إنهم يوقظون الفتنة

صالح الشيحي


عندما سئل الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن المعارك التي دارت بين الصحابة أطلق مقولته المشهورة: "تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا".. اليوم بعدما استتب الأمن في هذه البلاد المباركة على يد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز رحمه الله، وانطفأت بفضل الله ثم بفضل شجاعته وحكمته نيران الفتن والمعارك التي كانت تدور رحاها في هذه البلاد، نجد من يحاول زرع الفتنة بين الناس!
الحديث اليوم عن الاحتجاجات الواسعة التي واجهتها الشركة المنتجة لمسلسل الشيخ والفارس (سعدون العواجي) الذي سيعرض حصريا على شاشة أبوظبي مطلع الشهر الكريم.
ولم أكن أود الحديث عن المسلسل لولا إلحاح بعض المحبين، فقط لأن لدي حساسية بالغة من المسلسلات التاريخية التي تتناول وتتعرض وتبحث في شؤون القبائل.. أنا مدرك تماما أن العزف على وتر القبلية في بلادنا على وجه التحديد، عبث خطير.. بل أشبه ما يكون بالمساس بالدين.. ولست مبالغا إن قلت إن هناك من تستثير القبيلة حميته أكثر من الدين والعياذ بالله.
إنني أناشد معالي وزير الثقافة والإعلام وهو الرجل الخبير والمحنك في أن تتبنى وزارته مشروع ميثاق عربي يجرّم تناول أي أمر يتعلق بالقبيلة أيا كانت وإثارة النعرات بين الناس، والوقوف بحزم في وجه كل شركة أو مؤسسة إنتاج تسعى للتكسب على حساب وحدة القبائل في بلادنا.
أتفق مع ما ذكره ابن العم محمد الرطيان يوم أمس من أن ما يجري هو مؤامرة.. وأقول أنا: ابحثوا عن هذه الشركات والمؤسسات الفنية التي بدأت في تقليب أوراق الماضي وإثارة النعرات القبلية.. واسألوهم: عن أي شيء يبحثون، وأي هدف ينشدون؟ وما الجهات التي تقف خلفهم؟.
إن هذه الوحدة الوطنية التي أرسى دعائمها المؤسس الراحل الملك عبد العزيز والتي ننعم بها اليوم بفضل الله، بحاجة للمحافظة عليها، وإن قطع كل يد تزرع بذور الفتنة هو أول الخطوات