من مقالات الكاتبة فاطمة البكيلي

استمعوا إلينا ولو بربع أذن

[align=justify]يامجلس الشورى.. هل يحتاج الأمر لكل هذا التعقيد وهذه الدوامة فيما بين التنظير والتطبيق، أسبوع مناقشة، وأسبوع آخر توصيات وعشر سنوات دراسة، فمن أدنى حقوق المواطن عليكم أولا أن تبسط له اللوائح والأنظمة ليفهمها ويعيها جيدًا، ثم التيسير عليه فيها والإسراع في تطبيقها على أرض الواقع
الأسبوع الفائت عند مشاهدتي اجتماع مجلس الشورى السعودي على قناتنا الأولى، استمعت إلى بعض قراراته فقد كان التباحث بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم حول مشاريع الأنظمة العقارية الجديدة، ثم التصويت بشكل نهائي على مواد ولوائح مشروعي نظام التمويل العقاري، ونظام التأجير التمويلي، فحاولت فهم ربعها وثلاثة أرباعها كنت (مفهية ما أدري وين الله حاطني). في اليوم التالي من خلال حلقة برنامج عيشوا معنا يوم الأحد بتاريخ 10/7/1429هـ والذي كانت أحد مواضيعه -خبر نشرته “عكاظ” خطة عاجلة من الدفاع المدني لمواجهة انهيار سد بحيرة المسك، والأضرار المتوقعة عند انفجارها- (يامالنا من الخير). فوجدت نفسي وبلا مقدمات أهذي وأردد: قروض بحيرة المسك، ودارت أثناءها في مخيلتي تساؤلات ونداءات كانت مكملة لحالة الهذيان التي انتابتني.
يامجلس الشورى.. هل يحتاج الأمر لكل هذا التعقيد وهذه الدوامة فيما بين التنظير والتطبيق، أسبوع مناقشة، وأسبوع آخر توصيات وعشر سنوات دراسة، فمن أدنى حقوق المواطن عليكم أولا أن تبسط له اللوائح والأنظمة ليفهمها ويعيها جيدًا، ثم التيسير عليه فيها والإسراع في تطبيقها على أرض الواقع.
ثم إننا نعلم عن عجائب الدنيا السبع في العالم أجمع، أما أن تجتمع في مدينة جدة وحدها السبع العجائب! (المياه - شبكةالصرف الصحي - بحيرة المسك - المرادم - الحفريات - التسول - نبش الحاويات) فهذه ميزة نخشى أن نحسد عليها!!. فنحن على وشك أن نخوض كارثة بيئية وبشرية تحتاج منا إلى تجنيد كافة طاقاتنا في مواجهتها والإعداد لها.
يا إخوتي استمعوا إلينا ولو بربع أذن ثم اقنعونا، فدولتنا من أكبرالدول المصدرة للبترول، وكما اطلعت تقوم ببناء إسكان ووحدات سكنية في دول عربية متعددة، ولدينا أكبر ثلاثين شركة في قائمة مائة شركة في العالم، فهل يعقل أن أكثر من 70% من الشعب السعودي مستأجر، وهل من الصعب على مدينة مثل جدة تجتمع فيها أكثر من 50% من الكوادر الوطنية الفاعلة، وتمدها الدولة بمليارات الريالات لتمويل المشاريع التنموية عن إيجاد بعض الحلول لهذه الكوارث؟[/align]

تصحيح الأوضاع الخاطئة.. مسؤولية مُواطَنة

[align=justify]المسؤولية مفهوم ذو أبعاد عدة يصل بنا في نهاية الأمر إلى معنى واحد رغم تعدد المسميات وهو أن يكون المرء إنساناً، اجتماعيا قادرا على تحديد مسؤولياته واتخاذ قراراته وتحمل نتائجها، ويعتبر الوعي بها سمة الراشدين.
ونحن جميعنا أفرادا وجماعات مسؤولون دون النظر إلى اعتبار العمر والمكانة والحالة الاجتماعية أو المادية.
أعني بذلك مسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض والتناصح فيما بيننا، خاصة المقصرين منا. فالمسؤولية تقع على عاتقي وعاتقك.
يحزنني كثيرًا وأشعر بالإحباط حينما أقرأ أو أسمع من بعض المصادر الهدامة كلمة فساد إداري في وطني المملكة العربية السعودية، أو أن تنظيم القاعدة بذرته سعودية، أو أن يصب المتواكلون في بلدي جام غضبهم على الدولة عند فشلهم بحجة أنها لا تقدم لهم الفرص كغيرهم، ثم ما يحدث في الخارج من سلوكيات تصدر من بعض أبنائنا وبناتنا وتسيئ لنا تنم عن عدم إدراكهم أنهم مواطنون سعوديون أحرار يتمتعون بمزايا عديدة يحسدهم عليها الكثيرون.
في مقالة سابقة لي تمنيت أن يدرج نظام الدولة كمنهج ضمن المقررات الدراسية وعلى مستويات أربع ابتدائية ومتوسطة وثانوية بالإضافة للمرحلة الجامعية، حتى يعي المواطن ما له وما عليه، أما اليوم فإن لي أمنية أخرى أهم وهي أن يدرج مفهوم مسؤولية المواطَنة كمنهج تعليمي تطبيقي تعايشي.
وليتحقق ذلك فليعمل الجميع بمسؤولياتهم، وليحتل كل منا موقعه، ولنوحد الصفوف فهذا وطننا، ومتى ما وعينا هذا جيدا نستطيع أن نصل إلى أن يكون كل فرد منا رقيبًا على ذاته أولاً ومناصحًا لغيره ثانيًا، حتى يتم تصحيح الكثير من الأوضاع الخاطئة ليستقيم الأمر.
عذب الكلام..
الأرض والإنسان والفضاء... منظومة ثلاثية من المستحيل والواقع، بدأ الأمر بالاستيطان ثم الاستئناس ثم الانتماء، ولكن ما حدث لنا كان أعجوبة جرت أحداثها بيننا وأمام أعيننا، بنا جميعًا تحققت معادلة ثلاثية الحلم الصعب بين الأرض والإنسان والفضاء.
فالأرض.. شبه جزيرة.. والإنسان سعودي.. والفضاء دستور.
وكان تفسيرها.. المملكة العربية السعودية.[/align]

أحلام تبخرت!!

