[dci]



الشيخ الأديب / خلف أحمد عاشور
وبعد أن إطلع على ( مانشيتات ) المقابلة أصر على أن يوجه ثلاثة أسئلة لتكون خاتمة هذا اللقاء :





الأديب خلف عاشور يتصفح مانشيتات لقاء المجالس بالشاعر أحمد عطا قاضي

السؤال رقم 48

في وقت كانت الساحة يتزعمها الشعراء الكبار وفي مقدمتهم الشاعر الكرنب حينها ظهر الشاعر الشاب أحمد عطا قاضي وبدا يصارع في الصابية بل إنه استمر في المقارعة حتى أصبح ظاهرة لم يغفلها الكرنب بشخصيته الفذة ورغم أنه لم يعترف به إلا بعد فترة طويلة أمام صمود وإصرار الشاعر أحمد عطا الذي بدأ يأخذ حيزا في تاريخ الكرنب كمنافس لابد منه.
وسؤالي هنا للشاعر أحمد عطا قاضي :
كيف استطعت المغامرة وبشجاعة لدخول عالم الكسرة في ظل وجود العمالقة ؟ وكيف أثبتت وجودك ؟ وماهو الشعور الذي كان يتملكك عندما تعرف أن ليلة غدٍ ستكون في مواجهة جديدة مع الكرنب؟


ج : 48 كنت أعرف أنني سأواجه صعوبة كبيرة لأن الساحة كانت مليئة بالكبار أمثال المثمن والكرنب وذيبان ومحمد عودة وأحمد سليمان والقريشي ... إلخ
إلا أنه التحدي والإصرار الذي كان يلازمني وكنت أعرف أن مقارعة هؤلاء العمالقة تتطلب جهدا كبيرا يتمثل في نظم الكسرة المثيرة وكذلك محاولة أن تكون مراديدي عليهم بنفس القوة إضافة أنني استعنت بالبحرية الذين ساندوني وكانوا بمثابة جيش لايستهان بمهاراتهم ، وكان صفي من البحرية هم عزوتي التي أستمد شجاعتي منها وكذلك كان حضورهم يزيد من حماسة اللعب من تصفيق وتحييس ودق للزير ، وكذلك الرقص بالسيوف علاوة على أنني ومن كثرتهم كنت أقسمهم صفين في الليلة الواحدة وأعطي الشاعر المقابل عددا منهم ليستمر اللعب ويحصل الصفا المطلوب بيننا ؛؛ ومن هنا كنتُ أستمد شجاعتي إضافة لما لقيته من تشجيع ومؤازرة من كبار أهل الصفا أمثال العم / حسين محسن وإبراهيم أبوكراع وغيرهم يرحمهم الله جميعا وكذلك لاأنسى مؤازرة عدد من الشعراء لي .؛ منهم الشاعر ذيبان وخضر الغازي وأحمد علي أبوهيرون وأخيرا قبل الكرنب بأن أكون منافسا وندا له.
أما الشعور الذي ينتابني عندما أعرف أن غدا لقائي سيكون أمام الكرنب فإن الرهبة من الموقف لاتفارقني لدرجة أنني لاأنام ليلتها والفكر يجول في حسابات بين أخذ ورد وعن الطريقة التي سأواجه بها الكرنب وعن الطرق التي يجب علي إتخاذها لإستحواذه .والحمد لله استطعت أن أجد قبولا لدى الكثيرين وهذا ما مكنني من تثبيت أقدامي في الساحة.

سؤال رقم 49

تنتشر الكسرة على سواحل البحر الأحمر ولكنها تستوطن وتتميز في ينبع فماهو سر ذلك؟
جـ صحيح أن شعر الكسرة كوزن وبحر ينتشر على الساحل الغربي ، ومع مرور الزمن أصبحت الكسرة تقال في جميع مناطق المملكة بل وتجاوزت حتى وصلت إلى الخليج العربي .
إلا أننا عندما ننظر للكسرة في وادي ينبع فإنها تتميز من حيث النظم ليحكمها نظام العدد وهو الشرط بأن تكون بواقع أربعة أغصان ومضاعفاتها. ثم تأتي عملية المشتكى والرد وكسر اللحن وما يتم فيه من محاورات جميلة وحماسية ، وكذلك الزهرات وهي الخواطر والمشاعر التي تعتبر متنفسا للجميع وليس شرطا أن تصدر من شاعر متمكن إضافة إلى أن البعض يلجأ إلى إيصال مشاعره للآخر مثلا كأنه يطلب طلبا أو أن يصيغ عذرا ... إلخ
ناهيك عن كيان ومملكة الكسرة ألا وهي لعبة الرديح وهي اللعبة المميزة الوحيدة التي منشؤها وموطنها ينبع حيث أن الرديح احتضن الكسرة وأصبحت هي اللغة الرسمية له .
كل هذه المسببات تميز كسرات ينبع عن غيرها من المناطق لذا فإنه من البديهي أن تكون ينبع هي منبع الكسرة وحاضنتها وبها تتميز .

سؤال رقم /50
خلال رحلتكم وحضوركم ليالي الرديح ومشاركتكم في الكثير منها هل مر عليك شاعر صف يغني ويدق الزير ويحيس ويرقص بالسيوف ويلعب إلى جانب البحرية ؟


جـ 50 : نعم هناك شعراء يؤدون الرديح كشعراء ويشاركون البحرية وما أعرفه أن الشاعر أبوشعبان كان يشارك في الرديح كشاعر وخلال تسلمه اللحن يدق على الزير ثم على الطار والنوبة وكذلك يقوم بالتحييس والرقص بالسيوف ، ويقوم بقيادة صف البحرية وكذلك يقوم بالغناء ويرقى معهم قبل التحييس كل ذلك خلال تسلمه اللحن حيث يمارس جميع الألعاب في حين أن الكسرة تكون عنده في لحظتها.
وكذلك نرى الشاعر الكرنب والشاعر ذيبان يقومون بالدق على الطار والغناء والوقوف في الصف وكذلك الشاعر القريشي يدق على الزير والطار ويقوم بالتحييس والرقص بالسيوف.



س51- هل لك وجهة نظر أو ملاحظة فيما تم من أسئلة وما هي آخر كسرة قلتها ؟
ج 51- الحقيقة ليس لدي أية ملاحظة وأنا الذي أتقبل أية ملاحظة من أي واحد من القراء في حدود الأدب والنقد البناء ولعلني انتفع بآرائهم ...
وأما آخر كسرة قلتها هي رثاء بعد المصاب الذي حل بنا جميعا حيث فقدنا ابن ينبع البار رجل الدولة الأستاذ منصور عبدالغفار يرحمه الله و أرسلتها لأخيه الأستاذ عواد عبد الغفار :


[poem=font="Simplified Arabic,6,#FAFEE4,bold,italic" bkcolor="#050500" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
لا خوك أعمال مشهورة = زادت بعد ما المقدر فات
وأفعال للخير مخبورة = فيها أجر يدفع السيات
باسلوبه الناس مسرورة = وافي ولايخلف العادات
يكفيه في مجلس الشورة = له منزلة راقية بالذات
منصور في نفس منصورة = مسجلة والتاريخ إثبات
مطبوع في قلوبنا صورة = طبق الأصل ماكأنه مات
[/poem]




السؤال الأخير رقم /52
هل لك كلمة أخيرة تقولها في ختام هذا اللقاء ؟

ج52- الحقيقة أنا أعتز بهذا اللقاء وأتشرف به وأشكر القائمين بهذا المجهود الطيب كما أتقدم بالشكر لجميع الإخوة والأصدقاء الذين مدوا لي يد العون والمساعدة في جمع المعلومات والآراء التي بموجبها استطعت ان أساهم في خدمة هذا الموروث بجهدي البسيط ، ولا زلت في أمس الحاجة لهم جميعاً حاضراً ومستقبلاً ؛ لأستفيد من مواهبهم وخبراتهم المميزة وبدون مجامله بل بصدق فإنني أتمنى من القراء والمشاهدين والمستمعين أن يتفضلوا مشكورين بما يرونه من ملاحظات أو نقد فهذا يعد مكسبا لي يضاف في سجل التاريخ ولهم هذه الكسرة
أقول:
[poem=font="Simplified Arabic,6,#F6FFE5,bold,italic" bkcolor="#0015FF" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
بعد اللقاء لجلكم قررت = يا أهل المجالس وزواره
نجاحكم والوفاء قدرت = كلاً على حسب مقداره
وإن كان في حقكم قصرت = عفواً ترى القلب ما اختاره
عرفي على حسب ما عبرت = واللي كسبته في مشواره
[/poem]
ثم لكم جزيل شكري وأسأله تعالى أن يمدنا جمعياً بعونه وتوفيقه .

[/dci]

[poem=font="Simplified Arabic,6,#6105B5,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="double,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ونحن بدورنا في المجالس نوجه للشاعر الكبير / أحمد عطا قاضي جزيل الشكر والامتنان =
على ما أعطانا من وقته وتحمل عناء أسئلتنا وتقبلها بصدر رحب وهذا ما يدل على أنه =
شاعر متميز ومتمكن يعرف قدر محبيه ويعطي الموروث ما يستحق من البذل والجهد =
وعلى أنه ما زال موجودا بمشاركاته وبحضوره في الوقت المناسب مع تمنياتنا =
له بالعمر المديد وبمزيد من التوفيق وسداد الرأي .=[/poem]