قوله تعالى: «فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه)
فأما من أوتي كتابه بيمينه ) وذلك يوم القيامة , وهذه صفة أهل السعادة , وبشارة لهم بدخول الجنة .

( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) أي : سهلا , لا عسر فيه , وهو العرض على الله فيقرره بذنوبه , حتى إذا ظن العبد أنه هلك قال له تعالى : سترتها عليك في الدنيا وأنا استرها اليوم , وعندها يأخذ كتابه بيمينه فرحا مسرورا , ينادي في أهل المحشر ( هآؤم اقرؤا كتابيه ) .

( وينقلب إلى أهله مسرورا ) المنقلب أي : العودة , فيعود لأهله في الجنة , فرحا مسرورا بما أكرمه به الله عز وجل , حيث نجاه من العذاب , وأكرمه بالجنة .

وقد روت عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " من نوقش الحساب عذب " قالت : فقلت : أفليس الله قال : ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) ؟ قال: ليس ذاك بالحساب , ولكن ذلك العرض , من نوقش الحساب يوم القيامة عذب ) .

( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ) : وبالجمع بينها وبين قوله تعالى : ( وأما من أوتي كتابه بشماله ) [ الحاقة : 25] . فإنه يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره .

( فسوف يدعو ثبورا ) أي : من شدة خزيه وعاره , يدعو بالهلاك والخسار.

( ويصلى سعيرا ) يذوق العذاب في السعير , وسميت النار بذلك لشدة لهبها واشتعالها