السلام عليكم ورحمة الله

المحاولة الأولى

مريم ابنة عمران

{إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك} أي فقال لها الملك مجيباً لها ومزيلاً لما حصل عندها من الخوف على نفسها، لست مما تظنين، ولكني رسول ربك أي بعثني اللّه إليك {لأهب لك غلاما زكيا}، {قالت أنى يكون لي غلام} أي فتعجبت مريم من هذا، وقالت كيف يكون لي غلام، أي على أي صفة يوجد هذا الغلام مني ولست بذات زوج، ولا يتصور مني الفجور، ولهذا قالت: {ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيا} والبغي هي الزانية، {قال كذلك قال ربك هو علي هيّن} أي فقال لها الملك مجيباً لها عما سألت، إن اللّه قد قال إنه سيوجد منك غلاماً، وإن لم يكن لك بعل ولا يوجد منك فاحشة، فإنه على ما يشاء قادر، ولهذا قال: {ولنجعله آية للناس} أي دلالة وعلامة للناس على قدرة بارئهم وخالقهم {ورحمة منا} أي ونجعل هذا الغلام رحمة من اللّه، نبياً من الأنبياء يدعو إلى عبادة اللّه تعالى وتوحيده، كما قال تعالى في الآية الأخرى {إن اللّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدينا والآخرة ومن المقربين} أي يدعو إلى عبادة ربه في مهده وكهولته.