يعلم الله با رامي وانا أقرأ سطورك تلك ( انني اتخيل نفسي في موقفك ) رغم انني لم يرزقني الله بذرية بعد - الا انني اقول ( كيف سيكون مصير ابنائي في تلك السنوات القادمة ( مادام ابنك بهذا المستوى من الطموح وهذه النسبة الممتازة - ولم يحقق ما أراد -)

لكنني اوجه كلمات لابنك ارجو ان توصلها له :

قد لا تحب الشعر ولا تستسيغه لكن

ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

لكنه خلاصة تجربة ذلك الشاعر لسنوات طويله ..

فيمكنك بني ان تجد نفسك في مجال آخر لم يجل في خاطرك يوماً .. ( فكل ميسر لما خلق له ) فانك لا تعلم ما يسره الله لك .. ولا تعلم اين اعد الله لك الخير .. سنجدك بني يوماً سفيرا لبلدك أو عالماً مبدعاً في مجال غير الذي كنت تتمناه .. حينها ستعلم أن الله عز وجل قد اعدك لأمر لم يكن في حسبانك .. ولكن لا تستبق الاحداث .. فالعمر أمامك طويل ..ان شاء الله ..والمشوار بعيد ..يحتاج منك للصبر والكفاح ..

لا يعني انك لم تقبل في الهندسه ان الدنيا انتهت ولكن لتجعل من ذلك بشيرا لك في ان عدم قبولك للهندسه فتح امامك ابوابا جديده ..

لعل هذا الموضوع ذكرني بطموحي بعد تخرجي من الثانوية بتقدير ممتاز ( وكنت اسعى حثيثا لدخول كلية الطب ) وسبحان الله لم اقدر ان اتقدم لها اصلا بعد ان استخرت وحسبت حساباتي ومشوار كلية الطب الطويل ومصاريفها الكثير التي لم يكن والدي قادرا عليها في حينه ..

لم يكن امامي في حينها الا كلية التربية فدخلتها على مضض - تخيلوا ان من اختار تخصصي هو احد الموظفين عندما

اخبرته انني لا اعلم اي الاقسام اريد ( لأن الطب وقتها آكله عقلي ) تخيلوا هو من قال لي - اذا تبغى نصيحتي ادخل هذا التخصص ..

وقد اراد الله ان اجد نفسي في ذلك المجال والحمد لله انني راضي بذلك تماماً وأحمد الله تعالى ليلا نهاراً على ما يسره الله لي فقد حصلت ضروف خلال دراستي لم استطع ان اقاومها لو كنت في الطب - بل انني لن اكمل الكلية بالتأكيد لو كنت في الطب ..

وفقك الله ابا رامي وابنائك .. وابناء المسلمين لما فيه الخير والصلاح .. ويسر لهم الخير ..وابعد عنهم الشر واهله ان القادر على ذلك سبحانه