[align=center]ارفف في الجدار ((غرفة القهوة ))[/align]

[align=center]وفي هذه المرحلة يذكر المؤرخون تولي راشد بن إبراهيم العنقري في بلدة مرات المجاورة لثرمداء سنة 1084هـ، ثم خبر مقتله سنة 1093هـ، وتولي عبيكة بن جار الله العنقري بعده، ثم خبر مقتله سنة 1096هـ ريمان بن إبراهيم بن خنيفر العنقري، تولى من سنة 1100هـ إلى مقتله سنة 1116هـ. قال الفاخري: (وفي سنة 1116هـ قتل ريمان بن إبراهيم بن خنيفر العنقري راعي ثرمداء وملكها آل ناصر
وقال عبد الله البسام في مخطوطته «تحفة المشتاق من أخبار نجد والحجاز والعراق»: في هذه السنة قتل ريمان بن إبراهيم بن خنيفر العنقري أمير بلدة ثرمداء المعروفة من بلاد الوشم قتلوا آل ناصر بن إبراهيم بن خنيفر العنقري واستولوا على بلدة ثرمداء).. أي أن هذه الحادثة وقعت بين الأمير ريمان وأبناء أخيه ناصر الذين يبدو أنهم كثيرون بدليل إشارة المؤرخين آنذاك إليهم بآل ناصر
ونجد في هذه المرحلة أحداثا أخرى معاصرة، لها ارتباط بتاريخ العناقر في بلدة مرات استكمالا لما أوردناه سلفا، حيث يقول الفاخري في أحداث سنة 1115هـ: ) وفيها ملك إبراهيم بن جار الله العنقري بلدة مرات).
وقال في أحداث 1121هـ: وفيها ظهر إبراهيم بن جار الله العنقري من بلدة مرات وتولى فيها مانع بن ذباح العنقري).. وفي أحداث 1124هـ: قال البسام: (وفيها سطا إبراهيم بن جار الله العنقري في بلدة مرات واستولى عليها «للمرة الثانية».. وفيها قتل مهنا بن بشر العنقري).
بداح بن بشر بن ناصر بن إبراهيم بن خنيفر العنقري. تولى إمارة ثرمداء سنة 1119هـ، (أو قبلها بقليل) إلى وفاته سنة 1136هـ . وقد جرت في أثناء إمارته أحداث شتى من الغزو والإغارة كحال بلدان نجد في تلك الحقبة المريرة قبل قيام الدولة السعودية الأولى.. ومن ذلك ما جرى في سنة 1119هـ حين سار الأمير بداح ومعه الصمدة من الظفير وتوجهوا لقتال أهل بلدة أثيثية (اثيفية) المجاورة لثرمداء فخرج أهلها وحصل بينهم قتال شديد قتل فيه من أهل اثيفية عدة رجال
خطة لقوافل الحجاج
وفي سنة 1120هـ نزل حجاج الأحساء بقيادة نجم بن عبيد الله بن غرير ثرمداء.. وهذا يعني أن ثرمداء من المحطات التي تتوقف فيها قوافل الحج من الأحساء إلى الديار المقدسة.
وفي سنة 1124هـ وقع مرض في ثرمداء والقصب ورغبة والبير والعودة وفيها جرت مقتلة بين آل ناصر العناقر وبين أهل مرات، وتسمى وقفة الظهيرة: وما حدث في سنة 1225هـ، حين سطا آل إبراهيم وأهل ثادق على آل ناصر في ثرمداء، فلم يحصلوا على طائل وقتل آل ناصر منهم رجالا.
وفي سنة 1125هـ تولى إبراهيم بن جار الله العنقري في مرات، وفيها قتل مهنا بن بشر بن ناصر بن إبراهيم بن خنيفر العنقري.
وفي سنة 1130هـ تحارب أهل رغبة وأهل ثرمداء. وفي سنة 1131هـ تصالح آل عناقر أهل ثرمداء وآل عوسجة أهل ثادق والعرينات أهل العطار
تلك نبذ من أحداث ثرمداء في زمن الأمير بداح العنقري مما دونه مؤرخو تلك الحقبة بشكل موجز لا يحقق تصورا لأسباب المشكلات ودواعي القتل والحروب والصلح والعلاقات بين البلدان.
