ثالثة محاولة
عبد الله بن رواحه
تحرك جيش المسلمين الى مؤتة فى العام الثامن الهجري، وودع الناس الجيش وسلموا عليهم فبكى عبد الله بن رواحه فسألوه عما يبكيه فقال اما والله ما بى حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً سورة مريم آية 17 فلست أدرى كيف لى بالصدور بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله وردككم إلينا صالحين ورفع إليكم فقال عبد الله. لكننى أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرع تقذف الزبا أو طعنة بيدى حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبد حتى يقال إذا مروا على جدتى يا أرشد الله من غازِ وقد رشدا فلما بلغ جيش المسلمين مؤته وجدوا جيش الروم يقر من مائتى ألف مقاتل فنظر المسلمون الى عددهم القليل فوجموا وقال بعضهم فلنبعث الى رسول الله نخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا الزحف فنطيع.
غير أن عبد الله بن رواحه نهض وسط الصفوف وقال: يا قوم انا والله ما نقاتل أعداءنا بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به، فانظلقوا فإنما هى إحدى الحسنين النصر أو الشهادة فهتف المسلمون قد والله صدق ابن رواحه.
والتقى الجيشان واحتدم الصدام واشتد القتال، فسقط الأمير الأول شهيدا ثم تبعه الأمير الثانى شهيدا وحمل عبد الله بن رواحة الراية فهو الأمير الثالث.
وهو يهتف يانفس إلا تُقتلى تموتي
هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت
إن تفعلى فعلهما هديت وانطلق بين صفوف الروم كالعاصفة إلا أن تحققت أمنيته وسقط شهيداً.
المفضلات