أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 12 من 15

مشاهدة المواضيع

  1. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المدينة المنورة
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    19

    رد: ينبع في مذكرات الرحالة الأوربيين من سنة 1230هـ إلى سنة 1270هـ

    [align=justify]3- شارل ديديه: زار ينبع في طريقه إلى جدة سنة 1270هـ وقال عنها: [/align]

    [align=justify] (( كانت الأمسية الهادئة والليلية الجميلة تنبئان أن البحر سيكون هادئاً في اليوم التالي، وقد حصل ذلك بالفعل إبان فترة الصباح كلها. أما البحارة الذين لم يكن لديهم منذ غادرنا السويس ما يفعلونه تقريباً، فقد بدؤوا بالتجديف الذي كان يترافق لشحذ الهمم بغناء رتيب وحزين، لم أحفظ منه إلا الكلمة الأولى، يا سيدي، لأنها كانت تردد كثيراً، وعلى الدوام بالتنغيم نفسه. يقوم البحارة، شأنهم شأن العرب كلهم، بكل أعمالهم على وقع الغناء، فهم، سواء كانوا ينشرون الأشرعة أم يطوونها، وسواء كانوا يلقون المرساة أم يرفعونها، يغنون معاً لزيادة السرعة والعمل بتوافق، وإن لكل مناورة نصها الغنائي الخاص، ولكن ذلك لم يكن ليمنع من تنفيذ المناورة بكثير من الاضطراب والبطء. لكن الهدوء لم يستمر على كل الأحوال طويلاً؛ إذ هَب بعد عدة ساعات هواء الشمال، الذي يهب لمدة تسعة أشهر في السنة على البحر الأحمر، والذي يسهم في سرعة الإبحار، مما جعلنا نصل عند الظهيرة إلى ينبع.

    إن ينبع ميناء المدينة المنورة، تبعد عنها مسيرة خمسة أيام إلى الشرق، وميناؤها واسع، وآمن جداً، لأنه محمي بجزيرة العباسي، ويغشاه الناس كثيراً. إن السفن التي تذهب من السويس إلى جدة، ومن جدة إلى السويس، تلقى مراسيها كلها فيه، وهناك رحلات تكاد تكون يومية مع القصير، وهي مدينة بحرية صغيرة تقع في الأراضي المصرية، وتصل البحر الأحمر بالنيل عن طريق قنا.

    ينبع مدينة ذات أهمية ضئيلة، سيئة العمارة، تكاد تكون مقفرة، ومحاطة بسور مهدم في كثير من المواضع، يوشك أن يسقط في كل أجزائه، ومحصن بأبراج هي في حالة تشبه حالة السور سوءاً. ويقسم خور الخليج المدينة إلى قسمين غير متساوين، ويشكل أصغر القسمين ما يشبه الربض (الضاحية) تسمى القعد ويسكنها البحارة. وأن سوق ينبع كثير السلع، ويباع فيها التمر ذو النوعية الجيدة؛ وإن تمور المدينة مشتهرة بأنها أفضل تمور العالم. والتمر هو الغذاء المفضل لدى البدو، وهم يطعمونه أحصنتهم أيضاً.

    لقد قمت بجولة طويلة عبر شوارعها، ولكنني لم أستفد من ذلك شيئاً ذا بال. رأيت عدداً من البيوت الخربة التي لا يكلف الناس أنفسهم، كما هي العادة في البلاد الإسلامية، عناء إصلاحها أو إزالة أنقاضها التي تضفي على تلك المدن المهدمة هيئة كئيبة.

    كان فوق بعض الأبواب نقوش محفورة في الحائط، ومخصصة لدفع شر العين الشريرة، وبينما كنت مشغولاً بالنظر إلى أحد تلك النقوش الخرافية محاولاً تفسيره، أطلت إحدى العجائز برأسها، وبدا أنها تظن أنني لم آت إلى هنا إلا بقصد إصابة منزلها بالعين؛ لذلك نظرت إليَّ نظرة ملؤها الحقد والخوف والرعب، حتى إنني كنت سأصُعق لو كانت النية تكفي لذلك.

