السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاولة الأولى
أبوبصير الزهري
رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلته لنا!
فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا. فاستله الآخر وقال: أجل والله إنه لجيد لقد جربت به وجربت. فقال له أبو بصير: أرني أنظر إليه.
فأمكنه منه، فضربه حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: لقد رأى هذا ذعرا.
فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله: قد أوفى الله بذمتك، قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل أمه! مسعر حرب، لو كان له أحد!
فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر.
قال: وينفلت [وانفلت؟؟] منهم أبو جندل، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج رجل من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة.
قال: فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم.
فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحمن لما أرسل إليهم، فمن أتاه منهم فهو آمنز
فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} حتى بلغ {حمية الجاهلية} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينه وبين البيت.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور. الإصدار 1,38
للإمام جلال الدين السيوطي
المفضلات