السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح مسلم بشرح النووي، الإصدار 2.01
للإمام محي الدين بن شرف النووي.
*** وجدت في: الجزء السادس عشر.
كتاب البر والصلة والآداب.
-48- باب تقديم برّ الوالدين على التطوع بالصلاة، وغيرها.
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَجَاءتْ أُمُّهُ.
قَالَ حُمَيْدٌ: فَوَصَفَ لَنَا أَبُو رَافِعٍ صِفَةَ أَبِي هُرَيْرَةَ لِصِفَةِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَّهُ حِينَ دَعَتْهُ، كَيْفَ جَعَلَتْ كَفَّهَا فَوْقَ حَاجِبِهَا، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ.
فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، كَلِّمْنِي، فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي.
فَقَالَ: اللَّهُمَّ، أُمِّي وَصَلاَتِي، فَاخْتَارَ صَلاَتَهُ، فَرَجَعَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَةِ.
فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي.
قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاَتِي، فَاخْتَارَ صَلاَتَهُ.
فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ، وَهُو ابْنِي، وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللَّهُمَّ فَلاَ تُمِتْهُ حَتَّىَ تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ.
قَالَ: وَلَو دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ.
قَالَ: وَكَانَ رَاعِي ضَأْنٍ يَأْوِي إِلَىَ دَيْرِهِ.
قَالَ: فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلاَماً.
فَقِيلَ لَهَا: مَا هَذَا؟
قَالَتْ: مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ.
قَالَ: فَجَاؤوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَنَادَوْهُ فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ.
قَالَ: فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَلَمَّا رَأَىَ ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ.
فَقَالُوا لَهُ: سَلْ هَذِهِ.
قَالَ: فَتَبَسَّمَ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ.
فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟
قَالَ: أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ.
فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ قَالَوا: نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَاباً كَمَا كَانَ، ثُمَّ عَلاَهُ.
المفضلات