    كان حمالة القاهرة ينزعجون عندما كنت أتوقف أمام البيوت التي كانت أبوابها أو شرفاتها تلفت نظري، وقد جر عليَّ فضولي الكثير من لعناتهم، أما في ينبع فقد رأيت مشهداً معاكساً لذلك المشهد الصامت مع العجوز، كان هناك فريق من الأولاد، وكانوا عراة، وأكبرهم لا يتجاوز الرابعة من عمره، وكانوا يقيمون حفلة صاخبة لم يقطعها وجودي بينهم. كان أحد الأولاد يقرع بضربات مزدوجة على دربوكة أكبر منه، وكان الآخرون يرقصون وقد تحلقوا وسط الغبار.

    إن الدربوكة المستخدمة في مثل هذه الحفلات هي عبارة عن صحيفة مجوفة، بيضوية الشكل أكثر منها دائرية، مصنوعة من الطين الخشن الذي مدوا فوقه رقعة من الجلد. وإن هذه الآلة البدائية هي المرافق الذي لا يمكن الاستغناء عنه، ووجودها أساسي في كل الحفلات العربية، نسمع صوتها في كل مكان، لقد سبق لي أن سمعتها في أثناء اليوم على متن مركب محلي عائد من القصير، وقد خرج أقارب القادمين الجدد وأصدقاؤهم للاحتفال بعودتهم احتفالاً عامراً يستمر طوال النهار.

    لقد ابتليت ينبع بأعداد هائلة من الذباب، يغزو كل شيء، أماكن البيع، والبيوت والمساجد، ويصل إلى المراكب التي ترسو في الميناء، ويكثر في السوق على وجه الخصوص، حتى إن السوق يكتسي باللون الأسود، يهجم على الطعام والشراب والأشخاص. ويكثر الذباب في البلاد التي تنتج التمر؛ لأن كل ما هو حلو المذاق يجذبه، ولكن أشجار النخيل بعيدة عن المدينة، ولا يمكن القول إنها سبب مثل هذا الغزو؛ وينبغي البحث عن سبب آخر، وإن سألت السكان الأصليين فإنهم يجيبونك جادين، وهم يعتقدون ذلك، أن ملك الذباب وملكته يسكنان في ينبع، وأن الذباب يأتي من كل أنحاء العالم ليؤدي لهما فروض الطاعة.

    ليس في المدينة إلا بئر واحدة، ماؤها أجاج، والناس مجبرون للحصول على مياه الشرب على حفظ ماء المطر وسيول الشتاء في خزانات تم بناؤها لهذه الغاية، وعندما ينقصهم الماء، فإن عليهم الذهاب بعيداً جداً للبحث عنه في آبار عسيلية ما يجعل ثمنه مرتفعاً جداً. وليس في داخل المدينة إلا شجرة أو شجرتان من النخيل منفردتان أمام المسجد، وليس هناك أكثر من ذلك خارجها. وقد خرجت من باب المدينة المنورة للقيام بجولة في الريف فلم أر شجرة واحدة، ولم أكشف إلا الصحراء العقيمة التي تمتد قاحلة وعارية من البحر إلى الجبال. ولا نجد بعض المزروعات والمساحات الخضراء إلا على بعد ست أو سبع ساعات من المسير، وذلك في ينبع النخل؛ وهي تقع في واد كبير مزروع بنخيل التمر والقمح، ويملك فيها السكان الأغنياء حدائق ومنازل ريفية، يذهبون إليها على الحمير لأنه ليس فيها إلا عدد قليل من الخيول، ويقضون فيها شهراً في السنة إبان موسم التمر.

    إن في ذلك الوادي الواقع أسفل الجبال عدداً من القرى يقارب اثنتي عشرة قرية، بيوتها مبنية من الحجارة، وهي إن صح التعبير، أحسن بناء من بيوت المدينة نفسها، ولكن ليس بدرجة كبيرة، ويسكن في إحدى تلك القرى كبير مشايخ قبيلة جهينة الكبيرة، والتي ينتمي إليها سكان ينبع. لقد ظلت قبيلة جهينة متمسكة بالبداوة، مع أنها كانت تسكن المدينة، لقد حافظت على زي جيرانها في الصحراء، مع أنها أصبحت مستقرة، ويتكون زي الصحراء من ثوب من الكتان، أو الحرير، حسب الحالة المادية لصاحبه، مشدود إلى الخصر بحزام من الجلد، وفوق الثوب عباءة بيضاء فضفاضة على الجسد قصيرة الأكمام. وأما الرأس فهو مغطى بكَفَّيَة؛ وهي منديل من القطن المصبوغ باللون الأحمر، أطرافه موشاة بالحرير الأصفر، وتسقط أطرافها المزدانة بالأهداب على الكتفين، ويمسكها على الرأس حبل من صوف الإبل يسمى عقال، وهو ملفوف عدة لفات حول الرأس. ويحمل الرجال أسلحة مخفية، وفي أيديهم عوضاً عن الخيزرانة هرواة تكفي ضربة واحدة منها لأن تصرع ثوراً.

