[ALIGN=CENTER]
هذه مداخلة مفيدة بعث بها الشيخ / صالح عبد اللطيف السيد وللعلم فهو أحد ابناء ينبع المهتمين جدا بتاريخها ؛ ينـقـّب ويبحث في كل مرجع أو مصدر يسمع به ولديه نية صادقة لإخراج عمل يخدم هذا الجانب نسأل الله له التوفيق وتـيسير الأمور ونشد على يـديه لتكون هـمتـه وجَـلـدُه قدوة لكل باحث وسائر في هذا الطريق 0ولا شك أن هذه المداخلة ستثري الموضوع وتزيد من مكانتـة التاريخية والعلمية 00 فشكرا للشيخ / صالح على هذه المتابعة والاهتمام لما ينشر هنا من موضوعات تؤصل تاريخ بلادنا وتـفيد كل مهتم ومتابع 0
[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]يقول في مداخلته
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الجهد المشكور الذي قام به الإخوة في المجالس الينبعاوية عن غزوة العشيرة .
وبعد النقل من كتب السيرة عن الغزوة ، أرجو أن يسمحوا لي بهذه المشاركة
هذا ما أوردته كتب بعض المواضع عن العشيرة :
العشيــرة : ذو العشيــرة ..
قال المقدسي البشاري :(1)
العشيرة صغيرة على الساحل قبال ينبع عندها نخيلات ، وليس لخانها نظير .
قـال البكـري :
بضم أوله وفتح ثانيـة ، بعده الياء أخت الواو والراء المهملة على لفظ التصغير : موضع إليه تنسب غزوة النبي صلى الله عليه وسلم الثالثة ، التي وادع فيها بني مُدلج وبني ضمرة .
خرج من المدينـة فسلك نقب بني ذُبيان ثم على فيفاء الخبار فنـزل تحـت شجـرة ببطحاء ابن أُزيهـر ، يقال لها ذات الساق ، فصلى عندها ، فثَمَّ مسجدُه ، وصُنع له طعام فأكل هو وأصحابـه ، فموضع أثافي البُرمة معلوم هناك ، ثم ارتحل فسلك شُعبة عبد الله ، ثم هبط يَليْل ، فنزل بمجمعه ، واستُقي له من بئــر الضبوعـة ، ثم سلك الفرش : فرش ملل حتى لقى الطريق بصخيرات اليمام ، ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة ، وقال كثيــر :
ولم يعتلجْ في حاضر متجاور = قفا الغضي من وادي العُشيرة سامرُ
الغضي : جبـل صغيـر ، وقال عمرو بن أبي ربيعـة :
خليليَّ عوجا نَبْكِ شجواً لمنـزل = عفا بين وادي ذي العشيرة فالخزمِ
وقال حسان بن ثابـت يذكـر قومــه :
وبايعـوه فلم ينكث له أحدٌ = منهم ولم يَكُ في أيمانهـم خَلَـلُ
ذا العشيرة جاسـوه بخيلهمُ = مع الرسول عليهـا البيض والأسلُ
قــال ياقـوت :
بلفظ تصغير عشرة يضاف إليـه ذو فيقال ذو العشيرة : قال الأزهري هو موضع بالصمان معروف إلى نُسب إلى عُشَرَة ثابتـة فيه .
والعشر : من كبار الشجر وله صمغ حلو يسمى سكر العشرة ، غزا النبي صلى الله عليه وسلم ذا العشيرة وهي من ناحية ينبـع بين مكة والمدينـة ، وقال أبو زيد : العشيرة حصن صغير بين ينبع وذي المروة يفضل تمره على سائر تمور الحجاز إلا الصيخاني بخيبر والبرني والعجوز بالمدينة . ( أقول : والعجوز لا شك أنها العجوة إلا أن الكلمة صحفت ) . ثم ذكر ياقوت مواضع أخرى بهذا الاسم إلى أن قال : قال ابن اسحاق : هو من أرض بني مُدْلـج .
قال السمهـودي :
في مجمل كلامـه عن العشيـرة : مسجد العشيرة معروف ببطن ينبـع وهو مسجد القرية التي ينـزلها الحاج المصري بينبع في ورده وصدره ، روى ابن زبالة عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد ينبع بعين بولا .
قلت ( والكلام للسمهودي ) : والعين اليوم جارية عنده لكن لا تعرف بهذا الاسم ، قال المجد : وهذا المسجد اليوم من المساجد المقصودة المشهودة والمعابد المشهورة المذكورة ، تحمل إليه النذور ، ويتقرب إلى الله بالزيارة لـه والحضور ، ولا يخفى على النفس المؤمنة روح ظاهرة على ذلك المكان وأنس يشهد له بأنه حضره سيد الأنس والجان .
أقول : وهذه من البدع التي كانت منتشرة في ذلك الزمان والحق أنه لا يُتقرب إلى الله إلا بما شرع ، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك صريح حيث قال ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد .... ) الحديث ..
قال الجاسـر : (1)
كان موقعها معروفاً إلى عهـد قريب ، وكان بها مسجد منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد درست ، وتقع بقرب عين ( البركة ) التي كانت قديماً من عيونها فيما بينها وبين البحـر .
أقـول : إن موقع العشيرة لا يتعدى المنطقة الواقعـة بين خيف المبارك وعين البركة وقرية الأشراف ويقطعها الطريق المعبد الآن . وهناك آثار مسجد غرب قرية الأشراف يقال إنه مسجدها ، وهو منـزل الحاج في تلك المنطقة عنـد انحداره في طريقـه إلى الدهنـاء .
يقول كثيـر :
ولم يعتلـج في حاضر متجاور= قفا الغضي من وادي العشيرة سامر
سقى أم كلثوم على نائي دارها= ونسوتـها جـون الحيا ثم باكـر
لطيفــة :
قال كثيــر :
أجزن على ماء العشيرة والهوى= على ملل يا لهف نفسي على ملل
قيل إن رجلا من أهل العراق نزل بملل ، فسأل عنه فأخبـر باسمه فقال : قبح الله الذي يقول :
على ملل يا لهف نفسي على ملل
أي شيء كان يتشوق من هذه ، وإنما هي حرة سوداء ، فقالـت له صبية كانت تلتقط النوى : بأبي أنت وأمي ، إنه كان والله له بها شجن ليس لك .
وملل وادٍ ينحدر من ورقان حتى يصب في فرش سويقة ( سويقة الأشراف ) وهذه بوادي حزرة غير سويقة ينبع النخل وينحدر من الفرش حتى يصب في إضم ، ويضاف إليه الفرش والفريش .
وجمعـه كثير في قولـه :
إذ نحـن بالهضبـات من أمـلال
انتهى[/ALIGN]
المفضلات