ويرد هنا تساؤل: هل الأمير بداح بن بشر العنقري هذا هو بداح العنقري الشاعر الذي ذاع صيته في نجد وخارجها؟ إننا نجد المؤرخ ابن خميس قال عنه في معجم اليمامة: الأمير الشجاع الشاعر بداح العنقري صاحب القصيدة التي منها
[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,#FFCCCC,bold,normal" bkcolor="0" bkimage="images/toolbox/backgrounds/21.gif" border="ridge,5,#FF0000" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,0"]
البدو واللي بالقرى نازلينا كل= عطاه الله من هبة الريح[/poem]
[align=center]ثم قال في كتابه الموسوعي الآخر «تاريخ اليمامة» في فصل شعراء اليمامة
(هو بداح العنقري من أسرة العناقر من بني سعد من تميم والذي كان يسكن ثرمداء ويتنقل أوقات الربيع في أحضان البادية.. وهو شاعر غزل. له شعر رقيق ونفحات جيدة جرت بينه وبين إحدى الفتيات البدويات محاورة حول شجاعة الحضر وشجاعة البدو ضمنها هذه القصيدة). ونلاحظ هنا انه لم يصفه بالأمير.. فهل ذلك بسبب انه قال هذا الشعر قبل توليه الأمارة؟ أو لأن حديث ابن خميس عنه في معرض بروزه الشعري دون الإشارة إلى إمارته التي استمرت سبعة عشر عاما إلى تاريخ وفاته سنة 1136هـ
إن الباحث هنا يميل إلى أن بداح بن بشر العنقري هو بداح الشاعر الأمير: لأنه لم يشتهر في تاريخ العناقر وفق ما مر بنا من مصادر باسم بداح سوى هذه الشخصية، وشخصية أخرى هي بداح بن إبراهيم بن سليمان العنقري الذي تولى الأمارة بعد والده
إبراهيم بن سليمان بن ناصر بن إبراهيم بن خنيفر العنقري. تولى الإمارة في ثرمداء بعد وفاة ابن عمه بداح العنقري عام 1136هـ واستمرت ولايته نحو خمسة وأربعين عاما إلى وفاته عام 1281هـ.. وهو الأمير الذي ينسب إليه بناء القصر (قصر العناقر)، وعاصر قيام الدولة السعودية الأولى ودعوتها الإصلاحية.
وقد ذكر المؤرخ الذكير في مؤلفه مطالع السعود انه بعد وفاة بداح العنقري أراد آل ذباح سلطان وأخوه استرجاع الإمارة لأنفسهم. فقام عليهم إبراهيم بن سليمان العنقري وقتلهم، وتولى الأمارة في ثرمداء.
وقدم ابن عيسى في تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد تفصيلا للحادثة بقوله:
(وفيها في ربيع الأول 1136هـ قتل سلطان بن ذباح هو وولده وأخوه وإبراهيم بن جار الله رئيس بلدة مرات. وهم من رؤساء العناقر.. قتلهم إبراهيم بن سليمان بن ناصر بن إبراهيم بن خنيفر العنقري رئيس بلدة ثرمداء)
رابع المدن النجدية كان إبراهيم بن سليمان كما يقول الذكير: من الأمراء البارزين والشجعان المعدودين: بعيد الهمة واسع المطمع، تصفها إمارته عن خصلة من خصاله، اكتسبت ثرمداء في أيامه شهرة أكبر.. وكاد يكون القائد الأول في جميع الوشم على ما فيه من البلدان الأخرى لا تعد ثرمداء بجانبها شيئا.. كلمته نافذة وهيبته راسخة، وكانت ثرمداء في أيامه رابع مدينة من المدن التي تهجم ولا يهجم عليها وهي: الدرعية، الرياض، ثرمداء، الدلم، كما ذكر مقبل الذكير في كتابه مطالع السعود، حيث يقصد هنا الأمير محمد بن سعود في الدرعية ودهام بن دواس في الرياض والعنقري في ثرمداء، وزيد بن زامل في الدلم.. وقد أضاف إليهم في موضع آخر عثمان بن حمد بن عمر أمير العيينة
حكم إبراهيم بن سليمان ثرمداء إحدى وعشرين سنة قبل قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ وعاصرها لمدة أربع وعشرين سنة، شهدت فيها العلاقة بين ثرمداء والدرعية في مرحلة ما قبل الدعوة الهدوء والوئام.. ثم أصبحت فيها العلاقات في المرحلة الثانية بعد قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب غير سلمية في معظمها إلى أن انتهت الأمور في أواخر ولاية إبراهيم بن سليمان بالطاعة والولاء والاقتناع بالدعوة الإصلاحية