    إن سكان ينبع بدو في ملابسهم، وهم بدو في عاداتهم الخاصة أيضاً، باستثناء أنهم يعملون مختارين بالتجارة والملاحة، وهم يذهبون يومياً لهذا الغرض إلى القصير والسويس. إنهم مهربون بارعون، وبطريقة علنية غالباً، وهم في نزاع دائم مع رجال الجمارك الأتراك. لقد انتشر صيتهم في الحجاز كله بحسن الأخلاق، مما يميزهم من سكان المدن المقدسة، التي انحدرت فيها القيم الأخلاقية وخصوصاً في مكة المكرمة.

    إنهم يحتقرون أي عمل يدوي، وأي وظيفة خدمية، ولا يرضى أحد منهم أن يكون خادماً، ولكنهم في مقابل ذلك اشتهروا بخشونة طباعهم، وأنهم يسلكون في بعض الأحيان سلوكاً فظاً. إن كل ما أستطيع قوله عبر تجربتي أنني وجدت حظهم من المدينة قليل، ولكنني لم أتعرض لأي إهانة منهم. وإذا حكمنا عليهم من خلال عاداتهم فيمكن القول إنهم كثيروا التطير، فقد كانوا عندما بلغ انتشار الطاعون ذروته في ينبع، يطوفون أحياء المدينة، وهم يقودون جملاً، لكي يحمَّلوه الوباء كله ويركزونه عليه، ثم يذبحونه في مكان مخصص، وهم يتخيلون أنهم بقتله إنما يقتلون في الوقت نفسه انتشار الوباء.

    وبعد أن جبت المدينة في كل الاتجاهات، ولما كنت لا أود الإبحار ثانية إلا عند غروب الشمس فإنني بانتظار حلول موعد الإبحار استقر بي المطاف على باب أحد المقاهي الواقعة في أكثر شوارع المدينة سكاناً، وبالقرب من المسجد، وقد سنحت لي بذلك الفرصة لأرى أمام عيني، خلال عدة ساعات مرور كل السكان الذكور؛ ولم أر أية امرأة.

    في البدء هاهم المؤمنين يذهبون إلى صلاة العصر في المسجد المجاور، ثم يأتي بعد ذلك الغواصون الذين طالما ألحوا عليَّ، وبأدب جم، لأزور أماكن غوصهم. وكان يمر أمامي أيضاً جيئة وذهاباً، وبأناقة، عدد من الباشي بوزوق الأرناؤط والأكراد الذين يشكلون حامية تحتفظ بها الدولة العثمانية هنا، والذين كانوا يصطنعون هيئة الشجاعة للتأثير فيَّ، وهم مسلحون بغدَّاراتهم الطويلة، متلفعون ببرانسهم البيضاء.

    ثم جاء دور الحاكم ليمر بعدهم، وهو لم يأت إلا بدافع الفضول، ولكي يلتمس زيارتي، ولكنه لما كان مجرد أفندي، فإنه لم يكن له ما يؤهله لكي أمنَّ عليه بهذا التمييز، فإنه لم يكن عليَّ أن أخصه بأي مجاملة. وربما أدهش بعض الناس رؤيتي أتحدث غير مرة عن موضوع آداب العشرة، وأتخذ منه موقفاً متصلباً. ولكن ذلك ضروري في الشرق، حيث لكل شيء قواعده، وحيث تطبق الرسميات بصرامة شديدة.

    إن ديوان الحاكم الذي لم أذهب ‘ليه، يقع في منزل ذي مظهر جميل، إنه أجمل بيت في المدينة، أقيم قرب البحر في مكان متميز، وبينما كنت أمر أمامه لأعود إلى الميناء، عرتني الدهشة، عندما رأيت على مقربة منه تحت سقيفة، ستة مدافع متروكة هناك منذ ما يقارب ثلاثين سنة، تركها محمد علي أو ابنه إبراهيم باشا بعد حرب الوهابين، وهي في حالة جيدة، ولم يكن وجودها نشازاً في أي رحبة مدفعية أوربية.