[align=justify]عندما جاءت زيادة الرواتب 15% عم السرور جميع موظفي الدولة، وشرعوا بالتخطيط لتنظيم ميزانياتهم من جديد، فالزيادة سهلت تحقيق بعض أحلامهم التي انحصرت في تسديد ديون، وبناء مسكن، أو شرائه، والمساهمة في دراسة الأبناء سواء داخل المملكة أو خارجها، ولكن جميع هذه الاحلام تبخرت امام موجة الغلاء المعيشي، وكأنه محكوم عليهم ألا يلتقطوا أنفاسهم إلا من خلال أنبوب القروض والديون المتراكمة.
جاء الحصار الأول على الزيادة من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسعي الى إيجاد البديل الذي لا يصد ولا يرد، ثم تلا ذلك الإيجارات وتحكم صاحب الملك في المستأجر فرفع الايجار، ذريعته في ذلك أن (كل شيء ارتفع) ناهيك عن شراء (وايت الماء) كل خمسة أيام، وحتى تحبك أحداث هذه الملحمة وتكتمل أتى ارتفاع أسعار البناء، فوصل سعر طن الحديد الى ستة آلاف ريال، وتوقف العديد من مشاريع البناء، وبقي المواطن والمبنى على العظم.
دهشتي تتمحور حول: من يسعى الى تكبيل هذه الزيادة بكل تلك العوائق؟!
لم نعد نعلم أيستمر الحلم أم نفيق على واقع أكثر مرارة مما سبق ولسان الحال يقول (ياليتها ما كانت الزيادة) وبقينا على ما كنا عليه؟
إن راتب الموظف محدود الدخل هو صمام الأمان الذي يقتات منه، فهو لا يريد معرفة المسببات، ولا الاستماع لتحليلات اقتصادية من مسؤول يطالبنا بالبديل!! بل يريد أن تحل هذه المشكلة بطريقة ما دون أن يرهقه حلها، وأنا على ثقة أن المواطن على أتم الاستعداد للتعاون مع الدولة للقضاء على المشكلة أو التقليل من حجمها المتزايد على الأقل، فالقضية تحتاج الى استشعار الجميع بأهميتها وإعادة النظر فيها حتى لا يأتي يوم نجبر فيه على دفع ثمن الهواء الذي نتنفسه!![/align]

طاقـات.. وجدت مستثمرين

[align=justify]الشباب من أهم أدوات التغير والبناء، فبهم يتحقق للأوطان ما تتطلع إليه من عز وتقدم وازدهار، وشبابنا هم جيل المستقبل والطاقة التي تأمل الدولة في استثمارها وتسليحها بالعلم والمعرفة.
ولكن بعض شبابنا اليوم سمته التسرع والرغبة في الوصول إلى هدفه دون عناء، فيميل إلى دراسة تخصصات يطمح من خلالها إلى التخرج السريع، ثم يتذمر كثيرًا حال عدم وجود فرص وظيفية تناسبه ومفصّلة على مقاسه (مكتب وكرسي وقبل الظهر يقضب الباب).
تنبهوا جيدًا إلى أن شبابنا اليوم يحظون بهدية وطنية قدمها لهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تمثّلت في السعي إلى إنجاز مشاريع عديدة أهمها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومنظومتها السداسية التي توفر المزيد من فرص العمل للشباب السعودي، ومشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي تهدف إلى الانتقال بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة والقادرة على إيجاد تنمية مستدامة.
ولا ننسى حرص صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على إشراك الشباب في مشاريع التنمية في المنطقة الغربية، والاجتماع معهم وتقبّل آرائهم وأفكارهم؛ شعاره في ذلك (ما لنا مكان في العالم الثالث.. مكاننا في العالم الأول).
شبابنا.. ما حجتكم بعد ذلك،. الطريق مُهدت أمامكم، وجاء دوركم الآن، ضعوا أقدامكم على بدايته وانطلقوا في السعي إلى التسلح بالعلم الذي يواكب متطلبات عصركم، واجعلوا لكم دوماً رؤى مستقبلية فيما تصبوا إليه طموحاتكم.
عذب الكلام أوجهه اليوم إلى...
** وزارة الداخلية ممثلة في شخص سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ونموره الأفذاذ. احتواؤكم لأبنائنا العائدين إلى أرض الوطن بعد أن غُرر بهم، وإعادة تأهيلهم اجتماعيًا، ودمجهم في المجتمع.. شوكة في عين من يقول ويدّعي ويصرّح بأن حكامنا غير عابئين بنا.

** المحبون لهذه الأرض كثر، والمتحدثون عنها أكثر.. ولكن أن تكون هناك فئة تعمل بصمت حبًا وإخلاصًا، وتنتج إبداعًا وطنيًا ليس له صفة أو مسمى سوى.. منتدى المجالس الينبعاوية.[/align]