يعرف سكان مابين الحرمين الشريفين فناً عريقايعدونه من أرقى فنونهم الشعبيه
فى الشعر والغناء يطلقون عليه ( فن الكسرة ) ويقترب هذا الفن كثيرا من فن التوقيع فى الاْدب العربى من حيث الايجاز فى العباره فهو تصوير دقيق لمعاناة يجسدها الشاعر فى بيتين من الشعر .

ولن يتمكن من الابداع فى الكسرة من ليس لديه مقدرة فنيه وموهبة نافذة لان سر اكتمل الكسرة يكمن فى جودة بنائها من حيث دقة التعبير وانتقاء العباره والكلمات التى تتكون منها واخيرا أسلوب الاثاره كل ذلك له اهمية فى تشكيل الكسره.

وأشهر الكسرات الجيده من وادى ينبع ووادى الصفراء ووادى فاطمه ووادي خلــيص ورابغ واملج وما جاورها من أودية وللمدن الساحليه وليس معنى هذا أغفال غيرهم من الموهبين وانما هو تحيد لاأشهر المناطق التى عرف فيها هذا الفن .

..{ الشكوى والجواب } ..

أن الكسرة فى معظم حالاتها ليست الا شكوى أو جواباَ . والشكوى تنبعث عادة تعبيرا عن معانة يعيشها الشاكى .عمد شعراء الكسرة الى صياغة شكاواهم فى بيتين من الشعر ترسل من الشاكى الى صديق عزيز متضمنه محتوى هذين البيتين من الشعر ويصوغ الصديق
رده أو جوابه فى بيتين مماثلين فاعتبر البادى هو صاحب الشكوى والثانى هو صاحب الجواب وأكثر ماتدور وبشكل معلن فى ميادين الرد والتى تتم فى ملاعب (الزير ) الذى يطلق عليه فى وادى الصفراء (زيد ) وفى ينبع ( رديح ) وفى مابين رابغ ومكه ( صفا ) أو ( تقاطيف )ويقام هذا المنتدى غالبا فى الهواء الطلق وحين أقامة الافراح او المناسبات
العامه ويحضره جمهور غفير من عشاق هذا الفن لا يتحيز لفريق دون اخر من المتناظرين ولكنه جمهور تطربه الكلمه الرقيقه العذبه والرد اللبق المناسب وتشده الشكوى الرقيقه الى الجواب الذكى السديد .

ولا يتوقف شعر الشكوى والجواب فى الكسره على ابرازه فى هذه المنتديات منتديات الرد وانما يتم احيانا بواسطة الرسائل او التوجيه المباشر فى مجلس او خلافه .

اولا ــ الســـــــــلام :
يبدا الشعراء الضيوف المحاوره بالسلام موجها الى أصحاب الدعوه والى الحاضرين والى الذين لم يتمكنو من المشاركه فى المناسبه لاسباب حالت دون ذلك وكانو من روادها و فى السلام تعلن الفرحه بالمناسبه والرغبه الصادقه بالمشاركه فيها .

لناخذ مثلا وجوب السلام لبداية هذا المثل :
أرخص لنا فى أول التسجيــــــل ..... حسب القوانين والواجب
سلام يا راعى التكميــــــــــــــل ..... جيتك وأنا خاطرى راغب

( الرد )
ترحيب منا لكــــم تجليـــــــــــل .... ولراعى النوب والنايب
سجل لنا يارب القيـــــــــــــــــل .... اللى حضر والذى غايب

وحين يجتاز السلام مداره وتطول المجامله بين المتحاورين يلمس الشعراء ملل الجمهور فيطلبون الانتقال الى مرحلة مابعد السلام وهى مرحلى الشكوى والجواب .

لننظر الى النوذج التالى : ـــ

كان السلام أنتهى باديــــــــــه ..... لاجله وصل منتهى البنيان
كل منه نال ما يكفيـــــــــــــه ..... والان وقت الملاقى حــــان

( الرد )
سوءال واسال عنه راويــــه ..... واحنا نجاوب بكل لسان
هات المثل اعلنه وامليـــــــه ..... وانا اتبع طالعه لا بان


الشكوى والجواب ( المرافعات )

وهى المرحله الثالثه وتاتى بعد السلام والترحيب والاستئذان بطرح الشكوى والسماح با ستقبالها وتتضمن الشكوى موضوعها وتوضيحات حوله تحدد المشكله والمعالجات المبذوله ممايساعد على
تشخيص المشكله وتحديد علاجها او تقديم الحلول التى تذلل عقباتها .
وأخيرا نورد المحاوره التاليه فى الشكوى والجواب بين أشهر رواد هذا الفن وهما المرحوم أحمد عبدالرزاق الكرنب وعايد القريشى وكلاهما من مدينة ينبع البحر .

يقول القريشى :
فتشت ماضى دفاترنــــــــــــا ..... لقيت قاضى الهوى ماضيــــــه
باللى نشوفه و ينذرنـــــــــــا ..... باخطر من اللى نرى ياتيـــــــــه

ويجيب الكرنب :
اسمع فى الاقوال حاضرنـا ..... قبل المثل اخذه واعطيـــــــــه
ولا أنك تأكدت سايرنـــــــا ..... حنا قانونه معك نجريــــــــــــــه

القريشى :
حاور فى الاقوال صادرنا ..... يمديك تقرية وتقريـــــــــــــــــه
اما توءيد وتعذرنــــــــــــا ..... والا ترى مانرى وانهيــــــــــــــه

الكرنب :
هذا على قيد خاطرنــــــا ..... بعد اطلاعى على قافيــــــــــــه
أما سوى فى الحكم سرنا ..... والا نتكاتف على صافيــــــــــــه

القريشى :
نبغى نصدر أوامرنـــــــا ..... براى واحد سوى نمضيـــــــــــــه
مادام صفوة يعكرنـــــــا ..... نشطب سجله ابد نلغيــــــــــــه

الكرنب :
عن أنسنا لو تقاصرنـــا ..... نخشى يجى يوم فى طاريـــــــه
يجرح فوءادك ويجرحنا ..... ونسير كلاتنا نبكيـــــــــــــــــــــ
ــه

القريشى :
ياما أشتكينا وعبرنـــــــا ..... وأنته تجاهل بما نعنيــــــــــــــــــه
ما انته على الحق ناصرنا .... تنظر وطرفك عنه تغضيــــــــــــــه

الكرنب :
مادام بانت أشايرنـــــــــا ..... الانس لو باعنا نشريــــــــــــــــه
ومن عاد يبغى يناحرنـــا ..... نسلم الانس باللى فيــــــــــــــه

ومن متابعة الحوار نلمس أن الشاعرين يعلنان تمسكهما بهذا الفن مهما كانت الظروف .


وفى الختام الى عشاق فن الكسره تقبلوا تحياتى .
وهذه كسره قديمه سمعتها ويقول عن الكسره

ساس الهوي منبعه كسره ..... وأجب علي من سمعها يون
لو كان قلبه كما الصخره ..... أوتار قلبه عليه تحـــــــن