    وفي اليوم التالي نشر السنبوك قلوعه عندما نادى المؤذن الذي كان من أعلى المنارة يدعو المؤمنين لأداء أولى الصلوات الخمس في اليوم، وتُسمَّى أذان الفجر. وعندما طلعت الشمس كنا قطعنا عدداً من الأميال)).
    [/align]


    [align=justify]المصادر:

    1- رحلات إلى شبه الجزيرة العربية، تأليف جون لويس بيركهارت، ترجمة هتاف عبد الله.

    2- رحلة في بلاد العرب، تأليف موريس تاميزييه، ترجمة د. محمد بن عبد الله آل زلفة.

    3- رحلة إلى الحجاز، تأليف شارل ديدييه، ترجمة د. محمد خير البقاعي.
    [/align]

    .....

    [align=center]
    تعليقات على بعض النصوص[/align]


    [align=justify]
    1- يقول بيركهارت وهو يصف أقسام مدينة ينبع: يحمل الآخر على الجهة الغربية، اسم "القعد" ويسكنه الملاحون بشكل أساسي.

    ويقول ديديه وهو يصف أقسام مدينة ينبع: ويشكل أصغر القسمين ما يشبه الربض (الضاحية) تسمى القعد ويسكنها البحارة


    من الواضح أن هناك خطأ في الترجمة لا ذنب للمؤلفين بها، والصواب هو القاد وليس القعد، فكلمة قاد بالانجليزية تكتب qaad ولعل المترجمين اعتقدوا ان تكرار حرف a يقصد به حرف ع مثل اسم سعد saad

    2- يقول بيركهارت: وبما أنهم غير مهيئين للخضوع للخطر بصبر وروية كما يفعل الأتراك في كل جزء آخر من الشرق، فقد تدفقت الأغلبية الساحقة منهم إلى الطبيعة، فباتت المدينة مهجورة. لكن الوباء لحق بالمهجرين واللاجئين الذين خيموا قرب بعضهم بعضاً، فعاد الكثير منهم بعد أن عجزوا عن إيجاد حل للمشكلة. وقد برروا فرارهم بالقول: «إن الله يرسل هذا الوباء برحمته ليدعونا إليه، لكننا نعي حقارتنا وندرك أننا لسنا جديرين بنعمه وفضله، لذلك نرى من الأفضل تجنبه والفرار منه»، وهي حجة سمعتها تردد مراراً وتكراراً

    من الواضح تحامل المؤلف على العرب في هذه العبارة وتفضيل الأتراك عليهم، كما أن المؤلف يجهل تعاليم الإسلام عند انتشار الأوبة خصوصا الطاعون وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها، وإذا سمعتم به في أرضٍ فلا تدخلوها)، ولما أراد عمر رضي الله عنه دخول الشام لما وقع طاعون عمواس منع بهذا الحديث. ولعل من خرجوا من مدينة ينبع عادوا لها لهذا السبب والله أعلم.

    3- يقول بيركهارت عند فتح أحد القبور: أما جسد الآخر فقد وجد ويداه تغطيهما الدماء وكذلك وجهه وقد مزق الكفن تماماً من جراء الجهود والمحاولات غير المجدية التي بذلها في محاولته النهوض؛ وذلك حين تم فتح قبره بعد عدة أيام من دفنه لوضع جثة قريب له. وعند رؤية ذلك، قال الناس إن الشيطان قام بتشويه جسده بعد أن عجز عن إيذاء روحه.


    من الواضح مبالغات المؤلف في هذه العبارة، فالمتعارف عليه أن الأموات لهم حرمة ولم نسمع بيوم أنه فتح قبر ليوضع قريب للميت في نفس القبر.

    4- يقول بيركهارت: ويصبح الطاعون بالنسبة إلى الفقير عيداً حقيقياً؛ حيث إن كل عائلة تذبح خروفاً عند وفاة أي واحد من أفرادها، إذا ما كانت قادرة على تحمل النفقات، وتقوم في اليوم التالي باستضافة النساء والرجال في الجوار كله في منزلها. فتدخل النساء إلى الشقق وتعانق كل نساء العائلة وتؤاسيهن، فيعرضن أنفسهن للعدوى في كل لحظة. ويجب أن نعزو الانتشار السريع للطاعون في المدن الإسلامية إلى هذه العادة المتبعة أكثر من أي سبب آخر؛

    من الواضح جهل المؤلف بتعاليم الإسلام في تقديم واجب العزاء وصنع الطعام لأهل المتوفى، وتواجد أهل ينبع لتقديم واجب العزاء في مثل هذه الظروف دليل على الترابط الأسري بين أهل المدينة.

