يقول الصفراني في عبارات شعرية بسيطة ؛ يصف فيها ملابس المسلمين يوم العيد من قصيدته يوم العيد .
أدَّوا صلاةَ العيدِ
وانتشروا
فَرَاشاً
رائعَ الألوانِ
في كلِّ اتجاهْ
أزياؤُهمْ
تَحْتَجُّ بالإبهاجِ
في وجهِ الرِّياءِ(28)
إن صورة الأزياء – الأخيرة - تعلن عمَّا سمَّيناه شعرية البساطة في تلقائية راكزة في لغة الشاعر وشعره ، فهو لم يعلن عن مسمى لون هذه الأزياء ؛ ولكنه أوحى بذلك ؛ من خلال صورة تشخيصية ناطقة بالصريح والمسكوت عنه ، حين سما بالأزياء من تشيوئها ؛ إلى النموذج الإنساني الذي يملك الإبهاج في بساطة الملبس حجَّةً في وجه الرياء ، لمن يلبسون الغالي رياءً وسمعةً . إن الإبهاج – وهو معنى مجرد - يصبح حجَّةً دامغةً تفضح المتفاخرين رياءً ، يملكها المؤمنون البسطاء الذين يلبسون نورانية الألوان يوم العيد.
وإذا كان د.مكَّي يرى أن المهمة الأولى والأشد بساطة لدور الصورة الشعرية ، أن تجسد ما هو تجريدي ، وأن تعطيه شكلاً حسِّيا ً (29) ؛ فإن الأشد بساطة تلك التلقائية التي يستطيع بها الشاعر صياغة هذه الصورة ، وما تحمله من معانٍ مسكوت عنها توحي ولا تصرح.
المفضلات