وخلال الإحدى والعشرين سنة الأولى من ولاية إبراهيم بن سليمان قبل قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ جرت أحداث في ثرمداء منها: ما وقع عام 1140هـ من حرب بين أهل أشيقر العناقر في ثرمداء، وما ذكره ابن يوسف: أن أهل وثيثية وأهل الوقف تبعوا العناقر عام 1148هـ وما ذكره ابن عيسى بقوله: وفي سنة 1151هـ قتل إبراهيم بن سليمان العنقري رئيس بلدة ثرمداء عيال بداح العنقري في ثرمداء، وما ذكره الشيخ ابن عباد انه في سنة 1154هـ انتقل هو إلى ثرمداء بعد أن عين قاضيا للبلدة من قبل العنقري
معارضة وتأييد ونظرا لكون ثرمداء أهم بلدان الوشم ونجد قبل قيام الدولة السعودية فقد أولاها قادة الدولة السعودية، إثر نهوضهم بالدعوة الإصلاحية، اهتماما واضحا من أجل ضم هذه البلدة ضمن التكوين السياسي للدولة الجديدة، حيث تشير رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى جانب كبير من هذا الاهتمام، ومن ذلك رسالة الشيخ إلى الشيخ محمد بن عباد قاضي ثرمداء وإمام مسجدها ردا على رسالة بعثها ابن عباد تتضمن بيانا حسنا في تحقيق التوحيد. وطلب من الشيخ الرد عليها بما يرى فيها من أمور قد تكون خافية عليه.
وقد أثنى الشيخ في رده على ما جاء في رسالة ابن عباد من أمور عقدية مع إبداء بعض الملاحظات.
لم يستطع ابن عباد التأثير ايجابيا في أمير البلدة لصالح الدرعية في المرحلة التي سبقت معارضة ابن عباد للدعوة الإصلاحية، ولذا كرر الشيخ بن عبد الوهاب المراسلات والمداولات العقدية والفقهية مع شيخ ثرمداء وقاضيها الشيخ محمد بن عيد الذي خلف ابن عباد: إلا أن موقف ابن عيد من الدعوة يشبه تماما موقف ابن عباد في اقتناعه بصحتها ابتداء، ومحاولته التأثير في أمير البلدة، ثم يشبهه في تأييد هذا الأمير في معارضته للدعوة والدولة، ولذلك عُد إبراهيم بن سليمان أحد الأمراء النجديين الذين لم يؤيدوا الدعوة ولم يدخلوا في طاعة الدولة في هذه الفترة المبكرة
وفي واقع الأمر، فإن علاقة إبراهيم بن سليمان بالإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب قبل عقد اتفاق الدرعية كانت علاقة حسنة، إلا انه بسبب تبني الدعوة للجهاد بعد إخفاق وسيلة المراسلات والمناظرات اختلف موقف إبراهيم من الزعامة الدينية والسياسية في الدرعية، وهب لمقاومتها وذلك بتأثير من دهام بن داوس أمير الرياض الذي قام بدور كبير في حث بلدان نجد على مناوأة الدرعية.
وعلى هذا الأساس شنت الدرعية غارات على ثرمداء، أولاها سنة 1161هـ بقيادة عبد العزيز بن محمد بن سعود ومعه عثمان بن معمر رئيس العيينة في بطين ثرمداء، والثانية سنة 1164هـ في وقعة الوطية بقيادة عبد العزيز بن محمد ومشاري ابن معمر
[/align]


[align=center]ثرمداء التاريخية[/align]
[align=center][align=center]وفي أوائل محرم 1168هـ غزا إبراهيم بن سليمان بلدة ضرما، وكان محمد ابن عبد الله قد جاءه من ينذرة حين خروجهم من ثرمداء، فأرسل إلى الإمام محمد بن سعود يستجده فأرسل ابنه عبد العزيز بن محمد فحصل قتال بين الطرفين عند قصر الفضيلي وصارت الهزيمة على أهل ثرمداء، وبعد ذلك في عام 1171هـ حدثت وقعة البطحاء وهي نخل معروف آنذاك في ثرمداء، حيث قام الأمير عبد العزيز بن محمد بوضع كمين في وادي الجمال ودخلوا من جهة نخل البطيحاء وحصلت معركة بين الطرفين قتل فيها من إتباع الدرعية نحو ثلاثين رجلا، ومن أهل ثرمداء ثمانية منهم: ابن أمير البلدة عبد المحسن بن إبراهيم بن سليمان.