    5- يقول بيركهارت: في أحد شوارع ينبع جذع لشجرة نخل ممد على الطريق، لوحظ أن العديد من الناس الذين مروا فوقه ما لبثوا أن أصيبوا بالطاعون، لذلك ساد الظن بأن الشيطان قد أتخذ هناك موقعه المفضل لإصابة المارين. لذلك عمد العرب إلى إتباع طريق فرعية غير مباشرة.

    هذه العبارات من مبالغات المؤلف فما هي العلاقة بين المرور من فوق جذع نخلة وبين الاصابة بالطاعون، ولعل المؤلف رأى بعض السكان تجنبوا المرور من فوق جذع النخلة وهو أمر طبيعي فأعتقد بهذه الخرافة.

    6- يقول بيركهارت: وعندما بلغ الطاعون أشده في ينبع، قام العرب بجر ناقة في موكب عبر المدينة وقد غطيت تماماً بكل أنواع الزينة والريش والأجراس، وعندما بلغوا المقبرة نحروها ورموا بلحمها إلى النسور والكلاب. لقد أملوا في أن يسرع الطاعون المنتشر في المدينة ويأوي إلى جسد الجمل، وفي أنهم عبر نحر الضحية، سيتخلصون من الوباء على الفور. وقد سخر العديد من العرب العاقلين من ذلك.

    مثل هذا العمل قد يكون من قام به بعض الجهلاء ولذلك انتقدهم على هذا العمل العقلاء من أهل ينبع كما يقول المؤلف، وقد كانت بالحجاز بعض الأمور الشركية المنتشرة والتي تلاشت ولله الحمد والمنة. ولكن يؤخذ على المؤلف تعميم هذا العمل على الجميع بقوله قام العرب. وربما هؤلاء العرب الذين ذكرهم المؤلف لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.

    7- يقول ديدييه: كان فوق بعض الأبواب نقوش محفورة في الحائط، ومخصصة لدفع شر العين الشريرة، وبينما كنت مشغولاً بالنظر إلى أحد تلك النقوش الخرافية محاولاً تفسيره، أطلت إحدى العجائز برأسها، وبدا أنها تظن أنني لم آت إلى هنا إلا بقصد إصابة منزلها بالعين؛ لذلك نظرت إليَّ نظرة ملؤها الحقد والخوف والرعب، حتى إنني كنت سأصُعق لو كانت النية تكفي لذلك.

    قول المؤلف بأن النقوش مخصصة لدفع شر العين الشريرة، هي من مبالغات المؤلف فقد كان في الحقبة السابقة وقد أدركت بعضاً من المنازل يقوم صاحب المنزل بكتابة عبارات شكر لله على منزله مثل: هذا من فضل ربي ونحوها
    أما ما ذكره عن المرأة العجوز فهو من مبالغات المؤلف، فالعجوز استشاطت غضباً حين وجدت شخصاً غريباً يتلصص على منزلها، ومثل هذا العمل كانت من الأمور المعيبة في المجتمعات المحافظة. ولو صادف مرور أحد الجيران في ذلك الوقت لعرف المؤلف فداحة هذا العمل الذي قام به.


    8- يقول ديدييه عن انتشار الذباب في ينبع: وإن سألت السكان الأصليين فإنهم يجيبونك جادين، وهم يعتقدون ذلك، أن ملك الذباب وملكته يسكنان في ينبع، وأن الذباب يأتي من كل أنحاء العالم ليؤدي لهما فروض الطاعة.

    من الواضح أن هذه دعابة أطلقها أحد أبناء ينبع ممن يحبون الفكاهة والطرفة عندما سأله المؤلف عن سبب كثرة الذباب في مدينة ينبع، وقد صدق المؤلف هذا القول.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الجحدلي ; 05-12-2008 الساعة 12:31 AM
    أخوكم / محمد الجحدلي

    لمراسلتي اضغط هنا

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •