وتلك المدارس الخاصة التي تسعى إلى الربح فكانت إغراءاتها للطلاب وأولياء الأمور بذلك الكرم الحاتمي في الدرجات لتصل نسبة النجاح التي يحصل عليها الطالب في الثانوية العامة إلى 100%.
وأدى ذلك التلاعب إلى جذب الطلاب والطالبات خاصة طلاب المرحلة الثانوية إلى المدارس الخاصة حتى أولئك الذين لا تسمح أوضاعهم المادية بالتحاق أبنائهم بتلك المدارس تجدهم يحرصون على التحاقهم في الصف الثالث أي سنة التخرج لضمان كسب درجات أو نسبة عالية في الثانوية العامة تؤهلهم لدخول الجامعة.
وما شجع تلك المدارس على هذه التجاوزات التي يأباها شرف المهنة سوى فقد الرقابة من الجهات المختصة بالإشراف وأعني هنا وزارة التربية والتعليم التي تحيط مسؤوليتها بكل المسببات الثلاثة والتي أدت إلى فقد القيمة العلمية لمؤهل يمضي الطالب اثني عشر عاماً في التحصيل العلمي ليحصل عليه والنتيجة مستوى علمي متدن لا يرقى في تأهيل حامله إلى دخول الجامعة وهذا يجعلنا بكل أسف نترحم على التعليم أيام زمان وعلى الثانوية العامة التي بدلاً من أن يرقى التخطيط والتنظيم إلى رفع مستواها كمؤشر لمستوى الحركة التعليمية لدينا نجده يعود بها القهقرى ليصبح لها هذا الثمن البخس وتفقد قيمتها في مدة لا تتجاوز خمس سنوات هي عمر العمل في سوق القبول.
ورحم الله أولئك الرجال الذين سعوا إلى نهضة التعليم في بلادنا لينشأ قوياً قوة إخلاصهم لدينهم ووطنهم وأمتهم.

هذا واقعنا المؤلم
شكرا المحب للوطن