أخي باسم الجهني
أولا أسأل الله العلي القدير أن يشفي صاحب المواقف الرجولية والفزعات العمدة إبراهيم سلامة أبو عيسى وأن يطمئن محبيه عليه ويرده إلى بيته وأهله وأولاده سليما معافى وأن يحفظه من كل سوء
ثانيا / اشكرك كثيرا على ذكر هذه الأسرة والإشادة بفضائلها فإن الله يحب العبد الشكور .. وكل من وفقه الله للتعامل مع أحد أفراد هذه الأسرة فإنه بلا شك سيدرك هذه السجايا التي تربوا عليها واصبحوا يأتونها طبيعة لا تكلفا
وهي أسرة أنجبت الفضلاء وتعودت على فعل الخير .. أما عميد هذه الأسرة الشيخ إبراهيم صعيدي فقد ورث فعل الخير كابرا عن كابر .. وهو ممن ينفق دون أن تعلم يساره ما تنفقه يمينه لا يريد بفعل الخير منا ولا رياء ولا سمعة ، ولا ينفق ليقال أنفق أو قدم أو ساهم أو تبرع وقل أن تجد عنه حديثا من هذا النوع في أي محفل أو وسيلة من وسائل الإعلام لأنه لا يريد هذا و له مواقف في هذا الجانب مجهولة لا يدركها إلا من حدثت معه أو من كان قريبا منه .. وفي كل موقف يشدد على ألا يعلم بذلك أحد .
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا
ولقد عايشت تجربة حقيقية أنا أحد شهودها وهناك شهود آخرون من علية القوم هنا يعرفونها أرويها لأصدقائي ولجلاسي دائما وأحترم رغبة الرجل في عدم نشرها على الملأ ولكن المناسبة هنا تفرض أن أشير إليها إشارة عابرة دون ذكر الأسماء
رجل من المدينة المنورة عليه دية مقدارها ستة ملايين ريال .. توسط بعض أهل الخير عند صاحب الدية فتنازل عن مليون واستطاع هو أن يجمع مليونا ونصف وتبرع الشيخ نغيمش الأحمدي بمبلغ مليون ونصف .. و جاء إلى ينبع ليجمع الباقي وكنت مرافقا له وهو يشرح ظروفه لبعض الجهات الخيرية والميسورين من رجال الأعمال الذين تتصدر أخبار تبرعاتهم صفحات الصحف .. وكل الذي استطاع أن يجمعه خمسة وثلاثون ألف ريال
وبينما هو معي في سيارتي مهموما حزينا لا يدري إلى أين يتجه وإذا به يشاهد الشيخ إبراهيم الصعيدي في سيارته ( جيب ) وكأنه جاءنا على قدر .. فقال قف بي لأكلم الشيخ قلت له أنني لا أعرفه قال ولا أنا ولكنها حيلة المضطر .. وقفنا في الشارع العام أمام مبنى البلدية ونزل وحده أما أنا فكنت مترددا بل قل يائسا من أنه سيعود بفائدة لجهلي بمساهمات الشيخ ومواقفه في هذه المواقف فهو لا يذكر شيئا ولا يعلم عنه أحد شيئا .. ولكنه عاد لي سريعا باسما متهللا وقال وأنا لا أكاد أصدق أن الشيخ قال لي لا تذهب لأحد ولا تطلب من أحد شيئا .. ارجع إلى المدينة وقل للشيخ فلان يتصل بي لأرتب معه ( والشيخ فلان هذا من لجنة الخير والإصلاح المتولي هذه القضية )
بعد يومين اتصل بي وقال أن الشيخ إبراهيم قد دفع كل المتبقي من الدية وقال ليتك جئتني قبل أن تذهب لأحد وحلفني بألا أذكر هذا الأمر أبدا .. ولو لم تكن معي وأعرف أنك مشغول بمتابعتها لما أخبرتك .
