[align=center]
الصحابي الجليل خبيب بن عدي

وهذه قصته :

أرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض حفظة القرآن الكريم إلى عضل ليعلموهم كتاب الله ، فخانوهم وقتلوهم .

أما خبيب وزيد بن الدثنة فقد أسروهما ، وانتظروا ليشترك عليهما ففي القتل كل من له ثأر عند المسملين . وكان خبيب قد أسره الحارث بن عمر ، وأودعه بيت معاوية بنت حجير ، التي راعها إيمانه ، لأنها كانت لا تراه إلا مصليا أو صائما .

شاهدته مرة يأكل قطف عنب وما بمكة يومئذ عنب ، فسألته ، فقال : هو من عند الله . وقد أبى أن يأكل مدة الأسر مما لم يذكر اسم الله عليه . وكان يقرأ القرآن فيجتمع عليه النساء ويبكين تأثرا . ولما حان موعد قتله أرسلوا إليه من يساومه في إيمانه إن كفر بمحمد أطلق سراحه فرفض – رضي الله عنه – وقال : الموت أدنى مما توهمون ، ثم أنشد :

قبائلهم واستجمعــوا كل مجمع
ولما جمع الأحزاب حوالي وألبوا

علي لأني في وثــاق بـمضيع
وكلهم مبدي العداوة جاهـد

وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي

وقد ذرفت عيناي في غير مدمـع
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه

على أي جنب كان في مصرعـي
ولست أبالي حين أقتل مـسلما


فأخذوه بعد ذلك إلى مكان يسمى التنعيم ليقتلوه ، فقال لهم : دعوني أصلي ركعتين . فصلاهما تامتين ، ثم قال لهم : والله لولا أن أخشى أن تقولوا خائف من الموت لأطلت الصلاة . ثم صلبوه على العمود ، فاستقبل القبلة وقال : الحمد لله الذي جعل وجهي قبل بلدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقبلته التي ارتضاها لعباده المؤمنين ، ثم قال : اللهم بلغ رسولك صلى الله عليه وسلم مني السلام ، وبلغه ما يصنع القوم بنا . اللهم إني لا أرى هنا حولي إلا وجه عدو . اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا . فسقط أبو سفيان على الأرض ، خشية أن تصيبه دعوة خبيب المظلوم ( حيث كانوا يعتقدون أن من أصابته الدعوة وهو واقف لا تخطئ الإصابة ) ، ولم يكن أبو سفيان قد أسلم وقتئذ ، ثم قتلوه .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه ، فأغمي عليه ، ثم أفاق وهو يقول : وعليك السلام يا خبيب ورحمة الله وبركاته ، فيسأله الأصحاب فيوقل لهم : قتلته قريش ، ثم أرسل بعض الصحابة إحضار جثته ، فوجدوها كما هي لم تتغير ، والدم لون الدم ، والرائحة رائحة المسك . وكان قد مضى على استشاهده أربعون يوما .

ومن إكرام الله لخبيب أن الكفار تيقظوا للفوارس حينما أخذوه . فأسرعوا وراءهم فوضعوه على الأرض ليتخففوا وينجوا بأنفسهم . فابتلعته الأرض من فورها ، ولذلك سمي ( بليع الأرض ) .


الله يعطيك العافية / أخوي محمد ,, ويعينك أن شاء الله
ويجزاك كل خير ,,



[/align]