أخواني البعـ ع ــيد - الجوال
لكم مني كل التحية والتقدير، راجيا الله تعالى أن أكون قد أفدت واستفدت منكم -- شكرا لكم.


أخي الفاضل، الأديب المعاصر
نلت من كلماتك الرقيقة الكثير فوق قدري. أنت من كان معلمي وأخي الذي تعلمت منه التواضع وحب ومساعدة الآخرين. لك مني كل التقدير والاحترام. إن بحث (الثواب والعقاب) هو إختصار شديد لبحث قدمته في إجتماع في وزارة المعارف، ولو وضعت البحث بالكامل في المنتدى لأخذ أكثر من مائة حلقة. إن مداخلاتك ممتازة وتُثري كثيراً النواحي العلمية والفلسفية وهو السيء الذي نبحث عنه أو يجب أن بنحث عنه لننهل من أنهار العلم والمعرفة.

[] وردت الفقرة التالية في الحلقة الرابعة من الثواب والعقاب "يجب في الجانب الآخر أن نقول للطالب الكسول وغير المجتهد "حَســِّــن من وضعك"، وإذا استمر كان لزاماً علينا عقابه، وهذا ينطبق ايضاً على كل السلوكيات الطيبه والسيئة." لم أتعرض للعقاب البدني في هذه الفقرة لسببين هما :

1- العقاب البدني (الضرب) من قِبل بعض المعلمين هو عملية تصل لحد الانتقام من الطالب من واقع تجربتي العملية في الميدان التربوي، بينما الهدف الرئيس من العقاب البدني البسيط (وإن كنت لا أُشجعه أبداً) غير المتكرر (حتى لا يفقد أهميته) هو إشعار المقصر بنوع من الذل أمام زملائه الأمر الذي يخلق لديه نوع من الاستجابة العكسية فيُشجعه على عدم التعرض لمثيراته في مستقبل حياته.
2- أما الضرب المبرح فإنه يولد الكراهية التي تنعكس على المجتمع ككل، خاصّة إذا علمنا أن الطالب بتركيبته الفسيولوجية والنفسية لا يستطيع أن يقف أمام المعلّم خوفاً من انتقامه في الدرجات وسطوته بحكم عمله، وأن المعلّم في ذات الوقت يفتقد إلى نوع من الديمقراطية الإسلامية في تقبل النقد الهادف من أبنائه الطلاب والمناقشة في الأساليب الواجب اتباعها في معاملة الطلاب. وعلى سبيل المثال من واقع التجربة : جاء طالب يشتكي أن معلمه قام بضربه (بالركب والعقال) أمام جميع زملائه أثناء الحضور إلى صلاة الظهر. بعد التحقق من الشكوى من المعلم وبعض زملائه من المعلمين وبعض الطلاب الحاضرين قريباً مكانياً من الواقعة اتضح أن الطالب تعرقل في أرضية المسجد وسقط على معلمه مما أسقط عقال المعلم وغترته. ثار المعلم من الموقف بشدة ولم يتمالك نفسه ويحكمها أو حتى يبحث عن الأسباب وقام بضرب الطالب بالركل والعقال والصفعات !!. فما بالك لو أن هذا الطالب لم يحل الواجب أو لم يحفظ الدرس وناقش المعلم في الطريقة القاسية والأسلوب الذي يستخدمه أمام الطلاب فما الذي سيحصل ؟!. إن الأسلوب الأمثل في معاقبة الطالب على تقصيره هو استخدام الثواب مع بقية زملائه مع بعض الكلمات المشجعة للمقصر.

[] وردت الفقرة التالية في الحلقة الخامسة : إنه من المعلوم أن معظم المدارس التي تعتمد تماماً على التربية الحديثة تعترض عملياً على العقاب البدني، ومع ذلك فإن الطفل أو الطالب قد يلقى بعضاً من هذه المعاملة إذا خرق قواعد وقوانين النظام أو تحدَّى القوانين الأخلاقية للمدرسة أو البيت. فقد يُضرب لعدم ادائه الصلاة مثـلاً، مصداقاً لقول الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم: "واضربوهم عليها لعشر.". وقد قال الأستاذ الدكتور: فؤاد أبوحطب: "إلاَّ أن العقوبة قد تشمل الذم السطحي أو التوبيخ أو التأنيب أو اللوم أو النقد أو الإستهجان أو التقريع أو التصنيف." ( علم النفس التربوي – الدكتور: فؤاد أبوحطب، ص 364-366 ).
إن الأستاذ الدكتور فؤاد أبوحطب ذكر تلك العبارة على أن عملية الضرب المذكرة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آخر العلاج ويسبقها الذم والتوبيخ وغيره. ولم أكن موفقاً كثيراً في اختصار هذه الفقرة كما ينبغي لتصبح أكثر وضوحاً.

[] وردت الفقرة التالية في الحلقة التاسعة : على سبيل المثال عقوبة الحدود، حيث يكون تنفيذها أمام مشهد من الناس ومحضر من أبناء المجتمع حيث تكون العبرة أبلغ والعظة تكون أقوى. فالسعيد من اتّعظ بغيره. ولا شك ان المربي حين يعاقب الطالب المسيء أمام اخوانه من الطلاب فإن هذه العقوبة تترك الأثر الكبير في نفوس الأولاد جميعاً، وبهذا يعتبرون ويَتعظون.
إن الهدف الرئيس من ذكر مثال عقوبة الحدود الشرعية هو الاشهار على قدر جريمة المجرم، فتطبيقها يتم أمام المجتمع ككل أو جزء منه لأن أثرها ينعكس على المجتمع؛ وقياساً عليها فإن التقصير أو الإخلال بأنظمة الفصل الدراسي أو المدرسة (على اعتبار أن المدرسة أو الفصل هو مجتمع صغير) يحتاج منّا إلى تطبيق العقوبة أمام هذا المجتمع الصغير. ولم أذكر مثال الحدود الشرعية هنا ارتباطا بقدر أو حجم المعصية أو الجريمة وإنما كما ذكرت.