صهيب بن سنان
عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة، علم صهيب بها، وكان من المفروض إن يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، ولكن أعاقه الكافرون، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء، أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم:
(يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأيم الله لا تصلون إلى حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني)...

فقبل المشركين المال وتركوه قائلين: (أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك و بمالك؟؟)... فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا:
(ربح البيع أبا يحيى... ربح البيع أبا يحيى)...
فقال: (يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل)...

فنزل فيه قوله تعالى: {ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ}... (البقرة آية 207)...