وكانت آخر المواجهات بين الدرعية وثرمداء وقعة الصحن سنة 1180هـ وهو موضع معروف بقرب سور البلدة التحم فيه القتال بين جنود الإمام عبد العزيز بن محمد وبين أهل البلدة، وحصلت الهزيمة على إبراهيم بن سليمان وقتل ابناه راشد وحمد وإمام البلدة محمد بن عيد
واثر ذلك جنح الأمير إبراهيم بن سليمان العنقري للسلم ووفد إلى الدرعية في بداية سنة 1181هـ وبايع الإمام عبد العزيز بن محمد والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتم تثبيته في أمارة ثرمداء ليقوم بتوطيد النفوذ السعودي فيها: لما عرف عنه من تدبير وقوة، توفي بعد ذلك الأمير إبراهيم رحمه الله في أواخر سنة 1181هـ بعد أن أمضى خمسة وأربعين عاما أميرا لثرمداء.
وما زالت إمارة ثرمداء بيد أسرة العنقري، وقد تولى بعد إبراهيم بن سليمان خمسة عشر أميرا من الأسرة إلى وقتنا الحاضر. ورئيس المركز الآن هو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن العنقري ويقوم بجهود مباركة لربط ماضي البلدة العريق بحاضرها المشرق
وقد تولى الأمارة منذ بداية عهد الملك عبد العزيز كل من عبد المحس بن عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان العنقري 1321 ـ 1322هـ وعبد الرحمن بن ناصر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان العنقري 1323 ـ 1362 هـ. وسلطان بن عبد الرحمن بن ناصر بن محمد العنقري 1362 ـ 1368هـ. ومحمد بن عبد الرحمن بن ناصر بن محمد العنقري 1368 ـ 1374. وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن ناصر بن محمد العنقري 1374 ـ 1411هـ.
قصر العناقرة مركز النشاط السياسي والإداري يُعد قصر العناقرة الذي بناه إبراهيم بن سلمان العنقري قبل 293 عاما من أشهر معالم المدينة، وتبلغ مساحته الإجمالية 1800 متر مربع، ويحتوي القصر في جنابته عدة بيوت من بينها بيت الشيخ محيسن العنقري جد الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، وقد تبنى الأمير مشروع ترميم القصر الأثري وفاء لوالدته الأميرة موضي بنت محيسن العنقري، ولبلدة أخواله وأسرتهم وأهالي ثرمداء وذلك بتكلفة قدرها 5 ملايين ريال، وقد اطلع الأمير طلال بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز على المشروع وباركاه. وأشار الدكتور عبد اللطيف الحميد الذي قدم دراسة تاريخية أثرية معمارية عن القصر إلى أن منشئ القصر عام 1136هـ هو إبراهيم بن سلمان العنقري الذي تولى إمارة ثرمداء عام 1136هـ. واستمرت ولايته نحو خمسة وأربعين عاما إلى وفاته رحمه الله عام 1281هـ. منها إحدى وعشرون سنة قبل قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ. وأربع وعشرون سنة معاصرا للدولة.
كانت ثرمداء في زمن إبراهيم بن سليمان العنقري بلدة مهابة الجانب، قوية النفوذ في الوشم والأقاليم المحيطة.. ثم اكتنفها الضعف وتراجع نفوذها في المنطقة في أواخر القرن الثاني عشر الهجري. قام إبراهيم بن سليمان بإنشاء القصر في أوائل مدة إمارته في عام 1136هـ على وجه التقريب تعبيرا عن قوة نفوذه وبروز بلدته بين البلدان المجاورة. كما جاء بناء القصر بمثابة مرحلة جديدة من توسع البلدة، إذ اختار إبراهيم بن سليمان بناء القصر باتجاه الجنوب كي يزحف توسع المدينة بهذا الاتجاه لان ثرمداء القديمة كان مركزها إلى الشمال.. ومع تغير الماء ونضوبه وزيادة ملوحته امتدت البلدة جنوبا.. فبنى بكر العنقري ما يعرف بـ (المدينة).. ثم جاء إبراهيم بن سليمان ليجعل من قصره محور البلدة فيما بعد
ويشير البعض إلى أن مراحل امتداد المدينة من الشمال إلى الجنوب مر عبر فترات متباعدة من جو إلى السفالة ثم إلى العلاوة، وهي مواقع نخيل مشهورة في ثرمداء.
