْضِ أَضْحَى سَالمِاً لَمْ يُخَضَّدِ
فَبِتْنَا مَعاً جَارَا عَدُوٍّ مُجَاوِرٍ ......... بِلَيْلَةٍ طَلٍّ مِنْ تِمَامٍ وَأَسْعُدٍ
وَبِتْنَا وَبَاتَ الطَلُّ فَوْقَ ثِيَابِنَا ..... وَمَنْ يَقْتَنِصْنَا آخِرَ اللَّيْلِ يَصْطَدِ
وَبِتْنَا وَلاَ نَكْذِبْكَ لَوْ دَامَ لَيْلُنَا ..... إِلَى الْحَوْلِ لم نَمْلَلْ وَقُلْنَا لَهُ ازْدَدِ
نَذُود النُفُوْسَ الصَّادِيَاتِ عَنِ الهَوَى ..... ذِيَاداً وَنَسْقِيْهِنَّ سَقْيَ المُصَرّدِ
فَلَمَّا بَدَا ضَوْءُ الصَّبَاحِ وَرَاعَنَا ..... مَعَ الصُّبْحِ صَوْتُ الْهَاتِفِ الْمُتَشهَّدِ
جَهَضْنَا بِشَخْصٍ وَاحِدٍ فِيْ عُيُونِهِمِ ..... نَطَا فِيْ حَوَاشٍ مِنْ مُعَضَّدِ
إِلَى جُنَّةٍ مِنْهُمْ وَسَلَّمْتُ غَادِياً ..... عَلَيْهَا سَلاَمَ الْبَاكِرِ المُتَزَوَّدِ
وَوَلَّتْ فِي اغْبَاشِ الدُّجَى مُرْجَحِنَّةً ..... تَأَطُّرَ غُصْنِ الخِرْوَعِ الْمُتَأَيَّدِ
..... لِعَجْلَى بِالْفَلا يَوْمَ عَنْوَةٍ ..... وَلي بَيْنَ حِنْوَى ذِيْ نَقِيضٍ مُفَنَّدِ
أَلاَ لاَ أُبَالِيْ مَا أَجَنَّتْ صُدُورُهُم ..... إِذَا بِتُّ مِنْهَا بَيْنَ طَوْقٍ وَمِعْضَدِ

قَالَ الْمُؤَلِف ابْن غُنَيْم الْمَرْوَنِيَّ - عَفَا اللّهُ عَنْهُ وَعَنْ وَالدِّيَه - :
وَلِي أَبْيَاتٌ لَيْسَتْ بِالطَّوِيلَةِ؛ قُلْتهَا فِي رِثَاء شَيْخِي وَوَالِدِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَعَالَى؛ عِنْدَمَا وَقَفْتُ عَلَى قَبْرِهِ بِبَقِيعُ الْغَرْقَدِ وَأَرْضِ الْعَوَالِي تُطِلُّ مِنْ أَمَامِي؛ فَقُلْت :
حَنَّ قُبَاءَ وَصَاحَ الْعَوَالِيَّ فَوْقَ ثَرَاكْ ..... وَاهتَزّتْ شَوامِخُ رَضْوَىَ يَوْمَ فُقْدَاكْ
وَهَوَى لِلْعِلْمِ حِينَهَا قُطْبٌ مِنْ الأَفْلاَكْ ..... وَرَثَاكَ الْجُودُ يَا أَبَتَاهُ وَقَدْ عزَاكْ

إِلَى آخِرِ مَا قُلْنَا مِنْ الْأَبْيَاتِ الْمُتَقَدّمَةَ .
.

[/QUOTE]