أولا نشكر الأخوين الكريمين / محمد الجحدلي والشاهين على طرحهما الجيد المواكب للأحداث والذي ينبئ عن الحرص على الموروث والحفاظ عليه ..ولذا فقد تم دمج هذين الموضوعين مع بعضهما كي لا تتشعب الردود ويضيع الجهد .. ومما يبعث على حسن النوايا أن الأخوين الكريمين : الشاهين ، ومحمد الجحدلي اتصلا يؤيدان دمج الموضوعين أو التصرف بما نراه مناسبا من توجه سليم يساهم في خدمة الموروث ؛؛ فالأخ الجحدلي اقترح دمج الموضوعين أو حتى حذف موضوعه وإبقاء موضوع الشاهين ، إذا كان ذلك يخدم الغرض الذي نهدف إليه ..والأخ الشاهين اقترح دمج الموضوعين ، وطلب في حالة الدمج أن يكون موضوع الأخ / محمد هو الأول ؛؛ لكننا في هذه الحالة لا نملك ذلك حيث أنه عند الدمج نخضع لخاصية الزمن التي يبرمجها نظام المنتدى تقنيا مع العلم أن الفرق بين زمن نشر الموضوعين لا يتعدى 40 دقيقة :: وللحق فإن الموضوعين هدفهما واحد ؛ وهو الارتقاء بالموروث الشعبي وحمايته من التسلط وضياع الأصول المعتبرة وبناء حاجز متين من الثقة والاحترام المتبادل بين أربابه والممارسين له ..ومن كلام الأخ الجحدلي:في موضوعه الذي عنوانه ينتهي بتساؤل واضح :
( أزمة الموروث الشعبي، قصور في القن، أم خروج عليه؟ )
وفي هذا المعنى يؤكد قائلا ) ما نراه الآن في أي لعبة من تلك الألعاب الشعبية، من اختلاف في وجهات النظر، والتي تعصف كثيرا بموروث ذلك الفن الجميل، وتهدد بالقضاء عليه.)
والأخ الشاهين كان موضوعه بعنوان :
(مبضع جراح ...والنزاع الاخير للعبة الرديح.)
فخصص موضوعه في السياق نفسه ولكنه ركز على المشكلة الأخيرة التي حدثت في رديح أشرف العياشي واعتبرها مدخلا مهما للمعالجة وطرح الأفكار بصدق وشفافية قائلا:
( اليوم نعيش زمناً مختلفا عما كان عليه الاباء والاجداد من الاحترام والتقدير فوجب علينا ان نبتعد عن الانا وحب الذات في طرح المشاكل واقتراح الحلول ) .
ويُعتبر هذا التوجه وهذا الاهتمام من الأخوين الكريمين بمثابة الانطلاق لتكون الصراحة ديدننا في معالجة المشاكل وعدم السكوت أو المجاملة وهو اعتراف صريح وصادق بما يعانيه الموروث عامة من تصدعات.....وبناء على ما ذكر فيجب أن نطرح آراءنا واضحة ؛؛ فلو قلنا بأن المشكلة تكمن في القيادة ؛؛ أي قيادة الصفوف في كل الألعاب الشعبية الموروثة فعلينا أن نكون صريحين إذ لم تعد القيادة ذات قيمة عند الأفراد الممارسين للعبة وإذا فقد احترام القيادة أو عدم القناعة بالقائد في أية لعبة فمن هنا ينشأ الامتهان للقوانين والتجاوزات وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق وكان احترام القائد أو كبير السن واجب دون مناقشة للخطأ أو الصواب أو تأجيله للوقت المناسب ؛؛ فعلى سبيل المثال لو أخذنا لعبة الرديح فهل جميع الممارسين لهذه اللعبة وهم ما نطلق عليهم ( البحرية) هل جميعهم مقتنعون وموافقون على أن فلانا يقود صف ينبع أو صف أملج أو صف جدة مثلا .. طبعا الجواب بالنفي ولكن عدم الشجاعة تجعلهم يمارسون أدوارا خفية ونفاقا ظاهرا ويكتمون ما الله به عليم ، فنشأ لدينا صراع طفا على السطح وعصف بهذا الفن ... وإنني أعجب كيف أننا لا نستفيد من الطريقة التي تدار بها صفوف المحاورة في الشعر النبطي ؛ فلا يمكن أن تجد إلا شاعرا واحدا يقف في الساحة يتحدى خصمه والجمهور هو الحكم أما في الرديح فنجد الاختلاط والمشاركة في كسرة واحدة تنسب لأحدهم تقديرا لكبر سنه أو لأي اعتبار آخر ولكن التقدير بهذا الوصف مفقود هذه الأيام فلماذا لا نأخذ بتجربة الشاعر الواحد كتجربة قابلة للاستمرار أو التخلي ... ومن ناحية أخرى فإن ما قاله الأخ الشاهين بأن مشكلة الرديح الآن تكمن في عدد صفوفه وأن من يريد إقامة لعبة الرديح يواجَه بحرج شديد مما يضطره لإلغاء الفكرة هو قول يلامس لب المشكلة فبقدر ما كان تعدد الصفوف ظاهرة صحية أصبحت اليوم محورا للمشاكل والنزاعات ..وما قاله الأخ الجحدلي : بأن من نعتبرهم رموزا ومرجعا للألعاب الشعبية نشاهدهم اليوم يفضلون الابتعاد عن ساحة الموروث، بسبب ما يسود الأجواء من تعكير وسوء ظن ؛ هو أيضا قول يلخص المشكلة في بؤرة الأنانية التي يمارسها من ينتمون لهذه الألعاب ويـُحسبون عليها ,, وأعتقد شخصيا بأن تساؤل الأخ الجحدلي عن القصور في أنظمة الألعاب وارد جدا لعدم مواكبة هذه الأنظمة للتحديث ومراعاتها لعوامل الجغرافيا واختلاط البيئات ..
وفي كل الأحول فإن طرح الآراء وتقريب وجهات النظر يعزز من الأمل في إيجاد الحلول والسعي بعدم التخلي والابتعاد وترك الأمر لمن لا يحسنون صنعا .
المفضلات