ويرى الدكتور الحميد أن شهرة إبراهيم بن سليمان في زمنه وقوة نفوذه في الوشم والأقاليم الأخرى قد جعلت من القصر مركزا لنشاط الأمير السياسي والاداريز، فقد كانت له علاقات ودية مع معاصريه من الأمراء مثل دهام بن دواس في الرياض وعثمان بن معمر في العيينة وآل زامل في أثيثية وعريعر بن دجين في الأحساء.. وفي آخر الأمر علاقته الودية وتبعيته السياسية التي انهي بها مرحلة المناوأة مع الدرعية بزيارته ومبايعته للإمام عبد العزيز بن محمد والشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرعية، معتبراً أن هذه العلاقات الواسعة مع أمراء البلدان أتاحت بلا شك نوعا من الزيارات المتبادلة والوفود القادمة لقصر إبراهيم بن سليمان في ثرمداء أبان فترة ولايتهم
وقد شهد هذا القصر في مراحل لاحقة ضيوفا كبارا دخلوه وحلوا ضيوفا على أمراء العناقر.. وكان آخرهم الأمير عبد الرحمن بن ناصر العنقري الذي عرف بالسخاء والكرم وأبناؤه من بعده.
يقع القصر داخل ثرمداء القديمة وداخل السور القديم المسمى العقدة.. وقد تطور هذا السور في مرحلة أخرى ليصبح محيطه خمسة كيلومترات تقريبا.. يضم بين جنباته المزارع والآبار والمساجد والأسواق والبيوت.
وللسور أربعة أبواب تغلق ليلا ونهارا وهي: باب الحويطة غربا، وباب الحياط جنوبا، وباب السقالة شرقا، وباب العرفجية شمالا.. ويدخل سور العقدة داخل هذا السور الواسع ثم يدخل قصر العناقر داخل سور العقدة.. وكان موقع القصر في الزاوية الجنوبية للبلدة، ثم ما لبث أن أصبح مركز البلدة مع مرور الوقت واتساع العمران. ولو نظرنا إلى الموقع العام للقصر بصورته الراهنة في الوقت الحاضر لوجدنا انه محاط بشارع بعرض 20 مترا باتجاه الغرب، ومسجد مسلح من الشمال الغربي بني على انقاض المسجد الجامع الطيني القديم، ومحاط بمبان طينية قديمة من جهتي الشمال والشرق.
لا يسمح وضع القصر الحالي بإعطاء وصف دقيق لمكونات القصر الأثرية بسبب طول مدة خلو القصر من السكان والانهدامات التي سببتها السيول، وخاصة السيل الجارف الذي اغرق البلدة القديمة في عام 1395هـ.. ومع ذلك فإن أجزاء لا بأس بها من القصر ما زالت على حالتها السابقة.. الأمر الذي يساعد الباحث ورجل الآثار على تتبع مكونات القصر وعناصره.وتبلغ مساحة القصر الإجمالية 1800 متر مربع تقريبا. ويحيط بالقصر خندق عميق من ثلاث جهات هي: الجهة الشمالية والجهة الشرقية والجهة الجنوبية. وأما الجهة الغربية فلا تبدو فيها آثار خندق إما بسبب أن هذه الجهة كانت جزءا من سور البلدة الغربي القديم أو إن معالم الخندق قد اختفت في هذه الناحية. ويبلغ عمق الخندق 3 أمتار واتساعه في الناحية الشمالية 4 أمتار والشرقية 6 أمتار والجنوبية 10 أمتار. ومحيطه سور حجري غاية في الدقة والنظام وتبلغ مساحة الخندق 1025 مترا.[/align]
[/align]