هذه الحادثة مر عليها الآن أكثر من عشر سنوات .. وعندما أتذكرها تعتريني الدهشة فنحن لم نأته في بيته كما أتينا بعض الميسورين ولم نجلس معه لنشرح له الظروف كما شرحناها لهم .. هي مجرد وقفة في شارع يستطيع لو لم يكن حب الخير ديدنه أن يقول : هنا في الشارع تخبرني !! إنني استحضر الإكبار لهذا الرجل وأشعر أن الدنيا ما زالت بخير وما زال فيها من يفعل الخير لوجه الله لا يريد من ورائه جزاء ولا شكورا ولا غرابة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة
ولا شك أن رجلا هذه أفعاله وفضائله سيغرس هذه الفضائل في نفوس أبنائه (عبد الاله وسمير ومنير وفضل ومحمد وهاني ) فما عرفنا عنهم إلا الهشاشة والبشاشة والأخلاق الحسنة .. لا يلقون أحدا إلا بوجه طلق ولا يقابلون الناس إلا بابتسامة صافية وتعامل راق . أسأل الله أن يثبتهم على هذه الأخلاق وأن يبارك لهم وأن يحفظهم جميعا
أما المستشفى والحديث عنه فهو متشعب وذو شجون .. ولكن مجرد اتجاه الشيخ إبراهيم صعيدي إلى إنشاء مستشفى بهذا الحجم وهذه الضخامة وهذه الإمكانيات لا شك أنه باب من أبواب الخير لأنه يريح المواطن من مغبة السفر للبحث عن مستشفى متكامل في جهات بعيدة ترهقه جسما ومادة ويوفر له الأجهزة الحديثة المتطورة التي لا يوجد لها نظير إلا في البلدان المتقدمة طبيا وقد أدى الشيخ في هذا الجانب دوره وزيادة تستوجب منا الشكر لله على أن هيأ لنا وجود مثل هذا الصرح الحضاري المتميز
ولم يبق إذا ليكتمل الحسن إلا أن يتخلص المستشفى من سلبيات إشراف الدكتور عرفان وشراكته في فترة مضت والعمل على إزالة ما علق في أذهان الناس خلال تلك الفترة .. فالانطباع السلبي لا يزول بسرعة والناس دائما تتناقل الأخبار وتذكيها .
وأشهد شهادة حق بأن المهندس سمير والأساتذة منير وفضل ومحمد وهاني جادون في هذه الناحية وقد أدخلوا كثيرا من التنظيمات الإدارية وأزالوا كثيرا من السلبيات المتراكمة وعينوا لإدارة المستشفى رجلا متمرسا في إدارة المستشفيات متمكنا من تخصصه واثقا من قدراته يستطيع بما هو عليه من جدية وصرامة وحزم أن يبني لهذا الصرح سمعة طيبة وأعطوه صلاحيات واسعة ذلكم هو الدكتور عدنان زهرة الذي أتوقع أن تحدث على يديه قفزات هائلة من التطور .
وعلى الإخوان الكرام أن يجدوا ويجتهدوا في استقطاب الكفاءات الطبية الماهرة فالطبيب هو أساس العملية وبدونه لا يصلح شيئ والطبيب المتمكن مطلوب حتى لو مارس مهنته في كوخ .. وكثير من المستشفيات تعتمد في سمعتها الطيبة على مهارة الأطباء لا على حجم المستشفى وإمكاناته ..
عليهم أن يستقدموا أحسن الأطباء حتى لو كلفهم ذلك كثيرا وعليهم استقطاب العظماء في هذا المجال كدائمين أو زائرين أو للعمل على فترات وهم بلا شك يستطيعون ذلك ويقدرون عليه .. ولديهم هاجس التطوير والوصول بالمستشفى إلى أرقى المستويات
أسأل الله أن يوفقهم في هذا .. لأن ذلك سينعكس بالفائدة على كل المواطنين
شكرا أخي باسم على إتاحة هذه الفرصة وأسأل الله التوفيق والسداد للجميع
المفضلات